الـمُـقَـاطَـعَـة الـتَّـاسِـعَـة : الـرّحـلَـة.

. 16ᴛʜ .

- لِذَا فَلتَبقَىٰ -

إلى أيامٍ بعد مُرور ما حدث،
عُدتُ لارتياد المقهى مُجدداً .

عند دُخولي لم يكُن يضيءُ المقهى سوى أضواءَ خافتة ، حتى أن اللافتة الضخمةَ باسم ' المقاطعة التاسعة ' في واجهة المقهى كانت باهته ..

- مرحباً؟ يا رفاق؟.

سمعتُ صوت خطواتٍ قادمة من السلالم وتسلُلَ صوتِ فيلكس إلي ،

- مرحباً هيونغ ، نحنُ في الأعلى ..
شعرتُ بمرارةٍ تسري خلال صوته ،
تملأ جُدران المكانِ وتُبدي لي الأضواءَ أكثر بُهتاً ..

- فيلكس؟ أأنت بخير؟.

تنهيدةٌ عاثرة خرجت من أعماقه
- أنا بخير .. فلنصعد .

تحركتُ ملبياً طلبه ،
لم يكُن يتواجد سوى ووجين هيونغ ، جونغ ان وجيسونغ .

فيلكس أخذَ بخطواته نحو جونغ ان مرخياً برأسه على كتفيه ، في حين هو وهان كانا يجلسان على حافة سطح المقهى يجولُ الصمتُ بينهُما ..

جلستُ برفقة ووجين الذي بدى سارحاً أيضاً ،
- أين تشانغبين والبقية؟.
- لستُ أعلم ..

- بجدية ما خطبُكم؟!.
- لا أعلم ، إذهب لسؤالهم .
فور أن أنهى حديثهُ نهض وصنع خطواتِه للأسفل ،

عقدتُ حاجباي بضيق ، ما الخطب مع الجميع بحق الإله!.

نهضتُ متجهاً نحو هان والرفقة معه،
عيني فيلكس تلألأت وصوت جونغ ان بدى مُتحشرِجاً،

- آسفٌ لقوليَ هذا ،
لكني في أعماقي .. أفتقدُه ..

ازدادت عُقدةُ حاجباي
- من الذي تفتقدُه ، جونغ ان؟.

نظر الجميعُ نحوي بتفاجؤ ونفى جونغ ان بتردد ،
- لا .. لا أحد!.

جلستُ بجوارِه بعد أن أفسحوا لي المجال ،
- جونغ ان، يُمكنُك إخباري،
صِدقًا ..

-ألن .. تغضب؟.
- بالطبع لا! لِم سأفعل؟.

قُلتُ فأجابني جيسونغ ،
- رُبما لأنهُ يقصدُ .. مينهو هيونغ.

تنهدتُ مُغلقاً عينايَ بإحكام ،
- هيونغ الأمرُ ليس كما تظُن!
أعلمُ بأنه فعل الكثير بِنا، لكن ..

- أنتَ لستَ مُضطرًا للتبرير جونغ ان ،
فبعضُ الأشخاص محظوظون ، لأننا رُغم أفعالِهُمُ الشنيعة ..
لا نزالُ نُفسِح لهُمُ الأماكِن في قلُوبِنا ..

ربتَت يداي على كتفيه مُبتعداً،
سِرتُ للخارج عائداً أدراجيَ للمنزل ..

لرُبما يقع على مينهو اللوم ..
ففي ظُروفٍ أفضل ، لرُبما كان من الجميل أن يكونَ لنا المقهى دفئاً وأماناً عِوضاً عن كونه مسرحاً لجرائم ..

لرُبما كُنّا سُعداءَ بالصُدفةِ التي جمعَت بيننا،
وبِمُعجزة المقهى ومُعجزاتِنا ..

لكِن لقولِ الحقيقة ، لا ألوم جونغ ان البتة ..
فإني أفتقِدُه كذلك ..

ولأن الحظّ لم يعُد يقِفُ مَعنا ..
انتظرنا لأربعة أشهُر حتى تلتها ثمانيةٌ أخرى ..

ولأن الحظّ لم يعُد يقِفُ مَعنا ..
كانَ علينا الانتظارُ لسنتينِ أُخرى ..

- - - -