"بابا.. بابا.. "
التفت الثلاثيني ذو الشعر الاسود اثر الصوت اللطيف الذي يعرف مصدره جيدا..
"تايان... "
تمتم بابتسامة و عيناه تكاد تفيض دموعا و هو يرى الطفل ذو الثلاث سنوات يركض نحوه بطفولية بجسده الممتلئ اللطيف و هو يبتسم باتساع ببراءة..
مرارة قاتلة داهمت قلبه حين قرفص يستقبل كتلة اللطافة تلك بحضنه، لكن هذا الاخير تجاوزه دون النظر اليه كانه غير موجود و واصل الركض الى حضن رجل ما..
خلف المتلهف لاحتضانه..
التفت ببطء بنوع من الصدمة و الاحباط يرى طفله بين ذراعي رجل اخر و يناديه "بابا.. " في حين كان الرجل ذا ملامح غير واضحة تماما لكن ابتسامته المتسعة لم تخفى على صديقنا المكسور..
رمش بعيون مذبلة دامعة و هو يرى ملاكا ذا ثوب ابيض و شعر اسود طويل ينضم اليهما بابتسامة كذلك، لتلتفت العائلة السعيدة تلك و ياخذوا خطواتهم بعيدا عنه سالبين النور معهم ليغرق بالظلام...
~
فتح عينيه ببطء لتتحرر الدمعة المحصورة هناك..
هو يشعر بمرارة كبيرة في حياته منذ ان هذا الحلم يؤرقه منذ سنة تقريبا..
منذ ان تركها ترحل..
اخذة طفله معه..
"هيوري.. اسف.. اسف جدا.. عودي الي.. عودي لحبي.. "
تمتم و هو يغطي وجهه بكفيه ماسحا عليهما بتحسر و هو يتذكرها..
___ Falsh back ___
"حامل؟ هه مني انا انت حامل.. "تراجع للوراء على كرسيه الجليدي بمكتبه الراقي يحدق بالواقفة امامه بنوع من الاستهزاء و السخرية..
"اتريدين مني تصديق هذه اللعبة؟ "
حدقت به بعيون مذبلة لامعة بالدموع لبعض الوقت لا ينكر انه شعر بشيء غريب بنظرتها هي لم تنظر اليه بذلك الضعف مطلقا من قبل.. كل ما يراه منها هو ابتساماتها الواثقة الجريئة التي يمقتها بشدة.. لكن هذه مختلفة تماما و للحظة صدق انه حمل فوق رغبتها..
"الجنين بالاسبوع السابع.. يمكنك التاكد من نسبه باي مكان تريد و لو من دولة اخرى.. لم يقربني غيرك لست بائهة هوى انا فقط احببتك و انت تعلم ذلك.. "
كلمته بنبرة هادئة و ملامح هادئة كذلك لتتسارع نبضات قلبه بنوع من القلق ان كلامها حقيقي، نبرتها تلك لم تطمئنه البتة..
"اتظنين تمثيلك سيجدي نفعا علي؟ اللعنة كم تريدين و اغربي من حياتي.. "
رمى عليها الشيك بعصبية لتنظر اليه بهدوء ثم حولت عينيها اليه ثانية..
"لا احتاج مالك، لا احتاج شيئا.. لا انتظر ان تعترف به او تترك بلاستيكيتك تلك لاجلنا.. انا اعلمك لانك والده و يجب ان تعلم.. لا اكثر "
تمتمت بابتسامة خائبة قليلا زادت من توتره لالتماسه الصدق بكلامها، ثم ارتخى على الكرسي يفرك جبهته بقلق تزامنا مع التفاتها لتخرج..
توسعت عيونه و ابتلعت ريقها بصدمة حين لمحا الخمسينية الانيقة الواقفة عند الباب بملامح مصدومة..
"حا.. حامل !؟"
اللعنة امه سمعت كل شيء !
___
يتبع 🍒
#جيون_ميورا 🥀
أنت تقرأ
Mirage - سراب || P.C.Y
Fanfiction" اغفري لي، اصفحي و عودي لي، عودي لحبي، تملكيني و لن اعترض ! فـ سرابكِ يعذبني "