سند الاسرة

192 9 1
                                    

#ابن عمرى
المشهد الثالث
مشهد اليوم هدية خاصة Elham Motiea

الصمت لفترة طويلة هو ما حدث بعد أن ألقت فادية كلماتها ليقطعه صوت رضوى وهى تتنفس فى حدة وضغط واضح صارخ:
( يعنى إيه هيرفض وجودى ؟يعنى إيه ارتاح أنه يتيم ؟مين اللى فهمه أننا عمرنا ما دورنا عليه؟)
وقفت لتتحرك فى جنون وتحكى كأنها تنفى عن نفسها أبشع التهم وهى نسيان أبنها فلذة كبدها
( يوم واحد ...لاء ثانية واحدة بالعدد عمرى ما نسيتك يا مهاب ....فضلت ادور وعمرى ما يئست ....دفعت الفلوس لناس كتير رغم علمى بكذبهم لا لشئ....إلا أنى اطمن بس عليك.....فضلت انزل الشوارع الف زى المجنونة لمدة تلت سنين كاملة لحد ما مسكنى المرض من شدة الحزن وموقفنيش إلا خوفى علي ضياع اخواته الإتنين ...من شدة حزنى اشتركت فى كل جروبات المفقودين فى كل مكان ...نشرت صوره ....عملت صفحة بأسمه.
نزلت اسمه فى الشوارع مع جايزة للى يدلنى عليه....
ثم نظرت نحو فادية صارخة في عنف وجنون
( انتِ قول لى أنا قصرت فى أيه؟ أيه اللي كان ممكن اعمله تانى ومعملتهوش....أنا قصرت فى أيه يا مهاب ؟؟؟رد عليا يا مهاب رد!!!!!
ثم لم تلبث أن انخرطت فى بكاء مرير جعلت إحدى بناتها تدخل فورا هاتفة فى خوف
( ماما ....فى إيه؟ مالك كل العياط دا ليه؟ ارجوكِ كفاية عياط ....انسى شوية علشان صحتك يا ماما)
صرخت أمها وامسكت بذراع سهيلة ابنتها الكبرى فى قسوة لا تقصدها:
( سهيلة ...قولى ....فى يوم أنا نسيت فيه مهاب !! في يوم ما دورتش عليه ....فى يوم واحد دمعتى نشفت علشان ضياعه منى وانى السبب !! لو أخدت بالى اكتر من كدا مكانش ضاع صح ....حقه يرتاح انه يتيم ....لو أخدت بالى من ابنى مكنش ضاع منى ....اه يا مهاب اه .....
ثم انخرطت مرة أخرى فى الصراخ والعويل لتقف فادية وتحتضنها فى حزن على حالها وتهتف فى تعاطف
( يا هانم ...محدش قال انك قصرتى....واصلا أنا عرفت من الجروبات بتوع الولاد الضاعين...واحدة جارتى طيبة هى إللى نبهتى للشبه بين الصور....والشبه فى التصرفات ...حاجات كتيرة جدا لسه علي محتفظ بيها وبيعملها زى ما هى مغيرهاش....والكل عارف انى لقيته ....وأبنى ....وبيدور على أهله...ارجوكِ ...حاول تفهمى الموضوع من وجهة نظر علي)
زمجرت رضوى فى عنف كأسد جريح
( مهاب اسمه مهاب ....فاهمة يا هانم؟)
لترد عليها فادية بنفس الزمجرة العنيفة
( لاء اسمه علي.....علي ابن عمرى ...ابنى أنا كمان ...صحيح هو ابنك لكنه ابنى اكتر واعملى حسابك انا خفت حساب ربنا ...لكن عمرى ما هجبر عليه ....وهساعدك تحاولى تقنعيه.....لكن بطريقتك العصبية دى عمره ما هيقتنع...لازم تكونى اهدى من كدا علشان علي يرضى يسمعك)
صرخت رضوى فى جنون ثائر
( اسمه مهاب .....مهاب)
هزت سهيلة رأسها هى وأبيها فى نفس اللحظة بنفس الطريقة ليهتفا سويا
( مسكين يا مهاب يا إللى هتبقى مهاب على ...اتنين أمهات وشكلهم الاتنين عقلهم كبير .....
يتبع .............
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب اليه
#هبه ابورحاب إسماعيل#ابن عمرى
المشهد الرابع
تحرك مراد ليقف بين فادية ورضوى هاتفا فى صرامة حازمة
( مش وقته دلوقتى .....هو فعلا مهاب ...وفى نفس الوقت علي ....المهم دلوقتى ابننا هنشوفوه امتى ؟وكمان معلش لازم نتأكد انه اصلا مهاب ابنى ....مجرد التشابه فى الصفات او التصرفات او حتى الملامح لا يؤكد أنه مهاب يا رضوى صح)
صرخت رضوى فى عنف
( اخرس يا مراد اخرس ....إياك تكررها تانى)
تراجع مراد للخلف فى دهشة أكثر منها غضب وهمس من بين أسنانه
( انت اتجننتى فعلا ...بتقولى ايه يا رضوى....انا اخرس يا مؤدبة يا بنت الأصول)
زاغت عينا رضوى وتكلمت كأنها فى عالم آخر غير عالمهم :
( اخيرا ابنى عرفت مكانه ..وهو يقولى لاء نتأكد أنا واثقة انه ابنى ...احساسى إنى لقيته ملك قلبي وعقلي...ايش فهمه هو فى إحساس أم بقرب ابنها ...لو قلتله انى شميت ريحته فى نفس فادية هيقول عليا مجنونة.....
ثم نظرت نحو مراد وتساءلت بكل براءة مفزعة بالنسبة له مرعبة من كونها ليست فى حالتها الطبيعية
( صح يا مراد انا اتجننت...ايوة اتجننت ...بس صدقنى مهاب هو علي.....ابنى لقيته ومش مهم عقلى يضيع بعدها ...ابنى لقيته يا مراد ....فاهم)
احتضنها مراد فى حب وخوف شديد عليها وهمس فى أذنها بكلمات مرتعشة
( خايف عليكِ يا رضوى ...خايف ترسمى احلام وآمال طويلة عريضة ...إلى الآن مفيش دليل واحد انه مهاب ..اكيد هنعمل تحريات وتحليلات ونتأكد...الموضوع لا سهل ولا بسيط ...علشان خاطر سهيلة و سيلا لازم تكونى اقوى من كدا )
لم ترد عليه رضوى بل تنهدت فى صمت وتراجعت للخلف محتضنة نفسها فى قوة ليكمل مراد محدثا فادية فى أدب جم ومحاولة للوصول لافضل الحلول
( المفروض دلوقتى يا هانم نشوف مهاب ونتعرف عليه ويبدأ يعرف الموضوع من اوله ونتأكد بشوية تحاليل بسيطة انه ابننا ...اما بالنسبة لتقبله موضوع اننا أهله فالوقت كفيل بحل المشكلة دى ...هيشوف بنفسه ويقدر حجم المعاناة اللي شفناها كلنا فى بعده ....)
ابتسمت فادية فى حزن وهتفت فى مرارة
( اكيد هيرجع متقلقش...هنا افضل الف مرة من حياته معانا ومعاناته يوميا وهو متحمل عبء أسرة كاملة علي اكتافه رغم سنه الصغير ....انتوا ضاع منكم ابنكم عشر سنين ...لكن أنا ابن عمرى هيضيع منى باقى عمرى.........
********************************************************
أسرعت هناء بإلقاء نفسها على أخيها وتدللت عليه هاتفة فى مرح وسعادة
( علي جبتلى اللي طلبته منك؟ قول بسرعة جبته صح ؟اخويا وحبيبى واكيد جابلى كل حاجة )
ثم قبلته بعنف مغيظ في جبينه ليمسح علي مكان قبلتها ويهتف مغيظا لها ايضا
( لاء مفيش علبة الوان ولا كراسة رسم جديدة ولا قلم بدل اللي اتكسر يا اوزعة....الحمد لله انى معايا أخت واحدة ....يااااه البنات دول خنقة جدا)
ارتسم الحزن على وجه هناء وقطبت بجبينها هاتفة
( يعنى مفيش مدرسة بكرا وإلا استاذ الرسم هيضربنى علشان الكراسة والألوان....طيب عادى يا اخويا الكبير الطويل)
ضحك علي فى سعادة وربت  على رأسها فى حب وحنان جارف هاتفا
( لو كنتِ فتحتِ درج المكتب كنت لقيتى كل طلباتك اول ما ربنا فرجها ببقشيش كويس من القهوة اشتريتهم علطول يا اقصر بنوته طولا وأطول لسان فى البيت )
أسرعت بالتعلق فى رقبته مقبلة اياها في حب هاتفة
( يارب يخليك لينا يا على .....اشمعنا احمد ومحمد مش طيبين معايا زيك ...هم اخواتى الولاد ولا اية؟)
ظهر الحزن على ملامحه وتهرب من الكلام سائلا
( فين ماما ....مفيش ريحة مسقعة النهاردة يوم المسقعة وانا جعان جدا ....وبابا كمان فين؟)
مطت هناء شفتيها وهتفت متحيرة
( ماما خرجت من بدرى وانا عملت بيض مسلوق علشانك انت بس وبابا ........احمد ومحمد يشتروا طعمية يقعدوا بالجوع عادى ....بابا تعب تانى ودخل اوضته من شوية)
ارتجف  على حين سمع ذلك وتحرك سريعا باتجاه غرفة والده وطرق الباب مستأذنا ليسمع صوت والده هاتفا فى ضعف وحنان جارف
( تعالي يا على يا بنى ....ادخل )
دخل علي سريعا وانحنى مقبلا يد فتحى ليربت الاخير على شعره بحنان ورضا ويهتف
( انت هدية من ربنا ليا يا علي....من غيرك البيت دا كان ضاع ...بتنزل القهوة يوميا بعد المدرسة لنص الليل وتحفظ دروسك امتى معرفش وتساعد اخواتك امتى معرفش ...قلى كنت عملت ايه من غيرك يا بنى؟)
قبل علي يد فتحى مرة أخرى وهتف فى إقرار وعرفان بالجميل لا يخرج من صبى صغير
( قلى انت يا ابويا من غيركم ...لو كنت عايش ..كنت هبقى فى الشارع ضايع صايع لا أب ولا ام ولا أخوات.....يبقى مين إللى هدية التانى يا بابا؟)
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب اليه....
اشكر الغالية ايمى حسين على احلى صورة غلاف ....بجد سلمت يداكى غاليتى
#هبه ابورحاب إسماعيل#ابن عمرى
المشهد الخامس
هل تظنون أن خروج الروح من الجسد سهلا أو بسيطا ...هى تعرف أن للموت سكرات ثقال...وهى تشعر  الآن بخروج روحها ببطء مؤلم من جسدها ..تجر قدميها جرا لتدخل بيتها وعينيها تناضل بقوة حتى لا تغرق الأرض انهارا من الدموع ...هى تثق مثل رضوى تماما أن علي ابن عمرها هو مهاب مراد علم الدين ....كيف ستقولها له ...كيف سيطاوعها لسانها ان تحرر ابنها رضيعها من بيته بل بيتها....
تحركت فى صمت ولم ترد على نداءات هناء المتذمرة او طلبات أولادها في الطعام ....وهل ستستطيع بعد فراقه أن تقرب الطعام ...دخلت إلى غرفة زوجها شاخصة ببصرها نحوه فى صمت معبر ليرتعش هو متسائلا فى رعب
( فى ايه يا فادية ؟شكلك فى مصيبة كبيرة ومخبية عليا ....حد من الاولاد احمد ولا محمد عمل خناقة ولا الفلوس خلصت وقسط الجمعية و..........
قاطعته فادية فى غصة مؤلمة
( لقيت أهل علي .....عرفت مكانهم وهيوصلوا النهاردة بعد ساعتين تقريبا علشان يتعرفوا على ابنهم......
جحظت عينا فتحى وتلاحقت انفاسه وهتف بصوت مبحوح
(أهل مين ؟ علي يتيم ملهوش أهل غيرنا ...حرام عليكِ الولد ...أكتر من عشر أسر شافوا علي ويطلع مش ابنهم ....ليه يا فادية مصرة تدمريه....أكتر واحدة عارفة ان الموضوع دا حساس لعلي .....ليه اصرارك على نبش الماضى إللى اتدفن وراح لحاله ...علي ابننا ...سعيد معانا ...متطمن عليكم فى كنف راجل زيه ....النهاردة انا ميت بكرا ميت هسيبكم لمين بعد ما يروح علي..........
تأملته فادية فى صمت حزين وعيناها تحكى آلاف الكلمات والمعانى....لم ترد إلا بجملة واحدة
( دول أهله فعلا ....حرام نرتاح احنا على عذاب امه وحسرة ابوه وتعب علي وشقاه باقى عمره)
صمت فتحى وطأطأ رأسه أرضا وخفتت نبرته أكثر وهتف فى تأكيد
( اهم حاجة راحة علي ...كفاية عليه عذاب لحد كدا ...هو ربع ساعة و هيكون هنا ...ربنا يسلم من رد فعله)
************************************************************************
صرخ علي فى جنون غاضب
( أنا يتيم ...معرفش أهل غيركم ...مش عاوز اعرف حد غيركم ....ايه افتكروا دلوقتى ان ليهم أبن ضايع وهيحنوا عليه ويساعدوه....لا متشكرين على حبهم وعطفهم الواضح.....
اقتربت فادية لتحتضنه فى قوة وعنف هاتفة من وسط دموعها
( اسمع منهم ....لازم فى يوم من الأيام تعرف اهلك يكون ليك إسم حقيقى....اسمع منهم يا ابن عمرى.....
تراجع علي للخلف وهو يتنفس فى حدة وارهاق وتساءل فى خيبة أمل واضحة
( خلاص يا أمى ...مبقتيش عاوزانى معاكم هنا ....ليه؟ أنا قصرت فى أيه؟ عملت ايه غلط ...ولو عملت اى حاجة تزعلك سامحينى....بس متحرمنيش منكم يا أمى ....ارجوكِ بلاش اشوفهم ولا حتى اعرفهم ...أنا لا عاوز اعرفهم ولا يعرفونى....سيبونى فى حالى معاكم انا مرتاح وسعيد يا أمى ...أنا تعبت ....تعبت يا أمى ....
ثم لم يلبث أن انخرط فى بكاء عنيف كطفل ضائع من أمه وحل عليه المساء ...
*******************************************************
اسرع أحمد و محمد بدخول غرفة والدهم دون استئذان حين سمعوا صوت علي بالبكاء الشديد ليلتف حوله الأخوان فى حمية شديدة ويصرخ محمد فى قوة وعدم خوف
( ماما أنا اللي كسرت الكرسى مش علي وانا إللى سرقت الخمسة جنية من شنطتك من يومين ...علي معملش حاجة .....علي بتعيط ليه ؟متعيطش يا أخويا ....أنا آسف بس متعيطش أبدا أبدا......
انهارت فادية هى الأخرى فى البكاء المرير دون كلام ...فى حين هز فتحى رأسه فى خوف من القادم وهتف فى خفوت وتعب شديد
( ما باليد حيله....نصيبكم تتفرقوا يا اولادى ....نصيب وقدر ....علي هيفضل في قلوبكم باقى العمر ....لكن يا ترى هو هيتصرف ازاى والعز والفلوس اللي قالت عنهم فادية هيغيروك يا علي؟)
********،****************************************************
جلست سهيلة بجوار سيلا تحدثها بحماس شديد
( عارفة يا سيلا ....بابا وماما خرجوا علشان يرجعوا مهاب ...ياااه معقولة يرجع ويكون لينا أخ بعد العمر دا كله )
مطت سيلا شفتيها بعدم اكتراث وهتفت
( متحمسة على ايه يعنى ؟ احتمال يطلع مش مهاب أخونا اصلا ...وبعدين ناقصة خنقة ويكبر شوية ويعمل علينا راجل رغم أننا اكبر منه احنا الاتنين....بلا قرف حد ناقص ...أن شاء الله مش هيطلع مهاب ولا حاجة )
جزت سهيلة على أسنانها وكادت أن ترد عليها رد قاسٍ تلك الفتاة المغرورة التى لا تهتم إلا بنفسها فقط وتعجبت من كونها أكملت عامها السادس عشر ولا تزال بعقل طفلة غيورة....تريد إهتمام جميع من حولها منصب عليها فقط ....رن جرس الباب قبل أن تنطق سهيلة بأى رد ليفتح أحد العاملين المنزل ويطل عليهم وجه عمهم فخرى الذى رفع يديه عاليا لتلقى سيلا بنفسها في حضن عمها هاتفة فى سعادة
( اهلا عمو ...وحشتنى جدا ....سمعت آخر الأخبارالغريبة ! بابا وماما خرجوا قال رايحين يشوفوا ولد منعرفش أصله من فصله احتمال مجرد احتمال يكون مهاب اخويا ...شفت الافلام العربى الكلاسيك دى قبل كدا يا عمو؟)
ارتعش فخرى فى خوف واتسعت عيناه رعبا وهتف فى عدم فهم
( مهاب ....مهاب مين ؟ مهاب مات من عشر سنين!!!!!)
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب اليه
ومفاجأة النهاردة الغلاف القنبلة ....له فى قلبي مكان كبير وكنت فى انتظاره .........شكرا  للغالية Libyan Voice Almaghrabi و شكرا للغاليةام زياد على روعة الغلاف....
النهاردة عاوزة رأيكم فى الغلاف مش المشهد اتفقنا
اللينك التجميعي لمشاهد ابن عمرى
https://www.facebook.com/groups/rawae3rewayat/permalink/537204876917982/#ابن عمرى
المشهد السادس
يقف علي بعيدا منزو.... ينظر إلى الجميع بأعين زجاجية تعكس ما حولها ولا تظهر ما بداخلها...يرفع نظره من وقت للاخر لتتلاقى مع أعين رضوى التى تتلهف لنظرة واحدة منه..ليصدها بعنف بنظرات عنيفة ويلف رأسه فى حدة شرسة هاربا بنظراته من أسر نظراتها الغريبة عليه....
اقترب منه مراد فى حذر محاولا تلافى نظرات الغضب والكره التى تشتعل فى عينى الصبى وهتف مرحبا
( اهلا يا علي ....انا اسمى مراد علم الدين....ابنى ضاع منى من حوالى عشر سنين ...دورنا كتير عليه لكن ربنا أراد اننا منعرفش مكانه لكن حاليا اعتقد انى لقيته وواقف قدامى .....
نظر نحوه علي بنظرات ساخرة هاتفة
( تعتقد مجرد اعتقاد ...اما أنا فمعتقدش انك لقيته ...ابنك ضايع من عشر سنين ...ايه إللى فكرك بالابن الضايع.....
ابتسمت رضوى مقتربة منه فى هدوء راضى منتشى بوجوده هتفت فى انفعال وصدرها يعلو ينخفض من الضغط العالى
( الابن الضايع عمره ما ضاع ...الابن الضايع طول عمره فى قلبى ...ساكن بيتنفس ويكبر كل يوم مع دقات قلبى ...مهاب ابنى هنا موجود ...وأشارت إلى قلبها وهى تنظر نحوه بحنان  جارف مبتسمة آمله فى استجداء عطفه وحبه ....
تنفس علي فى صوت واضح ...بها شئ مختلف ...بها شئ يجعله يرتعش .....ايعقل انه أمه ...ايعقل انهم أهله وهل يستطيع أن يترك أهله....ابوه وامه واخوته الصغار ...يشعر ان رأسه سينفجر....قاطع حبل أفكاره صوت مراد وهو يتحدث بصيغة رسمية للغاية
( طبعا احنا محتاجين شوية تحاليل علشان نتأكد من انك فعلا مهاب وهنبدأ من.......
قاطعه علي بعيون متقدة كجمرات النار
( ومين قال أنى مهاب ....أنا علي وميلزمنيش تحاليل علشان اعرف أنا مين .....شكلك غلطت فى العنوان يا باشا ...شرفتنا حقيقى سعيد بمعرفتكم ومع السلامة و..............
صاح فتحى به فى غضب شديد
( علي..... اتأدب  ولد ....احترم نفسك ....اتكلم بأدب اكتر من كدا)
صرختين فى نفس واحد وجملة واحدة جعلته ينظر ليرى النيران تشتعل في أربع عيون ثائرة وكلماتهم تهدد بالويل والثبور لكل من يقترب من الصبى :
( إياك.....اياك تكلم ابنى بالطريقة دي تانى)
نظر كل من مراد وفتحى نحو فادية ورضوى بدهشة شديدة ثم لم يلبثا ان هزا رأسيهما فى حيرة شديدة وعدم معرفة ما  التصرف الصحيح فى هذا الوقت....
فى حين انتفض قلب علي بين ضلوعه وتطلع إلى الاثنتين بعذاب شديد وحيرة تكاد تجهز على راحته ....
اقتربت فادية منه واحتضنته فى قوة وهمست فى أذنه
(علي ...طول عمرك عاقل يا ابن عمرى ....لازم تعمل التحاليل ونعرف انت ابنهم ولا لاء.....اعمل حسابك هتفضل ابن عمرى طول عمرى ولو نسيت انا لا يمكن أنسى...
رفع علي يديه ليحتضن فادية وتتساقط دموع القهر ...لا يعرف ....مجرد وجود هذه السيدة أمامه اربكه ...جعل قلبه يرتعش كعصفور ابتل فى يومٍ مطير .....هل من سبيل للراحة بعد الآن...هل سينقسم قلبه بين امه من عرفها اما حنونا طوال عمره وتلك المرأة ذات النظرات القاتلة له.....
حسم أمره وتنهد هامسا  فى هدوء ظاهرى
( هعمل التحاليل يا أمى علشان خاطرك انتِ....لكن سواء كنت ابنهم او لاء انسى أنى  امشى من هنا أو اسيبكم لحظة واحدة....لكن ...لكن ...حقى اعرف هم اهلى ولا لاء؟...
رفع صوته قويا
( موافق نعمل التحاليل ...ان شاء الله بكرا بعد المدرسة.....
صرخت رضوى فى جنون وعدم صبر
( لاء دلوقتى ...حالا أنا هفضل فى المعمل مش هروح ولا حد هيروح لغاية النتيجة ما تظهر ....يلا يا مهاب ...أمسك ايدى....
تراجع علي للخلف ناظرا ليدها الممتدة نحوه فى رعب ....يشعر انه يغرق ولا يستطيع التنفس ....في حين ابتسمت فادية فى حزن وهتفت فى مرارة
( تتوقع هتسيبك تعيش هنا يا علي ....دى أم وربنا رد لها روحها وقلبها حد يسيب حته منه بعيد ...انسي يا ابن عمرى انسى......
***************************************************************
ثلاثة أخوة يجلسون أرضا وعيونا زائغة لا تعرف إلا طعم الدموع المالحة ...تحدثت هناء فى خفوت  وخوف شديد
( يعنى ايه علي راح معاهم ...يعنى علي اخويا ممكن ميرجعش على هنا ...يروح معاهم بيتهم ...وأنا أنا.    هقول لمين لو حد ضربنى فى المدرسة ...هقول لمين لو احتجت اى حاجة .....طب ياخدوا حد منكم او حتى ياخدوكم أنتم الاتنين مفيش مشكلة ويسيبولى علي.....
نظر نحوها محمد بغيظ هاتفا
( ياخدونا ياريت ونرتاح من أخت زنانة زيك ....هو دا وقته ....علي ممكن يمشى فعلا ....متخيلة بيتنا من غير علي ....لما اتخانق مع الاولاد واقول الحقنى يا علي بيجروا فى ثوانى ....وبعدين طيب يارب ما يطلع ابنهم يارب)
نظر نحوهم أحمد بعيون منطفئة حزينة هاتفا فى ألم
( بتفكروا فى نفسكم بس وناسين بابا وماما ....البيت دا موجود بعلي ....من غير علي بابا ممكن يجراله حاجة ...لكن عمرى ما أتمنى انه ميطلعش ابنهم بالعكس اتمنى له كل خير هو تعب كتير واتعذب كتير وسمع كتير ....فاكر مصطفى كان دايما يقوله ايه لحد ما عرف يسكته.....
زاغت عينا محمد وهتف مؤكدا على كلامه
( عندك حق...عالعموم هنشوف الموضوع هيبان قبل طلوع النهار ...يا علي هيرجع هنا ...يا هيختفي من حياتنا كلها)
***************************************************
دخل فخرى  منزله يجر قدميه في خيبة أمل شديدة محدثا نفسه بصوت مسموع
( وبعدين فى سى مهاب إللى عامل زى عفريت العلبة...كل ما نخلص من الحوار دا يتجدد تانى .....
اقتربت منه زوجته هاتفة فى غيظ
في ايه اتجننت....بتكلم نفسك يا فخري!!!
نظر نحوها فخرى جازا بقوة علي أسنانه هاتفا بغيظ
( فخرى ناوى يرتكب جناية ....فابعدى عنى حالا وإلا هبدأ بيكى يا ست مروة
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب اليه
اللينك التجميعي لمشاهد ابن عمرى
https://www.facebook.com/groups/rawae3rewayat/permalink/537204876917982/#ابن عمرى
المشهد السابع
تتحرك رضوى فى عنف وجنون كأسد  حبيس الجدران ينتظر قرارا بالعفو او الإعدام....فى حين يظهر الهدوء  الظاهرى الشديد على الصبى كأن الأمر لا يعنيه ولكن تفضحه عيناه التى ترمشان بتوتر كل برهة من الوقت ...
اما مراد فالأمل يحدوه أن يكون هذا الصبى رائع الصفات وسيم القسمات أبنه فيعلو صوت دعائه الصامت بأن يكون هو الابن الضائع....
فى حين أرتكنت فادية على فتحى تستمد منه القوة رغم ضعفه الواضح ومرضه الذى يشعر أنه أشتد وطأة عن ذى قبل ......
خرج أحد العاملين بالمعمل يمسك بيده نتيجة التحليل ....هجمت عليه رضوى حرفيا وجذبت النتيجة لتفضها بسرعة وأسرعت عيناها لتلتهم الكلمات التهاما ثم لم تلبث أن أطلقت صرخة عالية وسقطت مغشيا عليها....
********************************************************
اسرع أحمد ليفتح الباب عندما سمع صوت خطوات تتجه ناحيتهم ليرى امه تقوم بأسناد والدهم الذى يتكأ عليها فى ضعف واضح ...اتسعت عينا أحمد وتساءل فى صوت خائف مرتعش
( ماما ....هو علي فين؟ هو بيشترى علاج لبابا وطالع وراكم ....صح يا ماما ؟ طيب أنا هنزل اشترى معاه ....هنزل اجيب اخويا من تحت ....يا علي ....يا علي ....أنا نازل اهو ..انت فين يا علي؟)
انفجرت هناء فى البكاء الشديد وجلست أرضا كطفلة فقدت سندها فى غمضة عين .....تماسكت فادية وأجلست فتحى وهتفت فى صرامة كاذبة مرتعشة كارتعاش قلبها المنكسر على فراق ابن عمرها
( علي بقى مهاب ....مهاب لازم يكون مع أهله....مهاب حق امه اللي ضاع منها واتكسرت علشانه......مهاب هيفضل علي هنا عمره ما هيضيع....فاهمين يا اولاد .....
لم يجيبها إلا الصمت والنواح المكتوم من الاخوة المكلومين على ضياع الأخ والسند ...لتذهب فادية بخيالها وتتذكر اللحظات الأخيرة لها مع ابن عمرها ....
****************************************************
تحرك مراد ناحية رضوى سريعا محاولا انعاشها لتتمتم فى ضعف وعدم تصديق
( لقيته ....لقيت ابنى بعد عشر سنين .....مهاب ابنى .....عاوزة ابنى يا مراد .....خليه يحضنى.....نفسى يحضنى يا مراد ....علشان خاطرى اخده فى حضنى واطمن انه هنا ...مهاب هنا يا مراد ..حقيقى مش حلم صح يا مراد؟ )
ربت عليها مراد فى حنان وهمس بكلمات مطمئنا اياها ثم لم يلبث أن أعاد قراءة نتيجة التحليل ليشد هامته ويتنحنح قائلا فى صوت خرج مضطربا رغما عنه..
( استاذ فتحى ومدام فادية ....مهما عبرت لكم عن شكرى أنكم حافظتم على ابنى كل السنين دى ...وأنكم مترددتوش لحظة تتواصلوا معانا علشان يتجمع شملنا......حقيقى مفيش كلمات توفي حقكم .....مهاب قرب ....قرب يا ابنى.....
كان يقف صامتا ...يحدق فى الفراغ...انتفض فى عنف عندما ناداه مراد بأسم مهاب طالبا منه الاقتراب .....وهز رأسه فى رفض صارخ هاتفا
( لاء لاء ...حتى لو نتيجة التحليل بتقول انى مهاب ...ايه كلمات الشكر بتاعتك هى حق أمى وابويا ....لاء شكرا لحضراتكم على التعب والمجهود اللي عملته وانتوا بتدوروا عليا ....انا راجع مع أمى اللي ربتنى ....وابويا اللي علمنى .انا..........
قاطعته فادية فى هدوء قاتل وتماسك غريب عليها
( لاء يا علي ....اقصد يا مهاب ...انت مستحيل ترجع معانا ...مكانك دلوقتى مع اهلك مع مراد بيه ورضوى هانم ...لازم تتقبل......
قاطعها مهاب بعيون محمرة كالجمر وقلب اهترئ من كثرة الهموم
( اتقبل ايه يا أمى....انى اروح أعيش مع ناس معرفهمش ولا يعرفونى...اصحى الصبح من غيرك ولا اخواتى ....ليه يا أمى العذاب ليه ؟؟؟؟؟
وقفت رضوى وحاولت التحرك نحوه متحاملة على قلبها الضعيف وقدميها المتيبستين....تحركت نحوه مادة يدها تهفو لنظرة منه .....تتطلع للوصول لقلبه ليشعر بها بعذابها كما يشعر  بفادية ....وكم تغار من أم احتضنته بدلا عنها عشر سنوات كاملة....همست والألم يظهر فى كل حرف من حروف كلماتها
( العذاب عمرك ما شفته يا علي ...لا انت ولا أمك فادية ...العذاب انا شفته الوان ببعدك عنى ...تمنيت الموت الف مرة علشان ارتاح منه ....لكن ربنا أراد يعوضني ويرجعك ليا ...ارجعلى ارحم أم اتحرمت منك وانت بتكبر ...اتحرمت من اول كلمة انت اتكلمتها .....اول حرف انت اتعلمته.....أول لبس لبسته لوحدك ارجعلى يا علي.....
تراجع علي للخلف فاغرا فاه مرتعشا وكلماتها تمس اعمق وجدانه أنها حقا امه ....حقا تعذبت ولا يقوى ان يكون سببا فى عذاب آخر لها ....يا الله يا رحيم ماذا يفعل ...كيف يستطيع التواجد بينهم كيف يستطيع ....
جذب علي هامته باعتداد وهتف فى قوة
( أنا هرجع معاكم وهكون مهاب علي بس ليا شروط لازم اخد وعد الأول انها تتنفذ يا أمى يا رضوى هانم)
ليسقط قلب رضوى بين قدميها عندما سمعت أمى من بين شفتى الابن الضائع.......
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب اليه
اللينك التجميعي لمشاهد ابن عمرى
https://www.facebook.com/groups/rawae3rewayat/permalink/537204876917982/#ابن عمرى
المشهد الثامن
يتنفس مهاب فى عنف محاولا السيطرة على مشاعره المضطربة وارتعاش جسده ...نطق اخيرا
( أنا ليا شروط ......
ثم لم يلبث أن رفع عينيه برجاء ناحية امه البيولوجية رضوى نظرة هزت قلبها لتجعلها تقسم فى سرها ان طلب باقى عمرها الآن لقدمته له عن طيب خاطر خصوصا عندما أكمل فى خفوت مهذب
( اقصد رجاء ...رجاء خاص يا رضوى هانم اقصد يا أمى...
التنفس العنيف كان من نصيب رضوى ومراد هذه المرة الاثنان قلبيهما يقرعان قرع الطبول .....لا يعلما كيف يمكن وصف احساسهما فى هذه اللحظة....
رد مراد فى هدوء يشوبه السعادة بقبوله الأمر مبدئيا
( اطلب يا مهاب ...اطلب اللي يعجبك ...مستعد ادفع الفلوس إللى تطلبها للأستاذ فتحى و.........
احمرت عينا مهاب وظهر الغضب والعنف على ملامحة وهتف فى غلظة شديدة
( ومين قال لحضرتك ان أمى وابويا محتاجين صدقة من حضرتك او ممكن يقبولوا فلوسك ...أنا هفضل مسئول عن اهلى إللى ربونى طول عمرى ....ودا شرطى مش طلب ولا رجاء.....
تنفس مراد فى حدة وارهاق وتساءل فى خيبة
( ليه دايما بتاخد كلامى وتفسره غلط يا مهاب ...ليه دايما فيه حاجز ببنى وبينك ....الحاجز دا اتشال مع رضوى ليه بيكبر كل شويه معايا أنا ؟)
لم يرد مهاب مطلقا بل ازدادت نظراته توحشا وقسوة لا مبرر لها ....اقتربت منه رضوى لتلمس يده فيرتعش جسده بشدة ويتراجع للخلف سريعا لتغمض رضوى عينيها وتضم كفها بقوة كأنها تقبض على لمسته بين أصابعها...
تحدثت بصوت مبحوح من التوتر والانفعال
( اطلب ..اشرط...أؤمر...احنا كلنا بنسمعك يا مهاب )
شد مهاب قامته ليظهر مهيبا مخيفا ...
حتى تساءل جميع من حوله فى صوت خافت
( اهذا حقا ابنى أنا؟؟؟؟؟)
نطق مهاب فى اصرار لا يمكن لأحد أن يزحزحة
( هعيش مع حضراتكم لكن يومين آخر الأسبوع حق أمى وابويا واخواتى....مهما كانت الأسباب مفيش حاجة ممكن تمنعنى اكون معاهم اليومين دول ....بالنسبة لمدرستى لا يمكن اسيبها او أنقل منها السنة دى ....مع وعد ممكن أنقل المدرسة إللى تريحكم السنة الجاية.......
قاطعه مراد فى غضب
( الا المدرسة ...حقى انقل ابنى فى مدرسة أفضل وفيها إمكانيات كويسة تحققلك مستوى تعليمى عالى ومتميز )
رفع مهاب عينيه لينظر بقوة فى عينى والده مراد ليرتعش مراد حرفيا سعادة من قوة هذا الصبى ...كم اشعره هذا بالفخر وجعله يتساءل كيف سيصير هذا الصبى بعد عشر سنوات أخرى ليتحدث مهاب بصوت عميق مؤثر
( المدرسة بالعقول ....عمرها ما كانت بالامكانيات...مستحيل اسيب مدرستى دلوقتى وصحابى ودنيتى كلها ....هى دى طلباتى يا أمى )
مدت رضوى يدها اليه مرة أخرى وجسدها كله يرتعش خوفا من  أن يصدها للمرة ال......لا تذكر ....انفجرت عيناها بالدموع  الغزيرة وشهقت فى عدم تصديق عندما مد يده ليمسك بيدها بقوة ساندا اياها من السقوط لتهتف هى فى سعادة باكية
( طلباتك مجابة....يومين بس يا مهاب اتفقنا وعد ميزيدوش عن يومين ....مدرستك السنة دى بس زى ما قلت ....والافضل اهلك يجيوا يعيشوا معانا الفيلا واسعة وممكن كمان نلاقى ليهم شغل يريحهم و.......
جذب مهاب يده بعنف وهتف صارخا
( لااااااا......امى لا هتسيب مكانها ولا هتشتغل عند حد .....أمى تاج راسى وانا كفيل بيهم باقى عمرى ولا يمكن أسمح لأى حد أى حد مهما كان يهينهم أبدا.........
انخرط فتحى فى بكاء جعل الجميع ينظر إليه ليروا جميعا المعنى الحى لقهر الرجال .....وما ادراكم ذل المرض ولا أراكم الله قهر الرجال........
*************************************************************
عادت فادية من ذكرياتها الجميلة المرة ...على الاقل علي سيكون هنا يومين فى ألأسبوع لتسمع  صوت هناء تتكلم فى حزن وترقب
( يعنى علي خلاص بقى مهاب....بس الحمد لله هيقعد معانا يومين .....يا ترى هيجيبلى هدايا كتير ...هو خلاص بقى غنى ويقدر يجيبلى فساتين حلوة وشيكولاتة ولعب صح؟)
جز أحمد على اسنانه وأسرع بأمساك هناء من شعرها ويجذبها فى عنف لتصرخ عاليا فى حين هتف هو فى غيظ
( دايما غبية وبتفكرى فى مصلحتك وطلباتك المهمة بس يا باردة ....علي خلاص مبقاش اخوكى زى الاول ...حاولى تفهمى ...اياكِ تطلبى منه حاجة.....
صرخت هناء فى بكاء وهتفت فى صدق
( مش عاوزة فساتين ولا عاوزة اى حاجة ...عاوزة علي اخويا ...لو موجود دلوقتى كان ضربك علشان بتضربنى...انا بكرهك بكرهكم كلكم .......
واسرعت إلى غرفتها وأغلقت الباب بسرعة لتقف فادية وتمسك بيد احمد وتنظر فى عينيه بقسوة وتهتف بنبرة عميقة مؤكدة على كل حرف من حروف كلماتها
( علي اخوكم ....اخوكم فعلا .....فاهم يا أحمد على اخوكم والله على ما أقول شهيد )
**************************************************************
تقدم علي للدخول إلى المكان الشامخ المهيب ...مكان ينطق كل ما فيه بالثراء والقوة ......يدق قلبه بعنف ...لا يدرى ما التصرف الصحيح او ما المسموح به فى هذا المكان ....لم يتبادل اى كلمه مع أحد أبويه المستجدين خلال رحلة العودة للمنزل ....اقتربت منه فتاتين جميلتين  ...واضح أنهما اكبر سنا لينظرا اليه بتساؤل ودهشة وحذر ...لتقوم رضوى بالإشارة اليه وتهتف فى انفعال سعيد
( سيلا اختك الكبيرة ...ودى سهيلة اكبر منك يا مهاب)
ثم صمتت لتلتقط أنفاسها وتكمل محاولة السيطرة على مشاعرها المبعثرة بعنف وأكملت
( ودا مهاب .....مهاب اخوكم يا بنات ...اخيرا اخيرا لقينا مهاب )
اتسعت عينا سهيلة فى دهشة وسعادة بادية واقتربت منه ببطء لتجذبها سيلا للخلف بعنف وتتخصر هاتفة فى حدة غاضبة غيورة
( يا سلام ...ودا المفروض يكون ازاى وامتى وليه يا ماما .....هو أى حد من الشارع وشكله كدا من الحوارى وبيئة يقول انا اخوكم نصدقه علطول كدا )
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب اليه
اللينك التجميعي لمشاهد ابن عمرى

ابن عمرى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن