——————————
بـعدَ يومينِ من العملِ المُتـواصل، استطاع نُـوا أخيراً الإنتهاء من حِياكةِ السّترة الرّماديّة التي حاكها لُوالدتـه بمناسبةِ عيد مِيلادها الثالث و الأربَعين. رُبـما يكون كل ما يُجيده الصّغير بحياتـه هو الحِياكة و التّطريز اللذان تعلمّهما من جَدتـه والدته أُمه قـبل وفاتها. يذكر أنّه اعتاد على قـضاء الكثير من الوقتِ معها حينما كان طِفلاً.
« لقـد إنتهيت، لُورد. »
التـفتَ نوا لـ ڤولكر الّذي يجلسُ على الأريكةِ، فـيما كان يجلسُ هو بين ساقيه على الأرضِ، و إبتسامةٍ سـعيدة واسعة تُضيء وجهه. لقد تعرّض للكثيرِ من الثّقوب الصّغيرة في أصـابعه، لكنه إعتـاد عليهَا. جدّته أخبرته إن أردت تعلّم شيءٍ ما، فعليكَ دفع ثَمـنه، و كان هذا هو الثّمن.
ڤولكـر ترك حاسُوبه و أعماله جانباً، ملتفتاً لـنوا. التـقط كفيّه يقبّلهما بِعمق :
« إنّها مُذهلة، ستعجبها كـثيراً جميلي. »إبتسامة نوا إتسـعت أكثر، و نـهض من مَكانه يُحدّق في السـاعة. نـظر إليه :
« هل يُمكننا الّذهاب الآن..؟ مازال الوَقت باكراً، و اليوم عيد مِيلادها. لا أرغب بتضييع هذه الفُرصة. أرجوك لورد. »نهض ڤولكـر هو الآخر من مَكانه :
« إرتَـدي ثيابكَ إذاً ريثما أجلب مَفاتيح السيّارة. »رَكض نُـوا نحو غرفة ڤولكـر ليُخرج لنفسهِ ثياباً عشوائية، ليس وكأنّه سيخرج من السيّارة إلا للمنزلِ على أيـةِ حال. هو دعى داخله ألا يَكون چاستن هُنـاك، صلّى بهذا مِراراً.
الطـريق للمنزلِ كان هادئاً جِداً، عدا من أغانِي الروك القـديمة الّتي على إذاعة الراديو. نـوا يحتضنُ ذراع ڤولكر، مغمض العـينين، و يُحَـاول نسيـان جميع الذكريات السيئة التـي تجمعه مع والدتـه. إنه عيد ميلادها، و لن يتشاجرا بالتأكيد.
أنت تقرأ
لُـورد
Mystery / Thriller•تـحذير، الرّواية +18 •مثليّة، بين ذَكرين. •فجوة عُمريّة كـبيرة. •مُظلمة نفسياً و جسدياً، ساديّة. •لُطفاً إرحل بسلامٍ إن لم يُعجبك. "عدّني بشكلٍ مَجهول.. إسحب أظافري نـحو البَلاط.. سأتبعُ رآئحتك فـقط.. لكنك لا يُمكنك إتباع إبتسامتي.. كل أخطـاءِك مِت...