27 | صَفعـة.

10.6K 347 208
                                    


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



وقَـف نوا خارجَ الحـرم الجامِعـي بإنتظَـار ڤولكر يأتـي كي يقلّه، الطَقس نوعـاً ما حار، مما جـعله يتعرّق بـعض الشـيء، و كُل ما يُفكـر في الحصول على حمامٍ بـارد. غاصَ في أفكارهِ لوهـلةٍ، هو لم يأخذ حماماً أبـداً مع ڤولكر من قـبل..! يتسآءل كيف سيكون هذا الشُعـور. شعر بالخَـجل و بقي مُطرق الرأس، و إبتسامة صغيرة تُزيّـن شفتيه.

كَـان كُل شـيءٍ يسير بشكلٍ جـيد حتى شـعر بشابٍ من نفـسِ عامـهِ الدراسي يقفُ بجـانبه، قريبٌ جـداً منه ممـا جعله يتحـرّك قلـيلاً بعدمِ راحة، تاركاً بُقعـته، ينتظرُ ڤولكر في بقعةٍ قـريبة بعض الشـيء من مكانِـه الأصلي.

الشـاب اقتـرب منه مُجـدداً، بدا وكأنـهُ يتعمّـد هذا. عـقد نوا حاجـبيه بقلـقٍ و توترٍ شـديدين، و قـرر تجـاهله. هو شُـجاع، بالتأكـيدِ لن يهرب مـنه كالدّجـاجة، سيكـون عُرضةً للسخـرية، و سيُحـرجُ ڤولكر كثـيراً، عليه أن يبقى قـويّـاً.

نـطقَ الشـاب بسخرية :
« المُخـنّث مـازال بإنتـظارِ حبيـبه المُسنّ..؟ أنَـت أُضحوكة نُـوا، لا تمـلك أدنى فِكـرة عن كميّـة الدُعابات الّـتي قمنا بإطلاقِـها عليك. »

نـوا تجـاهله، و تصرّف كـما لو أنّه لا يتحدّث مَـعه. الشـابُ لم يـهدأ، و إنّمـا تابع :
« ما الّـذي يُعجبه فيـك على أيةِ حـال..؟ أنـتَ مُقرف، الدّخـول في علاقةٍ مع رجلٍ مسنٍّ كهذا، لأجل النُقود.. تجعلك حقاً مقرفٌ يا نوا. كيف تتحمّل ذاتك و اللعنة..؟ »

مـرة أُخـرى، نُـوا لم يهتم، ليبدو الشـاب وكأنه يتحدّث إلى جِـدار. نـطقَ مُجدداً :
« لمـاذا لا تُجيب..؟ هل تنتـظر ذلك المَـسخ ليأتِـي و يُنقذك..؟ أوه.. فتـاةُ بابا الصّـ.. »

توّسـعت عينـا الشـاب حينما شعر بصفعةٍ عنـيفة تحطُ على وجَنـته. لم تكن عنـيفة حقاً، بالكاد طُبعت أصـابعه على بـشرته، لكن يبدو أن صـاحبها أخرج فيـها كُل غضبه و مُقـته. لم يتوقـع و لو للحظـةٍ أن نُـوا قد يتجرأ ليـفعَل هذا، لطـالما تنمّـر عليه الجميع لكنـه يلتزم الصّمـت، و قد كان رهاناً مع أصدقاءه إن نَـجح في جعله يتبنّـى ردّة فعلٍ مُختـلفة.

لُـوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن