الفصل|8

205 19 68
                                    


ولدتُ في كونِ لا يجَرِّبْ أن يمَدُّ لي إرْباً من الحُبِّ، في كُلِّ يومٍ ترتدي ألوانٍ مختلفةٍ في المناسباتِ و تواريهِ لتعيدُ حياتهِ من جديدٍ في زمنٍ آخر ~

الحياةُ و الموتُ، الحلمُ و اليقظةُ، محطاتٍ للروحِ المُتحيرّةِ، يقطعها الإنسِ مرحلةٍ بعدَ مرحلةٍ مُتلقياً من خبّطاتها آلامٍ و آهاتٍ مُتخبطاً في بحرِ الظُلماتِ ،  مُتشبثاً في عنادٍ بأملِ التجدّدُ باسماً في غموضِ. عمّ ماذا يبحثُ الإنسِ؟ أ يبحثُ عن أيِّ العواطفِ التي تُبدّدَ له صدره أم كيف يُهَاجسُ غرائزهُ و شطحاتهِ؟ .

لمَ يُهأهأُ ضاحكاً كالفرسانِ ؟ و لمَ يذرفُ الدمع كالأطفالِ؟ و يشهدُ مساراتِ الأعيادِ الراقصةِ و يرى سيفِ الجلّادَ و هو يضربُ الأعناقِ دُونَ حَلحلةِ جسدهِ إتجاه التعسّفِ؟ يُريدُ الوصولِ إلى نهِمهِ و يتصارعُ من أجلِ العرشِ دُونَ اِعطاءِ نُتّفةِ احترامٍ إلى الفقراءِ.

الترَحِ يحتلُ منصباً فوقَ روحي ،  يمتصُ دماءِ حُبورِي من بين شفتي ثم ينشلُ ما امتلكهُ إليهِ و يتركُ جُثماني وحدهُ يعاني، ابتعاد جسدي عنه شلَّحَ قلبي من مكانهِ، أهو سببٌ وافيٌ للحزنِ ؟ أن تحب أحداً لن يحبك أبداً ؟.

أتنقلُ بينَ ساحةٍ و أُخرى أجهلُ مكان جسدي، أتسألُ أينَ أنا بالتحديد؟ ، كُلّ ما أعرفه أنّي كنتُ مع بيكهيون في مخيم التمريض أعالجُ الجنودِ المصابين ثمَ دَفَقَ صوتٍ قويٍ ثلّ نصفَ عمري ،  مُشاهدةِ ساحةٌ غير ساحةِ الملك المُعتادِ لهو أمرٌ سيءٌ جداً، الوحيدُ القادر على سلّبِ أنفاسي هو بيكهيون. صَغتْ أذناي إلى صوّتٍ سَمِيكٍ شَنّجَ جسدي، بتُ لا أفقهُ الرحيلِ أو الهروبِ منهم.

نَاهزَ جسدهم إلى التقربِ مني و أنا قائِمةٌ أمامهم لا اتحرك، قلبي يتسارعُ في خفقانهِ و أنفاسي تُسابقُ الريح لسرعتها، لمَ الخوفِ إذْ كنتِ فتاةٍ نظيفةٍ لا تملّكُ أيَّةِ عداوةٍ ضدهم أم لأنّني قريبةٌ الملكِ الثاني فشَرَعَ قلبي في الخفقان؟ أن تم التعرفِ عليَّ من قبلهم فهذا يعني أنّي على مشارفِ الموتِ لا محالةٍ ~

هَروْلتُ إلى بدايةِ الساحةِ عكسَ خطى أقدامهم، ظنيتُ أنّي قادرةٌ على الهروبِ منهم و التوجه كنفَ القصرِ الذي ترعرتُ بهِ و أحلامِي أتت بالفشلِ، جسدٌ صلبٌ خبّطَ جسدي و نالَ يدي فور محاولتي للسقوطِ و تنصّتُ إليهِ يرمي

" لا تتوقعِ الهرب صغيرتي، مُذُ أن وطئتْ قدمكِ على هذهِ الأرض لن تخرجُ منها قطّ "

تَبَحّرتْ عيني إلى أفقِ السماءِ و هَبّتْ يدي الطليقةِ ترجُّ صدرهِ بضّيقٍ

" فكر في الأمرِ و ستنالُ جزاءكَ حتماً "

طفَقَ صوتِ ضحكاتهِ تعلُّو المكانِ و دوَّى صوتِ إهتزّازِ رأسٍ بقوةٍ جراء الكف الذي نالهُ خدي الأيسر

افْتِراء || defamationحيث تعيش القصص. اكتشف الآن