أنياب القدر المتوحّشة أنهكت روحه
أماتته .. دمّرته .. ذبحته بنصلٍ حاد ..
كبر ذلك الصغير بروحٍ مذبوحة ..
بجرحٍ غائرٍ في الصّميم ينزف حتى جفّت دمائه القاتمة ..
كبُر بين أهلٍ لا يعرفهم ولا يعرفونه ..
عشعش الظلم داخله حتى كسى برائته بثوبٍ خانقٍ مؤلم ..
يديه تمتدّ إلى السماء .. تُناجي روحاً فارقته وما زالت تعيش بين جنباته ..
روحاً وحدها من أحبته .. وحدها اهتمّت به وضمّدت جراحه النازفة ..
روحاً ساعدته ليَحيى في ظلماتٍ وقيودٍ مُحكمة ..
تلك الرّوح وحدها من تُحييه .. وحدها من تُخبره بأنه إنسان ..
تزوره .. تُربّت على قلبه الجريح .. وروحه المُتعبة ..
تغفو عينيه عليها كلّ ليلة أملاً برؤيتها والهرب من واقعٍ ظالم .. قاتل .. مُدمّر ..
ماذنبه في كل ذلك ..!؟ ما ذنبه ليعيش وجعاً أكبر من عمره ..؟ وجع سببه أقرب الناس إليه ..
يكرهونه .. ينبذونه .. ينحرون روحه ببطء مُرعب ..
ويكبتون صرخاته المُتألّمة ..
سيرحل .. سيبتعد عنهم .. لعلَّ روحه ترتاح برقادها ..
لعلَّ تلك الروح المُتبقية له يلتقي بها ولا يُفارقها أبداً ..
سيرحل .. لعلّه يُريحهم من وجوده المُنفر لهم ..
لعلّهم يشعرون به .. يلتفتون لنداء عينيه الرّاجي .. لحنان يطلبه ولا يجده ..
سيرحل .. لعلّهم يُحبونه من بعد مماته ..💔
أنت تقرأ
براءة بثوب الظلم ✍ سلسله نوفيلات ✍ (قليل من الرحمه)
Short Storyصرخات موجعة .. تضرب عنان السماء العالية .. أنين خافت يشقّ سكون الليل البهيم .. ظلمات موحشة يعيشها قلبي في سواد أيامي القاتلة .. بكيت لكن لم يرَ أحدٌ دموعي .. ناديت حتى أختفى ندائي وتكسّر .. خفقاتي خافتة واستنجادي مكبوت .. محبوس .. سلاسل تُقيّد معصما...