البارت الثاني والعشرون

43.4K 660 70
                                    

وصلت سيارة الاسعاف الى المشفى لينزل المسعفون بسرعة وينزلون السرير الموضوعة به ماسة فنزل معهم كنان المتشبث بماسة بقوة وبدأو بالسير بسرعة كبيرة الى داخل المشفى
اقترب منهم الطبيب لينظر لحالتها ليقول بسرعة : على غرفة العمليات بسرعة
كان كنان يمسك بها بقوة ويرفض تركها ليردف الطبيب : يا فندم مينفعش انت كدة بتضيع وقت على الفاضي وممكن نخسر المريضة
نظر كنان لماسة نظرة اخيرة وقبل رأسها ببكاء : هتقومي ومش هتسبيني فاهمة هنبقى مع بعض على طول انا عارف انك سمعاني علشان كدة شدي حيلك وفوقي عشاني يا ماسة قلبي
امسك الممرضون السرير ودلفوا به الى غرفة العمليات ليغلق خلفهم الباب ويجلس كنان على المقعد وهو ينظر لدمها الموجود على يده بسرحان وبدأ يتكلم دون وعي : ماستي هتضيع مني علشان انا غبي ومتسرع علشان كنت عاوزها تفضل جمبي قمت خدتها وسيلة انتقام عذبتها وكسرتها وذلتها ومع كده ضحت بنفسها علشاني واللهي العظيم يا ماستي قلبي دق ليكي من اول لحظة عيني شافت بيها عنيكي متسبنيش ارجوكي متسبنيش فوقي علشاني هعيشك افضل عيشة وهخلي الدموع متعرفش ليكي طريق كل يوم هقلك بحبك وهنجيب عيال يشهدوا على قصة حبنا ياريتك معملتي كده يا ماسة يارتها كانت جت بيا ولا جت بيكي الدم ده مكنش لازم يخرج منك كان لازم يخرج مني انا . استقام كنان وبدأ يضرب الحائط بيده بقوة والدماء تنزف من يده وتختلط بدمائها . كان بعض الممرضين والمرضى وبعض الاشخاص القادمة لزيارة قريب لهم يقفون وينظرون له بخوف ولم يتجرأ احد ويقترب منه دلف رعد للداخل وهو يبحث عن كنان ليجده يضرب يده بالحائط ليهرول تجاهه بسرعة ويحاول ابعاده : كنان انت اتجننت
لم يستمع كنان له وعاد يضرب بقوة كبيرة ليتلقى لكمة من رعد جعلته يفوق على ما يفعله
رعد بصراخ : انت اتجننت ايه الي انت بتعمله ده مش انت الي عملت بنفسك كده مش انت الي كنت سبب في كل الي حصل ليك وليها مش قولنالك الي بتعملوا ده غلط وهيجي يوم تندم عليه بس انت قولت ايه لاء مش هندم ومحدش ليه دخل بيا اهو حصل الي انت بنفسك كنت خايف منه
اقترب كنان ببكاء واحتضن رعد بقوة : انا غبي الي عملت بيها كدة يارتني كنت اسمعت منكوا مكنش هيحصل كل ده عايزها يا رعد عايزها لو حصلها حاجة همووت واللهي همووت انا حبيتها من اول يوم شفتها بيه بس كنت رامي حبي في حتة من قلبي علشان عاوز انتقم الانتقام عماني كان قلبي يوجعني كل ما اقول ليها اي كلمة تجرحها واللهي كنت اتعذب قبلها اااااخ يا رعد قلبي بيوجعني اوي خايف يحصلها حاجة
تجمعت الدموع في عينين رعد على حال كنان الذي ولأول مرة يتوصل به الحال الى هذه الدرجة منذ وفاة والديه ليشد عليه بقوة : مش هيحصلها حاجة انشاءالله يا صاحبي بس متعملش بنفسك كدة لازم تكون قوي علشانها مينفعش تضعف كدة
كنان بأمل : يعني مش هتسبني
اومئ رعد له : ايوة بس تعالى نضمد ليك الجرح الي في ايدك مينفعش تسيبوا كدة ده غميق قوي
كنان : لاء مش هضمد حاجة الا اما تفوق ماستي
رعد : كنان علشان خاطري ارجوك لو سبتوا كدة هيأذيك
كنان : قولتلك مش هتحرك من هنا
رعد : طب هجيب الدكتور هنا
اومئ كنان له ليذهب رعد ويجلب طبيب وبعد فترة عاد ومعه الطبيب وفي يده شنتة تحمل الادوات الازمة ليبدأ بمداواة جرحه وكنان ينظر للغرفة العمليات بسرحان انتهى الطبيب ليتسقيم من مكانه ويذهب من امامهم بعدما شكره رعد وكنان ما زال على حاله
قطع سرحانه السرير الذي مر من امامه للتو ليقف بسرعة ويمسك به رعد : البني ادم ده بيعمل ايه هنا
اقترب ليل منهم ليتنهد بقوة : احمد اتوفى
رعد بإستغراب : نعم ازاي
ليل وهو ينظر لفهد بحزن : حاول يهرب ويوسف حاول يوقفه بس احمد مسمعش ليه فاضطر انو يطلق عليه وهوا اتوفى على طول ملحقناش نجيبوا هنا ده كل الي حصل
جلس كنان بصمت دون اي تعبير واعاد نظره للغرفة الموجودة بها ماسة
خرج صوت فهد ببحة : هيا ماسة مخرجتش
رعد : لاء لسا
فهد : انا هروح شوية وراجع
اومئ رعد له ليذهب فهد لوجهته
رعد : هوا ده يعرف احمد منين
ليل : ده طلع ابنه
رعد بذهول : ابنه وازاي متأكدين انو بريء من الي كان بيعملوا احمد وملوش دخل بيه
كنان : انا كنت مراقب احمد وفجأة خرج فهد كان بيبقى معاه بكل تسليم شحنة بس كان بيبقى بعيد ومبيدخلش بالي بيحصل مكنتش اعرف شكلو لأنو على طول كان بيلبس قناع والي عرفتوا انو كان بيلبسوا عشان الرجالة الي بتوصل الشحنة ميعرفوش هوا يبقى مين والكلام الي كان بينوا وبين احمد كان دايماً بيقوله بيه انه يبعد عن الشغل ده بس احمد كان بيرفض كان بيبقى عندي فضول اعرف هوا يعرف احمد منين لأنو مصادفش ولا مرة حكالوا يا ابني او حاجة زي كده ودي اول مرة اعرف انو يبقى ابنه وانتوا تعرفوا فهد عن طريق الشغل كويس اوي وملوش بالشمال وده الي كنت بلاحظه برضك لما كان بيبقى مع احمد وبس ده كل حاجة
ليل بحزن : انا حزنان عليه اوي ده شكلو كان متعلق بأحمد جامد وآخر كلام قالوا ليه بيوجع كتير ربنا يصبروا رغم انو احمد ميستهلش وبعد كل الي حصل اصر انو ييجي يطمن على ماسة ويعرف حصل معاها ايه
رعد بحزن : ربنا يصبروا
كنان بخوف وما زال ينظر للغرفة : هما اتأخروا كدة ليه بقالهم كتير اوي جوا
ليل : متخافش يا صاحبي مش هيحصل حاجة انشاءالله
اعاد كنان رأسه للخلف والدموع بدأت تنزل من جديد : يارب

ماسة في يد القاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن