- أَعلَمُ أَنّكَ هُنَا -
جسدي ملقى بإهمال على السرير ونظري معلق على السقف ،
صوت الثواني يملأ الغرفة الفارغة وبرودة الجو تتسلل نحوي نظرًا لكون النافذة غير موصدة .أقف أخيرًا محررًا نفسي من عذاب الأرق ليلاً والبقاء مستلقيًا بانتظار النوم أن يراودني .
ألتقط سماعات أذني وهاتفي ، ومحفظتي التي تقع على المنضدة .
بهدوء أتسلل للخارج وكأن هنالك من يمنعني ..
الرابعه فجرًا ..
أسير وسط الطرقات المظلمة التي تخلو من كل روح قد وُجدت على هذه الأرض ،
الناس نيامٌ وأضواء الطريق بالكاد تعمل .أستمع لتمتماتٍ قد تؤنس وحدتي ،
قلقي تبدد حيال عدم استيقاظي صباحًا ، لن أقع بالنوم على كل حال .أشعر بالوحدة والخوف يرافقانني بينما أشق طريقي إلى هدف غير معلوم .
الطريقُ بدا مخيفًا أكثر والطقسُ أكثر برودة ..
أتعثر في سيري بعد أن انزلقت قدمي داخل حفرة متوسطة الحجم ، أشتم تحت أنفاسي ملتقطًا سماعات أذني التي وقعت تتدحرج أرضًا .
ألتقطها سريعًا وأرفع رأسي أمام المتجر المضاءة أضوائه ليلًا ،
تلتقط حواسي رائحة القهوة فأدفع بجسدي نحو الداخل .أستشعر صوتًا عذبًا يغني بالأرجاء بينما يحضر القهوة التي تملأ رائحتها المكان .
يلحظ وجودي فيبتسم بوسع منحنيًا لي
- مرحبًا سيدي ، استرخِ رجاءً ودعني أحضّر القهوة لأجلك .
أبتسم كرد له وأتخذ أحد الكراسي مقعدًا لي ،
دقائق معدودة والقهوة تتواجد أمامي بشكل مبهر ومذاق خاطف للأنفاس .- شكرًا لك ، دعني أدفع بثمنها لك رجاءً .
يبتسم بوسع أكبر نافيًا بكلتا يديه بينما أنا كنتُ منشغلًا في العبث بمحفظتي .
أعقد حاجباي ، هل رفض حقه للتو؟.يجلس مقابلًا لي ويتحدث
- في الواقع ، وجودك هنا هو أكثر ما أحتاجه .هل هو واقع لي بينما هذا هو لقائنا الأول؟
ما الهراء الذي يتفوه به ، هل هو مختل؟يضحك بخفة طاردًا أفكاري
- الأمر ليس وكأنني واقع بحبك ،
ستُدرك ما أقصده لاحقًا ..
لطالما كنت بانتظاركم .بانتظارنا؟ هل هناك شخص سواي؟
التفت للخلف بحيرة فألمح شخصًا واقفًا لدى الباب وملامح التعب بادية على وجهه .- مرحبًا سيدي ، استرخِ رجاءً ، سأحضر القهوة لأجلك .
يبتسم نحو ذلك الشاب الذي أرخى جسده بتعب على المقعد ، يبدو بأنه يعاني من الأرق كذلك ..
يتقدم إليه معطيًا اياه القهوة ، يُخرج الآخر محفظته واضعًا عدة نقود على الطاولة دون حتى أن يرى ثمنها .
- ليس عليك الدفع سيدي .
يبتسم بوسع بينما ينطق بكلامه ،
بدأت أشك في كونه مضطرب عقليًا .نظر الآخر نحوه مستفسرًا ، وعندما بدا له مُصرًا
تمتم ب - أيًا يكن - وأخفض رأسه على الطاولة بتعب .توجه النادل نحو الاضاءة مخفضًا اياها واقترب هامسًا مني ،
- أتمنى ألا تمانع .
لم يبدو حتى وكأنه يطلب رأيي لأنه سرعان ما عاد نحو عمله بهدوء مجددًا ،
نهضت بتردد نحو ذلك الفتى البادية عليه ملامح الارهاق ،
تفقدته بقلق طفيف .- هل أنت بخير؟.
رفع رأسه نحوي محدقًا بي لمدة قبل أن ينطق
- لستُ كذلك .تمتم ناهضًا يشق طريقه خارج المقهى
- مهلًا!.
نطقت بلا فائدة فهو سرعان ما اختفى .تنهدت والتفت فأجد ذاك النادل يبتسم بغرابة مجددًا
- بجدية ، ما مشكلتك؟.ضحك بخفة لأردف بعدها
- من الغريب وجود مقهىً يواصل العمل ليلًا حتى الفجر .
نطقت منتظرًا تفسيرًا منه .- في الحقيقة ، المقهى خاصتي يعمل فجرًا فحسب ،
وأشخاص محددون من يتمكنون من الدخول إليه .نهضت غير آبه للهراء الذي يتفوه به ،
وقف من بعدي .- بالمناسبة ، سنتقابل كثيرًا ..
أدعى ووجين .رفع كف يده رغبة في مصافحتي ،
فصافحته بالمقابل بتوتر .- أدعى .. تشان .
- - - -
أي أفكار استولت على مخيلتكم بخصوص الفيك؟
ترقبوا~~
أنت تقرأ
الـمُـقَـاطَـعَـة الـتَّـاسِـعَـة : الـرّحـلَـة.
Fanfictionوُعُـودٌ تُـعـطَـىٰ ، وَوُعُـودٌ تُـنـكَـث .. لَـا تُـلـقِ نَـظـرَةً أَقـرَب ، لَـسـنَـا عَـلَـىٰ نَـهـجِـنَا الـأَول .. - سـتـرايـكـيـدز . - فُـصـول قَـصِـيـرة .