تجلس هي وجميلة يشاهدوا التلفاز فقاطعهم دخول علي وفريدة الى المنزل وجلسوا أمام جانا وجميلة ووجههم يحمل تعبير اليأس والحزن الزائف .
لتتسآئل جانا بخوف : عملتوا اي مع مروان ؟
فريدة وقد هتفت بتلعثم : قالنا ان ابوكي ي جانا .....
لتوقفها جانا وهي تهتف : اه خلاص بابا مُصر على جوازي صح ؟
ليقتلب وجه فريدة الى السعادة وهكذا علي ، لتهتف فريدة: ابوكي لغى الجوازة وقال لمروان انا بنتي عندي اهم من مليون صفقة
لتفرح جميلة وينتظر الثلاث ردة فعل جانا
وجانا في حالة غير التصديق أن والدها المتحكم والبخيل ومحبوب المال يلغي صفقته لأجلها ، لتصمت قليلا على حالة الذهول تلك ثم تحتضن فريدة بشدة وهي تضحك ببلهاءجانا بسعادة : طب ..طب انا عايزة اروحلهم
علي بابتسامة : لا لا خليكي هنا وروحي بكرة وحتى يكون ليندا ونور عرفوا
احتضنتها جميلة : اه خليكي انهاردة ي جانا والنبي
لتومأ جانا بالموافقة
وبعد ذلك استأذنت فريدة أن تذهب الى منزلها لتأخذ قسطاً من الراحة نظراً لتعب اليوم ، وأصر علي أن يوصلها الى هناك ، ثم ركبوا السيارة وقبل انطلاق علي بها التفت الى فريدة وهتف
: اي رأيك ف المفاجأة
ابتسمت فريدة : عجباني اوي ي علي بجد ، شكرا
علي : نعم ؟ شكرا حاف كدا ؟
لتضحك فريدة ثم تحتضنه وتقبله من وجنته قبلة خفيفة ثم تبتعد وتهتف : حلو كدا ؟
علي بسعادة : حلو اوي
ثم انطلق بالسيارة الى منزلها
************
: سابتني ي فريدة
قالها حازم الى فريدة عندما ذهبت اليه في غرفته لتتحدث معه قليلاً وتسأله عن "داليا" الفتاة الذي أحبها خلال سفره وكانت فريدة تتحدث معها من وقت الى اخر وتراها عبر مكالمات الفيديو حتى أحبتها كصديقة وتمنت أن تكون زوجة شقيقها المستقبلية
فريدة بذهول : ايه ؟ ازاي وليه؟
حازم بصوت يكاد البكاء كلما تذكر : اتخانقنا خناقة بسيطة وتافهة ولما روحت عشان أصالحها قالتلي عاوزة ابعد وبعديها عملتلي بلوك من كل حاجة وغيرت عنوانها وغيرت كليتها ، من غير سبب ي فريدة من غير سبب
لتربت فريدة على يده وتهتف : فيه بنات كتير كدا ي حازم بيكونوا متلخبطين مش عارفين يعملوا اي وحاسبين الدنيا بشكل غلط ف عايزين يبعدوا مجرد وقت للتفكير
حازم بصوت بكاء : بس مش المدة دي كلها ي فريدة ، دي بقالها ٣ شهور واكتر
لتحتضنه فريدة ويبكي حازم لأول مرة بحياته ، لقد أحبها للغاية ولكنها ترتكته ولماذا ؟ ..
**************
انا فرحانة اوي اوي
قالتها جانا وهي تحادث ليندا على الهاتف وتخبرها على ما حدث مع والدها
ليندا : وانا جدا والفرحة هتبقى فرحتين
استغربت جانا قائلة : لي ؟
ليندا بسعادة : بصي ي جانا الفترة اللي فاتت انتي كنتي تعبانة ف حصلي حاجة محكتهاش ليكي ، انتي عارفة طبعا اني كنت معجبة ب ادم وقولتلك اول م قابلته بس يوم م انتي كلمتيني وقولتيلي انك هربتي هو كان ساعتها معايا وقبل م تتصلي كان قالي .....
جانا : ها ؟
ليندا بصوت يملئه السعادة : قالي بحبك
جانا : بجد ؟ لا لا ؟ الله
ضحكت ليندا : وانا برضو قولتهاله بس بعديها بيوم وكمان لسة قايلي انهاردة على حاجة وهي دي الحاجة اللي هتخلي الفرحة فرحتين ، هييجي يخطبني
جانا وهي تقفز من السعادة : بجد ، yes انا فرحتلك اوي ي ليندا وبحبك.اوي
ضحكت ليندا : وانا برضو بحبك .
**************
تجلس فريدة على فراشها وتضم أرجلها اليها وتفكر ، تفكر كيف لها ان تتقبل رؤية حاتم وكلما رأته تذكرت والده والذي فعله ، لا تعلم هل يعرف حاتم بما حدث ، ولم تكن تُخبر "علي" بالذي حدث لأنها تريد أن تنسى الذي حدث ، فقد كان والد حاتم "عصام الخولي "صديق والد فريدة "خالد المكاوي" في العمل ، وكان يذهب اليهم المنزل على انه سيعمل مع والدها ولكنه كان دائماً ينظر لها نظرات بشعة تحمل المغازلة الرخيصة ، وفي يوم ما كان يجلس مع والدها في المكتب وكانت فريدة ذاهبة اليه لتقول لوالدها انها ستذهب للتنزه مع صديقتها نور فخرج والدها من غرفة المكتب ليأتي لها ب مال تحتاجه في النزهة ، وتبقى عصام الخولي وفريدة بالمكتب ليبتسم لها بخبث وتقرب منها وحاول الاعتداء عليها ولكنها صرخت وصفعته وأتى والدها ونهى كل علاقته الخاصة والعملية معه في تلك الفترة انهارت فريدة لأنها في الأخير فتاة وكانت ستضيع أحلامها وعذريتها ولكن تناست مع الوقت ولا تريد أن تتذكر والوحيد الذي يعلم بذلك هي نور صديقتها ، وبعد أن ابتعد عنه سمع والد فريدة بعد أيام انه تاجر مخدرات ، ولهذا السبب تكرهه فريدة للغاية وبمجرد أنها سمعت اسمه تذكرت كل ما تناسته ، وغيرها أن حاتم نظراته لها تشبه نظرات والده، هي لاتعلم هل مات عصام الخولي ؟ هل حاتم يعرف الذي حدث ؟ لا تريد أن تخبر علي لأنه بالتأكيد سيلغي الصفقة وسيصب غضبه على حاتم وهي لا تريده أن يخسر الصفقة الذي تعني له الكثير وأنها خطوة تنَقُل كبيرة للشركة
بكت فريدة بشدة فهي تحاوطها المشاكل، من جهة مشكلة حاتم ومن جهة أخرى مشكلة "نور" فهي تحبها للغاية وتحزن على حزنها ، ومن جهة انهيار شقيقها على حبه الذي ضاع ، ومن جهة مشكلة شركة أبيها التي وشكت للإفلاس .
ظلت تبكي حتى ذهبت في نوم عميق وعيناها يملؤها اللون الأحمر نتيجة البكاء ، وأنفها ازداد احمراراً .***************