"أنفاسٌ متلاحقة"

1.8K 80 13
                                    

ركض الصبي في جوف الليل

العرق يسيل على خديه، رئتاه تكاد تثب من حلقه، رؤيته تنعدم من التعب والجوع، ورغم شعوره أن أضلاعه ستسقط من مكانها ويوشك أن ينهار في أية لحظة، لم يبالي

فقط ظل يركض بأسرع ما عنده، حيث كاد ينفد منه الوقت.

خطر بباله أن احتمال موته بمجرد الوصول لنهاية ذلك الطريق، قائم

كان (آكوتاجاوا ريونوسكي) من الأيتام الذين أتخذوا شوارع الأحياء الفقيرة بيت لهم، عاش بينهم وكانوا ثمانية أو أكثر، تتشابه ظروفهم وكذا أعمارهم، كانوا يهمسون عنه لبعضهم: " أنه لا يملك أية مشاعر "

سواء كان ينام على أرض الزقاق القاسية، أو يشاركهم ولائمهم نادرة الحدوث، حتى عندما يوسعه أحد الكبار ضربا فلا يقوى على الوقوف، لا يظهر على وجهه أي نوع من أنواع المشاعر الحقيقية، فقط يحدق في الفراغ بأعين مظلمة كهوة بلا قرار، وهذا يجعل الكبار يتمتمون: " ابن الشيطان، ليس لديه قلب "

عوضا عن عدم امتلاكه لقلب، أمتلك (آكوتاجاوا) قدرة غامضة، كان يستطيع تشكيل ما يرتديه من ملابس ، أحيانا كزهرة برية، وفي أحايين أخرى كنصال قاطعة ، " القدرة على التحكم في الملابس "، كانت تلك موهبته.

كانت موهبة مميزة في مثل هذه المدينة الملعونة

ففي هذا الزمن، في يوكوهاما، كان الرجال يستخدمون مدافعهم الرشاشة التي تستطيع تدمير مبنىً بأكمله في لحظات ، مدينة كجحيم تزحف بها شياطين متعطشة للدماء، غارقة في الظلمة

القدرة على التحكم في الملابس بالكاد تعتبر كافية في مكان كهذا.

" ما الفائدة من خدعة بسيطة تمكنه من التحكم في ثيابه؟ " الكبار الذين علموا بقدرة (آكوتاجاوا) استهانوا بها، ولكن رفقائه الذي يشاركهم المأوى تعلموا ألا يستهينوا أبدا بقدرته.

فضلا عن قدرته على تحويل ملابسه لآداة للقتل ، فوجهه لا يظهر أية مشاعر .. ولا نية قتل ، لقد قطعت تلك النصال عنق أي شخص تجرأ على السرقة منهم غير مرة.

بلا صوت ، بلا قلب

سيمزق أي دخيل إلى أشلاء ، لا يزأر ليخيفهم، أو يعوي ليعلن حربه عليهم ، يدرك الأعداء بوجوده فقط عندما ينشب أنيابه فيه حلوقهم ، فالكلب الصامت أكثر أخافه من الكلب الذي ينبح، وبسبب خوفهم منه منحوه لقب " بالكلب الشرس الصامت ".

على الرغم من كل هذا ، الصبي ما زال صبيا، لم يمتلك يوما جسدا قويا، الجوع يأكله ، والبرد ينخر عظامه بالإضافة لقصر قامته، فقد كان أشبه بشبح هزيل، ومع هذا لم يختلف حاله كثيرا عن رفقائه الثمانية، كان الأطفال التسعة يعتنون ببعضهم البعض دائما.

على الرغم من كل هذا ، الصبي ما زال صبيا، لم يمتلك يوما جسدا قويا، الجوع يأكله ، والبرد ينخر عظامه بالإضافة لقصر قامته، فقد كان أشبه بشبح هزيل، ومع هذا لم يختلف حاله كثيرا عن رفقائه الثمانية، كان الأطفال التسعة يعتنون ببعضهم البعض دائما

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.




The Silent-Rabid-Dog الكلب الصامت الشرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن