سارت اسماء متجهه إلى شقتها ، وصلت بعض دقائق للمبنى فقد كانت شقتها تطل على البحر مباشرة ، صعدت على السلم حتى وصلت للدور الرابع ، فتحت الشقة و دخلت....
كانت الشقة مظلمة كالعادة فهي تعيش بمفردها ، دخلت بهدوء و توجهت للشرفة الموجودة في الصالة و فتحتها ، فدخل نور الشمس لكل اركان الصالة و الشقة الصغيرة ...
امسكت المقعد الخشبي وقربته اكتر من سور الشرفة و جلست عليه و هي تتابع النظر للبحر .
تنهدت و هي تحدث نفسها : 10 الاف جنية ، بس انا مش محتاجة فلوس ، عندي كتير اوي في البنك ، بس صفاء محتاجة مساعدتي بردو ، لو ضاعت منها الشغلانه دي هتخسر كتير ، و هي بتساعد نفسها عشان تتجوز ، مش معقول اتخلى عنها ، دي بنت طيبة ، انا ممكن اديها هي ال5 الاف جنيه و اخد انا الالفين بس كفاية عليا ، دول كتير جدا كمان ، هو يعني انا باكل ايه و لا بشرب ايه ، اكلي و شربي مش هيكلفني كل دا اكيد.
اخرجت اسماء هاتفها من جيبها و اتصلت بصفاء....
بعد ثوان من الرنين ، ردت صفاء و كان يبدو في صوتها الخوف و التوتر : متقوليش لا ونبي.
ابتسمت اسماء و قالت : لا موافقة بس بشرط
صفاء بسعادة : عنيا
اسماء : هو هيديني 7 الاف ، انتي تاخدي 5 و انا هاخد 2 بس
صفاء : بس يا اسماء.....
قاطعتها اسماء : مفيش بس ، دا شرطي ، موافقه ولا؟؟
صفاء : موافقة يا ست البنات ربنا ما يحرمني منك ، انا كدا هنزل اشتري انا و احمد الطقم الصيني عشان النيش ، يلا باي بقه عشان اكلمه.
اسماء مبتسمة : ماشي يا حبيبتي ، مع السلامة
اغلقت صفاء الخط ، تنهدت اسماء و هي تنظر للبحر ، ثم امسكت قلادة على شكل قلب كانت ترتديها في رقبتها ، فتحتها و نظرت بداخلها ، كانت صورتها في النصف الاول من القلب و كان هناك صورة لشاب وسيم يضحك في النصف الاخر ، ابتسمت و سقطت دمعة رغما عنها و لكنها مسحتها بسرعه و نظرت للبحر بعد ان اغلقت القلادة و عانقتها بقوة.......
************
كان جاسر يحمل الحقائب و يضعها في السيارة ، و كان يساعده هاني و مصطفى ، بينما روز و ريماس في السيارة، و بعد ان انتهو من وضع جميع الحقائب ، ركبوا جميعهم السيارة...
ريماس : بابا هي ماما مش هتيجي معانا.
جاسر : لا هتروح تقعد عند جدو و بعد كدا هتيجي ...
قال هاني : بابا انا جعان مش هنشتري فطار....
ضحك جاسر و قال : هنجيب يا سيدي الفطار اللي انتوا عيزنه و عصاير و حلويات عشان هنسافر بالعربية...
روز : مسافة السفر قد ايه يا بابا .
جاسر : ساعتين او ساعة ونص باذن الله.
تحركت السيارة لتسير نحو وجهتها إلى الاسكندرية...
*************
كانت صفاء تجلس بجوار احمد و تتحدث معه عما دار بينها و بين اسماء ، و كانت تتحدث بلا انقطاع على شقتهم التي قاربت على الانتهاء و زواجهما الذي اصبح قريبا جدا
الا انه لم ينطق بحرف ظل صامتا تماما...
صفاء : انت سامعني يا احمد
احمد : ايوه
صفاء بسعادة : هنتجوز يا حبيبي خلاص ، فاضل 6 شهور على جوازنا
احمد : اها..
صفاء : انت مش مبسوط؟
احمد ببرود : لا مبسوط طبعا
صفاء مبتسمة : انت اكيد بس مكسوف ، انا بحبك اوي يا احمد و اوعدك كون زوجة تحبك و تراعي ربنا فيك.
احمد : اها ، ان شاء الله ، انا هروح عشان تعبت...
صفاء : تمام يلا نروح و نكمل بعدين باقي الحجات ..
احمد : اها ان شاء الله
#يتبع