مثل الحياة

349 9 0
                                    

الفصل الرابع عشر : مثل الحياة رائحة الثراب المختلط بالمطر, رائحة الحبيب...هذه الليلة, كانت هذه المدينة تبكي...اااه يا اسطنبول, لأجل من تحترقين هكذا؟, لأجل من تبكين و تتألمين بجنون؟, في المدينة الضخمة حشود مهجورة...في الواقع أناس لا يختلفون عن بعضهم البعض, في الواقع أناس لا يتطابقون, يبكون هذه الليلة في اسطنبول...البعض لأجل ميران, لكن الأكثر كانوا يبكون لأجل ريان.

و كأن الوقت توقف, الساعات لا تدور, عندما نظر اليها بنظراته التي تشبه المحيط نسيت ريان أن تتنفس حتى, كانت أصوات المطر في آذانها هي الشيء الوحيد الذي أثبت أن هذه اللحظة حقيقية, لأن ريان كانت تعتقد أنها في حضن الكابوس مرة أخرى.

كان المطر يستمر بالهطول بكل حماس, فور معرفة ميران بعنوان ريان خرج من المنزل, بالرغم من أنه منتصف الليل أخدته روحه الى أمام هذا البيت, من دون أن يرف له جفن كان يراقب هذا المنزل, مرت الساعات, لم تكن لديه لا الشجاعة لكي يطرق باب هذا المنزل و لا القوة لكي يبتعد عن هناك بقدر متر, في نهاية اليوم,في المساء رجل جاء الى أمام الباب, طرق الرجل الباب و ينتظر, كان ميران يراقب بفضول, في داخله غيرة, لا اراديا تجاه هذا الرجل الذي بنفس عمره ينمو غضب, عندما رأى الشخص الذي فتح الباب, كان عاجزا عن الكلام.

خنجر طعن قلبه, كما لو أصبحت الغيوم حجر, سقط من التل, أي نوع من الألم كان ذلك؟, كيف كان يتعذب؟.

كان من الصعب على ميران التنفس في تلك اللحظات, يد غير مرئيةتضغط على حلقه, المشهد الذي أمامه كان يسلب روحه, مثل الأطفال الصغار الذين يقاومون البكاء, كانت أظافره تمزق راحة يده.

و أخيرا قد رآها, الوجه الذي رآه كان وجه ريان, التي تتحدث مع ذلك الرجل كانت ريان, الحب مجنون, الألم الذي لا ينتهي من قلبه, الجريق الذي لا اسم له...

في تلك اللحظة هاجمته الألام لا يمكن وصفها, لأجل ماذا كانت تؤلمه روحه؟, هل رؤية ريان مجددا بعد شهر؟, هل بسبب ندمه والأشياء السيئة التي فعلها؟, لأجل ماذا؟, لم يضع اسم لمشاعره, لا الرياح التي تهب, ولا المطر الذي يمطر كالخيوط, يكفي لكي يخمد النيران التي في قلبه.

انتظر ميران عندما كانت ريان تتحدث مع ذلك الرجل, ذلك الرجل مهما يكن فور ذهابه نزل من السيارة و أخذ ريان من ذراعها, لأنه لم يستطع أن يتحمل أكثر, ثقل الضمير هذا, يؤلم لدرجة...

الأن وجها لوجه, و كأنه لم يمر شهر بل سنوات طويلة, كانت الأيام بطيئة, السنوات أسرع, كل يوم يساوي سنة, كانوا على وشك مواجهة كبيرة في نهاية الشهر.

سيكون صعبا.

نظرت ريان الى ميران بعيونها السوداء, مثل الشوق منذ سنوات, طويل, طويل...يده لا تزال على ذراع ريان, لم يجد كلمة واحدة ليقولها, استطاع أن يمسك ذراعها فقط, لم تستطع ريان التحرك بسبب دهشتها, لقد كانت محقة, لم تكن تنتظر رؤية ميران, الأكثر لم تتوقع أن يخرج هذا الرجل أمامها بعد أن تركها.

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن