استقر عباس في احدي المناطق الطرفية في شرق النيل حيث العمران والبنيان في اوجه وبدأ عمله كمعلم بنيان مع مقاول كبير ورويدا رويدا كان يشتري معداته من سقالات وخلاطات للاسمنت واستقل بعمله وصار هو المقاول والمعلم وبعد مرور سنة اصبح من اكبر واشهر المقاولين في تلك المنطقة وتوسعت اعماله وطبقت شهرته الافاق بعد ان رسي عليه عطاء حكومي ببناء مدرستين ومسجد في مخطط للمعلمين
ومع تنامي ثروته كان يشتري الاراضي الفارغة ويبنيها ويبيعها او يؤجرها للغير ولم ينسي تفيدة وابنته فكان يسافر كل فترة محملا بالهدايا لزوجته وابنته وامه واخوته وفي كل زيارة كانت تفيدة تطلب منه ان تذهب معه الي الخرطوم ولكنه كان يرفض طلبها قائلا لسي شوية لغاية ما اعمل لي بيت كبير يشيلنا كلنا انا وانتي وامي وابوكي وحميدتو وصابرين واولادهم ...مش قلت لي عندك بيوت واراضي كتيرة ...
ايوة عندي الحمد لله بس دي كلها في مناطق بعيدة وانا عايز اشتري قطعة كبيرة في قلب الخرطوم وابنيها بمزاجي ...طيب ياسيدي ربنا يوفقك ياعباس يا ابن جواهر ...امين يارب العالمين .. .
كل مرة يعود فيها الي البلد كان هذا هو ديدن تفيدة ولهذا قرر الا يعود الى البلد ابدا الا بعد اكمال بيته ولهذا شرع يبحث عن قطعة ارض كبيرة الي ان وجدها في البراري واشتراها وبدأ في عملية البناء واشتري له سيارة ليتابع سير العمل في بيته وفي البيوت الاخري في المناطق الطرفية واثناء متابعته لبيته رأي فتاة تلبس ملابس المدرسة المتوسطة وتركب الحافلة متجهة الي مدرستها ولم يتاكد من ملامحها تماما ولكن خفق قلبه بسرعة وكانه قد رأي زينوبا مرة اخري خاصة وان شعرها الطويل قد تطاير من تحت طرحتها عندما صعدت الي البص فوقف مشدوها وهو يكذب عينيه وقرر المرابطة في مكانه حتي عودتها من مدرستها وانتظر في مكانه قرابة الستة ساعات وقلبه يخفق كلما يري بصا مقبلا من بداية الشارع الي ان توقف البص الذي يحمل الفتاة علي مقربة منه فصوب عينيه تجاه الباب الي ان رأها تنزل ففرك عينيه ليتاكد انه لا يحلم ونظر اليها مرة اخري وكاد يناديها زينوبا ولكن سيارة اخري تمر من الاتجاه الاخر حالت بينه وبين رؤيتها فاختفت خلف السيارة وكاد قلبه يتوقف لانه شعر بانه قد فقدها ولكن خلال ثوان معدودات ظهرت مرة اخري وهي تعبر الشارع من الاتجاه الاخر فتابعها من علي البعد وهي تسير بتمهل وتمازح بعض اطفال الحي الي ان توقفت امام احد المنازل وسحبت الرباط الذي يقفل الباب ودلفت الي الداخل ....
فتقدم خطوات بمحازاة الباب ولحسن حظه وجد لوحة مكتوبة اعلي الباب ...منزل الاستاذ بشير التهامي ....وفجأة فتح الباب وانسحب هو بهدوء تجاه المنزل المقابل وسمع صوت الباب يقفل مرة اخري فنظر بوجل ليري رجلا وقورا في العقد الخامس او السادس تبدو عليه علامات الهيبة والوقار والمكانة الاجتماعية رغم تواضع منزله ...رأي الرجل يسير في الاتجاه الاخر وتابعه بحذر وهو لا يدري لم يتبع الرجل الي ان رأه يدخل في زاوية صغيرة مسورة ببعض الطوب ومن ثم وقف يؤذن للصلاة ولا شعوريا دخل خلفه ووجد ماسورة في طرف الزواية فتوضأ ودخل الزواية ووجد الرجل قد انهي اذانه وبدأ يصلي ركعتي السنة فوقف هو ايضا ليصلي ركعتي السنة وعندما انهي صلاته وجد الزاوية قد امتلأت بالمصلين فصلي معهم وذهب في حال سبيله ولم ينم ليلته وهو يفكر في الفتاة التي رأها بالامس ونسي ان اليوم هو يوم الجمعة فقام نشيطا وارتدي ملابسه وتوجه الي البراري منتظرا البص الذي لن يأتي ابدا ..
أنت تقرأ
العرق دساس
Fiksi Umum📝 بقلم: مجدي بلال محمد كوداوي رواية ..العرق دساس ...لكاتبها مجدي بلال محمد كوداوي....مقدمة لابد منها ....قبل اكثر من سنة وردتني رسالة في ماسنجر من حساب جديد اغلق بعد فترة وفحوي الرسالة ...الاستاذ مجدي بلال ..هذا ليس اسمي الحقيقي ولا تتعب نفسك في ال...