ضحكات حلوة

260 27 31
                                    

كانت حفلة راقصة مثلت قصتنا المأساوية.
حكم القدر بيننا على أن نفترق حينها،
لكن الآن من سيفرقنا؟
لذا دعنا نكتب قصة جديدة عنوانها نحن.

فإنني أراك في ذاكرتي الجميلة، في تلك الأغاني الحزينة، الرقصات الساحرة، وتلك الحادثة المأساوية،
لكن
هل سيتكرر الماضي؟.

____

1986

شوارع واسعة وقطراتٌ نديّة
أمسية رومنسية مُناسبة للعشاق، لكن لها لم تكن كذلك، أنفاسها تختنق بين يديه مُحاولاً قتلها.

- أنتِ ساحرة لعينة فلتموتي.


أمسكتْ يديه عن عنقها لتزيلهم بآخر قوة تملكها فتعكس الأدوار وتطوق هي عنقه بيديها.
ابتسامه هيستيريه علتْ ثغرها لتردف.

- عند سماعكَ الحقيقة المُرة مني عندها ستقتلني!.
أنت مُخطأ عزيزي.
مارفيل وحش الأفكار لا تموت.
بل تقتل.

فقدَ وعيه لتبعد يديها عن عنقه تاركةً أياه في ذلك الزقاق وحيداً.

عادت أدراجها نحو منزلها رقبتها تؤلمها بسبب خنقه لها.
الحزن يسيطر عليها بدأت زخات المطر تتخبط على جسدها، رفعت فستانها الخمري عن الأرض لتبدأ بالركض حتى وصلت فتدخل بهدوء مريب.

لم تشغل أضواء المنزل بل دخلت إلى حمامها مباشرةً حتى تغتسل وتريح أفكارها.

خرجت منه بعد نصف ساعة لتستلقي على سريرها ناطقةً بوهن

- مللتُ من نفسي ومللتُ من حياتي متى سينتهيان؟!
بعد تحقيقي لكل شيء أرغب به، أين السعادة التي رغبت بها؟
أين راحة البال التي كان يجب أن أحصل عليها؟
حققتُ حلمي بعد سنين من المعاناة، لكن....
هل يجب عليَّ التوقف أم استمر!.

_____


2020

- لن أخذلك بل سأداويها أعِدُك.

تلك الجملة قرعت نواقيس الخطر في قلبها، اهتزت عيناها توتراً، تنظر إليه بتعب فتردف بهدوء.

- أشتقت لكَ.

حركَ يده مُعانقاً يدها مبتسماً، ليتحدث بصوته المبحوح إثر استيقاظه الآن.

- دعيني أصحح أخطائي السابقة.

الدموع غلفتْ عينيها الداكتان لتفيض منهما ترسم خطوطاً بائسة على وجنتيها،
أمسكَ يديها المرتجفه مُردفاً.

- توقفي عن البكاء.

- أنتَ لا تفهم الأمر، إنني مُتعبة من تحمل أخطائي.
تأنيب الضمير يتأكلُني.


لم تتوقف رجفة يديها لتكمل بخفوتْ.

- لا أستطيع التنفس لكنني حيّة.

لا يمكنه أن يحرك جسده بسبب الخدر الذي يسيطر عليه.
عاجز عن مواساتها ليكتفي بالمسح برقة على يدها.

- إنني أرجوكِ توقفي عن البكاء قلبي يحترق.

- لا أستطيع الأمر مرهق جداً، كل تلك المواقف والذكريات والمشاعر لا يمكنني كبحها.

الدموع تستمر بالتدفق، رفعت رأسها تحاول إيقافها فتمسحها بيديها، إنعدام الحياة زار عينيها مجدداً.

- مارفيل...، عانقيني.

نظرتْ نحوه بجدية هل يمزح؟.

- أرجوكِ.

هل تخاطر بمشاعرها؟، أقتربتْ منه ببطء شديد لتعانقه.

- أستلقِ بجانبي!.

نفذت ما قاله لها فتتلاقى عيناها بخاصته.

كانت قد بدأت معزوفة المطر لحنها على نافذة الغرفة ، شعورٌ محبب لكليهما قد غلف قلبيهما.

أحاديثٌ هادئه، ابتسامات دافئة، وضحكات حلوة كانت تطغى على المكان.

لكن في الجهة المعاكسة للباب أحد كانت ابتسامة مكسوره على ثغره ودمعةٌ يتيمةٌ عانقت وجنته.

________

الفصل السابع : ضحكات حلوة.

-انتهى.

١٥/٨/٢٠٢٠

___

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 15, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Paris 1986حيث تعيش القصص. اكتشف الآن