الحسرة

301 11 0
                                    

الفصل السابع عشر : الحسرة



ليلة أخرى بدون نوم تذهب, لساعات ثم وضع الألم في الرأس بدلا من الوسائد, كان لديها حياة تعهدت بها بالبقاء في الظلام, ولم تستطع أن تمحو سواد روحها, كانت تتقاسم نفس السقف مع رجل حوّل الصيف إلى شتاء, لثوانٍ, الألم الذي أصاب قلبها لم يسمح لها بالتنفس.

كانت مصابة, مليئة بالتقوب, عيون الرجل الذي أعطى قلبها شعور لا هوادة فيه من الخراب, لم تكن تذهب من أمام عيناها, لم تمسح من عقلها تلك الاهانات.

أخبرها الليلة الماضية أنها جبانة, لماذا هذا يؤلم كثيرا؟.

لم يكن هناك كلمات في لغتها لوصف مشاعرها, لهذا السبب تلجأ في بعض الأحيان إلى الأغاني, لأن الأغاني أفضل من يفهمها, عند طرف لسانها, غمغمت الأغنية وأعطتها لصاحب العيون الزرقاء الذي اجتاح قلبها.

"بسبب الدموع الذي أسقطتها من أجلك, أنا أعتذر من الأمطار, أعتذر, سأخذ الوردة الحمراء التي جففتها و أدعك تمضي من أجل خاطرك, تمضي,...", (ليمان سام - جمال الوردة).

بطريقة ما كانت سعيدة لأنها لم تكن وحيدة, في هذا العالم في مكان ما هناك ملايين الأشخاص الذين يتشاركون في نفس الألم, خيانة مثلها, عطاء القلوب, أو كيف تغنى كل هذه الأغاني؟, تجتمع عشرات من الأحزان الشبيهة تتفق من القلوب, في قلب واحد, يبدو الأمر وكأن جميع الأغاني تخبرك بالألم الشائع كما لو كانت تمر بنفس الأشياء.

تم كسرها من كل جانب, كان لدى ميران مكان في حياتها, لا يمكن تسميته حتى, كان و كأنه كنز ثمين تحلم به منذ سنوات, لم تستطع النوم ليلا و هي تفكر لكنه لم يتحقق, بعد الاستسلام, في داخلها طفلة صغيرة تتألم في عمق, مثل الحسرة.

"أنت الأن في حسرة...", تمتمت عندما وجدت يديها تلك العقدة التي تخدش حلقها, "يجلس هنا تماما, يأخذني مني, الغير موجود في الغد يتركك عند الجاحة, في حسرة".

وقفت من السرير الذي كان غريباً عليها, كانت ترتدي ملابس أمس, في خزانة الملابس كان هناك العديد من الملابس التي تصطف لكي ترتديها, لكنها لم تلمس أي منها, دخلت الحمام و غسلت يديها و وجهها للتخلص من الأرق, نظرت الى انعكاس المرآة, كانت الدوائر الاورجوانية تحت عينيها صورة اعتادت عليها, لقد كانت مع ريان لمدة شهر.

ليلة البارحة أحضر لها ميران الأكل, بالرغم من أنها قالت أنها لن تأكل ترك الشاب الأكل على الطاولة, على الرغم من أن ريان ابتعدت في البداية, إلا أنها اضطرت إلى الاستماع إلى تمرد بطنها وتناولت الطعام بعد ساعات, لم تهتم بنفسها لكنها مضطرة على الاعتناء بطفلها.

قطعت وعدا لنفسها, مهما حدث دون إعطاء ميران الفرصة ليعلم عن طفلها سوف تذهب من هناك.

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن