.1sᴛ .

1.6K 75 33
                                    

- أَعلَمُ أَنّكَ هُنَا -

جسدي ملقى بإهمال على السرير ونظري معلق على السقف ،
صوت الثواني يملأ الغرفة الفارغة وبرودة الجو تتسلل نحوي نظرًا لكون النافذة غير موصدة .

أقف أخيرًا محررًا نفسي من عذاب الأرق ليلاً والبقاء مستلقيًا بانتظار النوم أن يراودني .

ألتقط سماعات أذني وهاتفي ، ومحفظتي التي تقع على المنضدة .

بهدوء أتسلل للخارج وكأن هنالك من يمنعني ..

الرابعه فجرًا ..
أسير وسط الطرقات المظلمة التي تخلو من كل روح قد وُجدت على هذه الأرض ،
الناس نيامٌ وأضواء الطريق بالكاد تعمل .

أستمع لتمتماتٍ قد تؤنس وحدتي ،
قلقي تبدد حيال عدم استيقاظي صباحًا ، لن أقع بالنوم على كل حال .

أشعر بالوحدة والخوف يرافقانني بينما أشق طريقي إلى هدف غير معلوم .

الطريقُ بدا مخيفًا أكثر والطقسُ أكثر برودة ..

أتعثر في سيري بعد أن انزلقت قدمي داخل حفرة متوسطة الحجم ، أشتم تحت أنفاسي ملتقطًا سماعات أذني التي وقعت تتدحرج أرضًا .

ألتقطها سريعًا وأرفع رأسي أمام المتجر المضاءة أضوائه ليلًا ،
تلتقط حواسي رائحة القهوة فأدفع بجسدي نحو الداخل .

أستشعر صوتًا عذبًا يغني بالأرجاء بينما يحضر القهوة التي تملأ رائحتها المكان .

يلحظ وجودي فيبتسم بوسع منحنيًا لي

- مرحبًا سيدي ، استرخِ رجاءً ودعني أحضّر القهوة لأجلك .

أبتسم كرد له وأتخذ أحد الكراسي مقعدًا لي ،
دقائق معدودة والقهوة تتواجد أمامي بشكل مبهر ومذاق خاطف للأنفاس .

- شكرًا لك ، دعني أدفع بثمنها لك رجاءً .

يبتسم بوسع أكبر نافيًا بكلتا يديه بينما أنا كنتُ منشغلًا في العبث بمحفظتي .
أعقد حاجباي ، هل رفض حقه للتو؟.

يجلس مقابلًا لي ويتحدث
- في الواقع ، وجودك هنا هو أكثر ما أحتاجه .

هل هو واقع لي بينما هذا هو لقائنا الأول؟
ما الهراء الذي يتفوه به ، هل هو مختل؟

يضحك بخفة طاردًا أفكاري
- الأمر ليس وكأنني واقع بحبك ،
ستُدرك ما أقصده لاحقًا ..
لطالما كنت بانتظاركم .

بانتظارنا؟ هل هناك شخص سواي؟
التفت للخلف بحيرة فألمح شخصًا واقفًا لدى الباب وملامح التعب بادية على وجهه .

- مرحبًا سيدي ، استرخِ رجاءً ، سأحضر القهوة لأجلك .

يبتسم نحو ذلك الشاب الذي أرخى جسده بتعب على المقعد ، يبدو بأنه يعاني من الأرق كذلك ..

يتقدم إليه معطيًا اياه القهوة ، يُخرج الآخر محفظته واضعًا عدة نقود على الطاولة دون حتى أن يرى ثمنها .

- ليس عليك الدفع سيدي .

يبتسم بوسع بينما ينطق بكلامه ،
بدأت أشك في كونه مضطرب عقليًا .

نظر الآخر نحوه مستفسرًا ، وعندما بدا له مُصرًا
تمتم ب - أيًا يكن - وأخفض رأسه على الطاولة بتعب .

توجه النادل نحو الاضاءة مخفضًا اياها واقترب هامسًا مني ،

- أتمنى ألا تمانع .

لم يبدو حتى وكأنه يطلب رأيي لأنه سرعان ما عاد نحو عمله بهدوء مجددًا ،

نهضت بتردد نحو ذلك الفتى البادية عليه ملامح الارهاق ،
تفقدته بقلق طفيف .

- هل أنت بخير؟.

رفع رأسه نحوي محدقًا بي لمدة قبل أن ينطق
- لستُ كذلك .

تمتم ناهضًا يشق طريقه خارج المقهى
- مهلًا!.
نطقت بلا فائدة فهو سرعان ما اختفى .

تنهدت والتفت فأجد ذاك النادل يبتسم بغرابة مجددًا
- بجدية ، ما مشكلتك؟.

ضحك بخفة لأردف بعدها
- من الغريب وجود مقهىً يواصل العمل ليلًا حتى الفجر .
نطقت منتظرًا تفسيرًا منه .

- في الحقيقة ، المقهى خاصتي يعمل فجرًا فحسب ،
وأشخاص محددون من يتمكنون من الدخول إليه .

نهضت غير آبه للهراء الذي يتفوه به ،
وقف من بعدي .

- بالمناسبة ، سنتقابل كثيرًا ..
أدعى ووجين .

رفع كف يده رغبة في مصافحتي ،
فصافحته بالمقابل بتوتر .

- أدعى .. تشان .

- - - -

أي أفكار استولت على مخيلتكم بخصوص الفيك؟

ترقبوا~~

الـمُـقَـاطَـعَـة الـتَّـاسِـعَـة : الـرّحـلَـة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن