جنون

274 47 49
                                    

لمَ مفهوم الزمان والمكان متداخلان ومتشابهان، الذكريات والأشخاص، الحزن والسعادة، البكاء والضحك.
لمَ أنا أقف في المنتصف، ماضيَّ المقرف أم أفعالي القذرة عن ماذا اتحدث تحديداً!.
أصل إلى ذلك الحد من التفكير ومن ثم أقف، لا يوجد أجوبة لأسئلتي.
مارفيل إيفريا،
من أنتِ!
تنبثقي إلى أفكاري كثيراً من الأحيان حتى بتِّ إدمان لعقلي الجائع.
أفعالك، تصرفاتك، جميعها غريبة لا تشبهين أحد غيرها!.
تُبكين ضميري وتهشمين قلبي بنظراتك الحادة تلك، أنا من سبب لكِ جميع الألم الذي تمرين به، من جعلك ترتدين قناع الوحش طيلة حياتك، جعلت الجميع يهابك ويخافك، هذا كله دون قصدٍ مني سامحيني.
حبستكِ داخل نفسك لا أعلم حبّاً أم كرهاً بكِ لا أعلم.
قتلتك كثيراً داخل مخيلتي، خلقت طرق تعذيب جديدة فقط من أجلك، لكن في كل مرة تأتين مع خبثك ومكرك مدمرةً أياها ببساطة كبيرة!!.
قمت بتعذيبك العديد من المرات دون أن تدري، جعلت من نفسكِ هي الجاني والظالم وأنت المظلوم المجني عليه.
حذرتك بأن لا تدخلي عرين الأسد لكن كنت لبوة سامحيني كنت أعمى، لكن لا، أنت شيطان أم ملاك؟!!!.
لا يوجد أحد بخبثك وحقارتك وحتى بمكرك، تحصلين على الذي تريدينه إن وضعته في رأسك فقط، أنت مارفيل وحش الأفكار.
لم أركِ ضعيفة قط في حياتك السابقة، لكن في هذه الحياة أنتِ شخص آخر تماماً لست ببشرية أبداً!.

كان يكتب ويكتب لم تنتهي أفكاره بعد، لكنه في لحظة منسيه قام بتمزيق الأوراق ورميها في أرجاء مكتبه مبتسماً بنصر زائف.
إنها الرابعة صباحاً وهي بالنسبة له مازلت نائمة، ذهب ليتأكد لكنها كانت مستيقظه تحدق بسقف الغرفة، أبتسم بدفئ عكس جنونه قبل بُرهة!.

- أتشعرين بخير الآن؟.

أومأت له ليردف مجدداً.

- جيد، إذاً هل تريدين بعض من الطعام...الذي من صنع يدي!.

ناظرته بجفاء فتنطق بصوتها المبحوح إثر استيقاظها الآن.

- ومن سيرفض هذا العرض المغري!.

تلبست ملامح الصدمه وجهه لتضحك عليه هامسةً ب" لطيف ".

- هناك بعض الملابس لوالدتي في تلك الخزانة استحمي ريثما أعد الطعام.

توقف الزمن بالنسبة لها كيف يقول هذا برحابة صدر ووجهٍ مبتسم.

- هذا مستحيل!!.

Paris 1986حيث تعيش القصص. اكتشف الآن