الجزء الاول : اللقاء

2.7K 55 8
                                    

*كنت مجرد حلم جميل ، لكن انتهى من بعد الان ، لقد استيقظت ، فتحت عيني ، ادركت حقيقتك المؤلمه ، ادركت انك مجرد كابوس ، لا يربط بينك و بين الجمال صله *
تفتح عينيها الناعستان ، تقطع سيل نومها و احلامها الهنيئه ، تستعد لتقضي يوماً مؤلما اخر ، كم كانت تريد ان تُعزل من هذا العالم البئيس الذي لا يتوقف جدها و عمها عن زيادته سوءً ، كالعاده هي اول من يستيقظ الا تزال الساعه الثالثه و العشرون دقيقه ليلا ، حتى أمام الجامع لم يستيقظ بعد ، تتسلل بقدمين حافيتين للمطبخ ، تمشر الاكمام لتبدا بأعداد فطور عائلتها بأكمله لوحدها ، لاتنسى تلك المره حين استيقظت و دوى صوت حذائها الذي لا فرق بين صوته و صوت زقزقه العصافير ، جعلها جدها تعض اصابع الندم ، يصفعها و يضربها و يشوه ملامح وجهها الطفولي البرئ ، صعقت حين رأت حاله المطبخ ، هل اقيمت معركه به ؟ فوضى يستغرق توضيبها ساعات
انهت ترتيب المطبخ اخيرا تستعد لان تقلب حالته مجددا اثناء إعدادها للفطور ، بدا نور الفجر يطل ، هلمت تعد الفطور ككل يوم رغم كبر منزلهم الذي يحويه اربعه عشر غرفه و ثلاث فنائات الا ان ليس لديهم خدم الكل يخدم نفسه بنفسه عدا موضوع الطعام تقوم به الذليله ريان كما يدعونها
اعدت سُفره الطعام مليئه بالعديد من الاصناف ، فالكل يطلب منها نوع محدد ، يستيقظ جدها الاغا نصوح يستعد للذهاب الى الشركه ....... تفز وهي تنظر لـ جدها جاحظ العينين يبحث عن اتفه سبب ليفرغ غضبه بها ...
نصوح: ماهذا ؟! ...لماذا اعددتي كل هذا الطعام؟!
ريان: انه طعام الفطور يا جدي
نصوح: اعلم ، هل تظنيني احمق ، لماذا اعددتي كل هذه الكميه ، لقد اخبرتكم انني غدا لن اتناول الفطور ، اذا لماذا تعدينه!!
ريان: حسنا يا جدي انت لا تتناول ، لكن عمي و زوجه عمي و اولادهم يتناولون
استيقظ جميع قاطنين القصر بسبب صراخ ريان الناتج من شد نصوح لشعرها
نصوح 'بغضب': مالذي تقولينه انت...اذا كنت انا لن اأكل فلن يأكل احد
هاندان:ماذا حصل يا ابي ...مالذي فعلته ريان هذه المره
نطقت زوجه عمها واضعه يدها على خصرها تترقب مالذي يحدث
ريان: لكن يا جدي...زوجه عمي هي من اخبرتني ان اعد الفطور... قالت انك لن تذهب للشركه
نصوح: يا للاسف عليك .. هل تفترين على الامراءه الذي كانت بمثابه امك لتفرجين عن خطاك ... آه ليتك انتي من من توفيتي ... بدلا من والدك و كنتي...ليتك تبعتيهم..
ريان: حسنا يا جدي ، كل مافي الامر مجرد طعام لماذا تبالغ
يطرحها ارضا ثانيه بسبب ماقالته معتقدا انها تقلل من احترامه
نصوح: هاندان ... اعثري على باب نورط به تلك الدنيئه
.
.
نهضت ترفع نفسها بنفسها .. لم تفهم مالذي يقصده جدها ب "اعثري على باب نورط به تلك الدنيئه" .. آه كم اشتاقت ان يكون لديها اب سند لها وام حنون .. انه القدر قد ياخذ اكثر مما يعطي ، وقد يعطي اكثر مما يأخذ
... اخذت تتكئ على زاويه سريرها الباهت البارد .. رغم كبر المنزل و وفره النقود الا ان جدها كان يعطيها فضلاتهم من الاغراض كالملابس ، و الاثاث ، و المستلزمات ... لاكنها لا تشكي ولا تشتكي تحمد ربها الذي وهب لها ما يبدو بعين غيرها القليل
.
.
و في مكان اخر يستيقظ ميران اصلان بيه الوريث الوحيد لمنصب والده ذو النفوذ و الجمال و القوه الجميع يخشاه لا يعرف الحب ولا يريد معرفته يعيش ليلهى و يؤلم و يخيف....بل الجميع يخشى اسم اصلان بيه لقوتهم التي ليس لها حدود يسلبون اموالهم و ممتلكاتهم بالتهديد وتحت قوه السلاح ... ينزل من دَرَجَ قصر اصلان بيه الذي دوما كان يتسائل لماذا هو طويل لهذه الدرجه ... يدخل غرفه الطعام يترأس مكانه المعروف امامه والده الآغا محمد وبجانبه ابناء عمه الاربعه ، صالح ، علي ، جلال ، و اصغرهم تاركان الذين يطمحون لمكانته و قوته و منصبه لكن ذلك مجرد طموح ، لايوجد تنفيذ ، وما فائده الطموح اذ لم يكن هناك تنفيد!!
يفتتح المحادثه قاصدا والده محمد الآغا
ميران : يا ابي ...هل تذكر تلك الفتاه الذي قضينا على امها و ابيها ؟!
محمد الأغا: لا يا ابني من هي ...هل تظنني اعرف شجره العائله لكل من قتلته!
ميران : ابنه شاد اوغلو
ما ان خرجت تلك الكلمه الا اختنق الآغا محمد بطعامه ...لا يريد ان يذكر سيرتهم ! هم من قتلو زوجته وام ابنه ولقد انتقم منهم وانتهى الحساب!
ميران:حلال حلال ...لقد ارسل جدها خبر للخطابين ...للقدوم لطلب يدها ...وانا اقول لناخذ تلك الفتاة ... نفعل بها ماهو اسوء من الانتقام ... انت انتقمت لزوجتك ...لكن انا لم انتقم لامي !؟
الآغا محمد: احسنت يا ابني ...في كل مره تجد شي تذهلني به ...ليت ابناء اعمامك يفعلون هكذا ايضا ...ارسل خبر نحن سنذهب لنطلبها لكن ...لاتفصح عن كنيتنا قد يأتيهم الشك فيتراجعون
ميران: كما تأمر يا ابي
تولج الي غرفه الطعام متأخره بسبب تزينها المبالغ به من يراها يقول انها ذاهبه لحضور زفاف ليس لتناول الافطار تلك جوليا ابنه عم ميران والميتمه به كانت واثقه وثوق الاعمى انها ستتزوجه ستكون ابنه البيت و بنفس الوقت كنته ظنا من ان عمها لن يدعها تهدر للغرباء و سيطلبها لابنه لاتعلم ان سنين عمرها الذي كانت تتخيله نائما بجانبها ذهبت هباء
الآغا محمد: جوليا؟! ماهذه البهرجه؟
جوليا: هذه حالتي المعتادة يا عمي العزيز
الآغا محمد: ادخلي و تناولي الفطور ...انظري الي ..اذا تأخرتي مره اخرى عن الفطور ستتناولين مع الخدم
جوليا: حسنا يا عمي
.
يتوجه لقصر شاد اوغلو بغيه طلب يد ريان بعد ما ان ارسل خبرا قبل مجيئه..لديه خطط لاتعد ولا تحصى لتعذيبها على الرغم انه لم يعرفها اطلاقا ولم يراها ابدا لايعرف سوى اسمها ومن تكون ... هل انتهى عمها وجدها وبدأ ميران بتعذيبها ايضا !! كنت سأقول أنها تعيسه الحظ.. لكن يبدو انه ليس لديها حظ البته
ميران: مرحبا ايها الآغا نصوح
نصوح: مرحبا يا بني ميران ، اهلا وسهلا
ميران: اهلا بك ... شي لقد علمت انكم تحاولون ان تزوجون السيده ريان ... اريد ان اخذ موعدا لـ كي احضر اختي و نأتي لطلبها على سنه الله و رسوله .. طبعا مع اذنك
نصوح: ليس هنالك حاجه لتأتي لتطلبها ... حتى انه كثير عليها ... الان اذهب واحضر الخواتم .. نُلبِسكم اياها و انتهى ... حتما لن نجد قسمه خير غيرك ...
ميران:حسنا كما تريد يا نصوح آغا ، سأعود بعد نصف ساعه
.....................بعد نصف ساعه........................... ميران : مرحبا
جيهان: اهلا وسهلا
نصوح: اهلا و سهلا يا بني
ميران: اهلا بكم ، لقد احضرت الخواتم كما طلبت يا نصوح آغا ... بأذن الله بعد ثمانيه ايام نقيم حفله الزفاف
نصوح: نحن لانريد زفافاً لريان ...احضر المأذون غدا فحسب ليكن شيئا عائلي و محدود
ميران: كيفما تريد
استغرب ميران من عجله جدها ، لم يريد التخلص منها بهذه السرعه ، هل هي سيئه لتلك الدرجه؟ انه لم يسأل عنه وعن نسبه و سمعته حتى! لماذا هو يكرهها لهذا الحد؟
نصوح: جيهان...احضر ريان نلبسهما الخواتم
جيهان: كما تأمر يا ابي
قدماً تلو الاخرى... تمشي نحو الحياه البئيسه التاليه ...لاتعلم ، لا توحي ، لا تبصر ، انها تمشى نحو جحيمها وليس جنتها ، لاتزال صغيره جدا ، عمر السادسه عشر ليس عمر زواج بل عمر لهو! لاتعرف الحياه الزوجيه الخاصه ولا تعلم مالذي ستفعله اذا تزوجت حتى! توها لم تفهم سبب مجيئ الدوره الشهريه فهل ستجعلونها تفهم شي اخر اكثر تقززا و اشمئزاز ؟!! تظن انها ستعد الطعام وترتب كـ حالتها الان! ماذا سيحدث اذا اقترب منها ميران يريد حقه وهي لاتعرف ماهيته اصلا؟!
.
اندهش بجمالها... اندهش كالمراهقين حديثين البلوغ عند رؤيتهم للفتيات ... لاننسى انه زير نساء يوما ينام مع تلك وغدا مع اخرى ... لم يراوده ذلك الشعور الذي جاءه عند رؤيتهم اطلاقا! بيضاء كـ ملعقه خرجت من الحليب ، يفترش ضهرها شعرها الاسود الطويل كـ خيوط من الذهب الاسود النادر ، عينيها ذات لون البندق الداكن ، وجنتين ورديتين لايعلم هل هي مجرد زينه ام بسبب خجلها الذي جذبه اليها اضعاف ، يعلوها فستان ريفي احمر اللون مزين بقطع من الدانتيل الابيض ، منذ ولوجها لم ترفع راسها قط .. تخشى ان تقع عينيه في عينيها و تعجب به... كيف للبرائه والنقاء المرور بكل هذا العذاب !؟ هل سيفرط بها هو ايضا ؟!

اسألني عن الحب !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن