كنت أبحث عن حقيقتي فصادفتك ، سرت إلى جانبي حتى أدركت بأنك لست حقيقتي كما جال في فكري.
من أنت، وما هي حقيقتي؟!
-دعِ الذكريات المنسية تتراقص بيننا حتى تذكرنا بأنفسنا القديمة.
نشرت في : ٨ / ٥ / ٢٠٢٠
وصلتها دعوة من رئيس الوزراء بشكل مفاجئ، لكن موعدها بعد شهر تماماً.
وضعت الدعوة في أحد أدراجها من ثم وضبت أغراضها خارجة بفعل أن الساعة العاشره نحو وجهتها التي أصبحت دائمة في الآونة الأخيرة.
يومُها كان متعب ومرهق لها، تشاجرت مع والدتها بسبب أفعالها الطفوليه والسخيفه، لكن في كل مرة يحصل هذا هي تبكي. وصلت إلى المكان المحدد بعد المشي الطويل والمرهق لم تستقل سيارتها، تريد التفكير قليلاً، الصداع نهش رأسها والدموع على طرف عينها، هي من فعلت هذا بيدها، هي من صنعت لنفسها هذا. رأته في نفس مكانه كالمعتاد، اليوم هو يدخن، يبدو أنه مرهق أيضاً. اتجهت نحوه لتقف بجانبه تسند مرفقيها على حاجز الحديد، زفرت بوهن لتردف بثقل مع ابتسامة منكسرة.
- أتعلم... لم أكن إبنه أمي المثالية، لكن هي كانت الأم المثالية، إنها الأم التي يحلم أي طفلٍ بأن تكون والدته، لكنني كنت ومازلت فتاة لعينة تتعبها، ترهقها، وحتى تبكيها.
لم أملك أب فقد توفي عندما كنت أبلغ العاشره من عمري، ومع كل الأعمال التي أثقلتها لم تمل أبداً، أخذت دور الأم والأب. سعت بكل طاقتها إلى أن تؤمن على مستقبلي، لا تريد من أحد أن يتحكم بي عندما أكبر. لكنني قابلتها بالخداع والكذب، هي كانت تعرف لكن لا تتكلم، إلا عندما تكون غاضبه فهي تتحدث بكل شيء يضيق صدرها. ومع كل هذا لم يؤثر ذلك بي، كنت مجردة من المشاعر. لكن بات الأمر يرهقني، مشاعرها الصادقة تبكيني، أنا لا استحق كل هذا.
كان ينظر نحو لمعة عينيها اللتان على وشك ذرف الدموع، أعاد نظره نحو النهر ليتكلم بهدوء مشابه لنبرتها.
- لا أختلف عنك بشيء، توفي أبي عندما بلغت الثامنه، لكن والدتي لم تكن تستطيع حمل المسؤلية كوالدتك لذلك تزوجت من رجل وقد كان جيد.
أخذ شهيق متعب حتى يكمل بهدوء حزين.
- أنجبت أمي منه فتى، وبعد خمس سنوات هو قد توفي حزنت أمي حزناً شديداً لم تستطع أن تربي أخي الصغير لأحمل مسؤوليته أنا، كان عمري وقتها ثلاثة عشر سنه. وبعد حزن دام أربعة أشهر والدتي ماتت.
خلخلت أصابعها بين خصلات شعرها الأسود القصير، لم تستطع حبس دموعها أكثر لتجهش بالبكاء بشكل خانق، وضعت يديها على فمها محاولة لإسكات شهقاتها لكنها كانت تخرج منها دون إرادتها.
اقترب معانقاً إياها يمسح على خصلات شعرها بشكل لطيف.
أبتعدت عنه لتمسح دموعها ومن ثمّ ترتب شعرها عائدة لشكلها الطبيعي وكأن شيء لم يكن. لم تستطع فتعاود البكاء ومحاولة إيقافه مجدداً. كان يناظرها بدفئ، أقترب منها ليضمها نحوه مُغرقاً إياها بين ثنايا دفئه.
الصداع فتك برأسها أكثر، بدأت ذاكرتها بالتشوش ليظهر لها ذكريات غريبة شخص ما يحتضنها بقوة وكلاهما مبللان، الأمطار غزيرة وهي تبكي بصراخ مخيف.
وضعت يديها على رأسها ليختل توازن جسدها، الرؤية مشوشة كتشويش عقلها. بدأت بذرف الدموع التي حبستها طيلة اليوم والأيام السابقة.
لم يعرف هو ماذا يفعل، أمسك بكتفيها يحاول تهدئتها، فقدت وعيها بين ذراعيه، قلبه ينبض بسرعة، خائف من فقدانها هي الأخرى، حملها راكضاً بها نحو أحد سيارت الأجرة متجهاً إلى أقرب مستشفى، مضت ساعة ونصف على الذي حدث، أخبره الطبيب بأنه انهيار عصب.
جلس على كرسي قرب سريرها، ينتظر أن تستيقظ، الساعة شارفت على الواحدة صباحاً، مسح وجهه بكفيه الكبيرتان، نظر نحوها إلى يدها الظاهره، ليلفت نظره أحد أصابعها، أمسك بيدها ينظر نحو وشم أسود بشكل حوت مرسومٍ على الوجه الجانبي لإصبعها السبابة، لمَ لم يراه من قبل؟. لمَ هي تشبهها كثيراً؟. يريد الهرب لكن خائف من الذي سيحل به، متحكمه هي بكامل حياته وفي أدق تفاصيلها، يمتلك مشاعراً غريبة تجاهها.
من هي ومن هو؟!!. أتاه اتصال في خضم صراعه مع عقله ليجيب والانزعاج باد على ملامحه.
- من اللعين الذي أرسل الملف إليه؟. أغلق أنا قادم.
ذهب نحو لينزع إبرة المغذي فيحملها خارجاً، حاولت إيقافه الممرضة لكنه قام بدفعها متجهاً نحو سيارته لا يستطيع تركها هنا وحدها وفهو لا يعلم أين تسكن ولا أحد معارفها. قاد سيارته مسرعاً نحو منزله ليدخله ويضعها على سريره ومن ثم يذهب إلى مكان عمله وهو يجري اتصالاته.
______
الفصل الثالث : محاولة تدخل. انتهى. ٢
٢/٥/٢٠٢٠
•••••••
هلو🥺
بدأت الأحداث تزيد، والحقيقة بدأت تنكشف.
فصل اليوم بين ثناياه أفكار ستساعدكم في فهم الأحداث وتحليلها!
هل قرأتم الفصل جيداً؟
إلى الآن لم يذكر اسم البطلة، لكن الشخص الذي يظهر من البداية هل هو حقاً جونغكوك أم شخص آخر؟
أي انتقاد؟
ما رأيكم بمسار الأحداث؟
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.