شخصان٣٩.
.
كان طريق السفر اسرع مما تخيله او ربما خوفه بأنه يوصل هو اللي جعل من الطريق قصير
كاين واللي كان المفروض يروح لبيته ليرتاح قادته رجوله لمكان عمله القديم لتبحث عيونه عن شخصة
أو شخص غيره...لكن المُفضل لقلبه
و أول مالمحته عيونه ماقدر يخفي إبتسامته،دقات قلبه،خطوات أقدامه اللي تقدمت له بلا شعور توقع انه هالمره بيكون ثابت لكن للأسف خانه شعوره كالعاده
كاين:دُهام
التفت دُهام: وانرسمت ابتسامه لطيفه فتنت كاين-متى رجععت؟
كاين:ويدينه بلا شعور تحسست قلبه وكأنها تقول لنبضه إهدى-كل شي رجع للصفر
.
كان علي أن أهبط في عشرات المطارات لأعتاد ألا ينتظرني أحد
كان علي أن ألتقط صورة لكل شيء أراه لأعتاد عدم بعثها إليك
كان على أن أستمع لأغاني العالم كله لتفقد أغانينا سحرها
كان علي أن أسهر الليالي كلها لأتعلم حديث الوحيد لنفسه
كان علي أن أخوض في بحار العالم لأنسى الغرق في عينيك.
.
اقترب دُهام ليصافحه ومجرد ماتلامست يدينهم تقشعر جسده بكامله
كاين:وحاول يخفي رجفه جسده لكن خانته حروفه-اشتقتلك
دُهام:وانا اكثر،ها بترجع تداوم؟
كاين:تصنع ابتسامته-ان شاء الله
دُهام:مره انبسط برجعتك
تراجع كاين ليتمالك شعوره اللي بدأ يسيطر على كامل حواسه
تشوش نظره بسبب دموعه
وارتجف جسده بسبب تصافح يدينهم فقط
وكأن جسده يقول له فشلت
واول ماطلع من المبنى اجهش بالبكاء
بكاء صاحبه طول هالفتره وكأنه صديق له بوحدته
وبألمه وبشعور الفقد والشوق
وبين دموعه لامست ظهره اصابع شخص وبهمس مألوف
...:الحب ارقى من انه ينزل دمعتك ويخليك بهالإنهيار
تصلح حياه غيرك ومو قادر تخطي خطوه للأمام بحياتك؟
ارتفعت عيون كاين اللي تفاجئ بوجود رام امامه:شلون جيت
رام:ابتسم-رفضت الوداع تعتقد بتركك تسافر لحالك
كاين:وتقدم وكأنه يرمي ثقله على رام
ثقل ماكان له اي مقاييس
ارتفعت يدين رام لتشد كاين وكأنها تقول له تماسك
احنا شخصان لكننا نعيش نفس الشعور
انا احبك وانت تحب غيري وغيري يحب غيرك.
.
دائماً تؤثر بنا المواقف في السنما وفي شاشات التلفاز وعند القراءه لإحدى الروايات
بكاء الفراق و دموع الألم ليست من تأليف المؤلف بل شعور مررت به
وشهقات الإنهيار ليست بمؤثرات صوتيه بل النداء بداخلك
والشخص حتى وإن كان في الخمسين من عمره يجهش في البكاء عند الألم وكأنه في الخامسه فقط
ف الم الفقد يفوق الألام الجسديه
ومع ذلك يبقى السيناريو متماسك بالأمل وان كان مستحيل
يُحاربون بقلوبهم وان ضعفت كانت عقولهم المأوى ليعودو من جديد وكأنهم شخصان.
.
النهاية.