فتاة غرقت بعشق أحد شباب المدرسة حتى أصبح هو محور كلماتها، أحاديثها عنه ، تفكيرها به ، وقلبها له...
كانت دائماً ما تقص لصديقتها المقربة عن كل شيء يخصه رغم أنها لم تعش قصصها معه ...سنوات عديدة تحبه من بعيد ليس ليدها الجرئة لتعترف له ، وكما ظنت بأنه يبادلها...
أما عن يومي فباتت تعشقهما معاً مِن شدة محادثة لونا عنه
تدعوا لها يومياً بأن لا يكون كل ما تخاله منذ سنين مجرد وهم من نسج مخيلتها العاشقة...تعلقت بهما أصبحت بإنتظار تام ليعترف لها أو لتراهما سوياً حتى أنها فكرت بمكالمته بالأمر فصديقتها تمتلك شخصية ضعيفة لن تقوى على إخباره وكما يبدو بأنه هو ينتظرها أيضاً...
لكن تسائل واحد كان عالق في رأسها ...
لمَ قد يحب طالب سنة أخيرة له شعبية كبيرة في المدرسة وذو حساب إنستاغرام مشهور بعض الشيء
فتاة تصغره سناً لا تكالمه لا يلحظ تعليقاتها أو لربما لا يعرفها.. لمَ لم يبادر بمكالمتها رغم أنه ليس خجول وعرف بمعاكسة الفتيات ؟!!!ورغم تسائلاتها إلا انها تدعوا بأن يصبحا معاً فلن تقوى على رؤية صديقتها محطمة بسببه ...
خرجتا من الفصل بعد إنتهاء الحصة قاصدتان المطعم لتستريحا بعض الشيء قبل إستئناف باقي الحصص...
ترتشف لونا من عصيرها بهدوء لكن مظهر المتصنمة أمامها أرعبها ، تكلمت الأخرى بينما تبعد ناظريها عن ما صدمها لتردف " إنه قادم لمكالمتك "
إختنقت الأخرى بما إرتشفته لتلتف ناظرةً له بغاية تأكيد هويته لمخيلتها ...
إبتسمتا بخفة ولونا تحاول إخفاء إرتباكها بإبتسامة خفيفة
بات على مقربة منهما
عقلها بدأ يألف نصوص حب أو طرق إعتراف قد يتخذها السيد جيون ليعترف لها
والأخرى متلهفة لرؤياهما معاًحتى توقف قربهما ناطقاً بهدوء
" مرحباً كيف الحال؟"أجابتاه بهدوء لتعاود لونا سؤاله عن حاله
فيجيبها بكل هدوء مردفاً " بخير "أبعد ناظريه عنها ليمعن النظر بيومي تحت صدمة الإثنتان ، حتى إبتسم بخفة ليمد لها ورقة صغيرة
ناظرت لونا المتألمة لتمسك الورقة بتردد وتفتحها
العديد من الأرقام جمعت لتكون رقماً يمكن التواصل عبره ...قبل إقفالها للورقة سمعت صوته قائلاً " راسليني "
ناظرته بصدمة وحقد لتضغط على الورقة بغير وعي وقبل أن تنطق بأي شيء تلفظ قائلاً بصوت متباهي
" رقمي ليس مع الكثيرين "تكلمت بحقد قائلة " اللعنة وما شأني برقمك انا "
ابتسم بخفة ليردف " عادةً ما أراسل المعجبات من الإنستا لكن هذه المرة انا المعجب ورقمي هذا مع احبائي فقط "
خشت لونا أن تبكي أمامه بضعف فإستقامت مبتعدة عن المكان أما عنه فغمز للقابعة أمامه وإبتعد ...
لم تقوى لونا على مكالمتها بهذا الأمر ...
لكن يومي إستئنفت قائلة " لن أكالم ذاك الحقير لا تهتمي له أحمق ، لا تحطمي نفسك أرجوك "أخذت الأخرى تجمع شتاتها حتى انهارت باكية بأحضان يومي
" لمَ قد يفعل هذا بي ، لا يحبني ، لا يحبني "مضى يومان على هذا الحال لونا محبطة والأخرى بصدمة من كل شيء ، لمَ قد يفعل شيء كهذا ...
رأت أن بعينا لونا سؤال عجز لسانها عن قوله
لتردف هي بهدوء " لم أكالمه ولن أفعل "إرتبكت الأخرى لتردف " لا يهمني ، لم يعد يهمني "
أرادت الظهور كمن كبريائها في المقدمة ، لكنها لن تنجح أمام صديقة طفولتها ...إبتسمت يومي بخفة لتغير الموضوع بغاية إبعاد إحباط لونا ومحاولةً لن إنسائها الأمر ...
لم يعرف عنها الكثير ، جل ما يعرفه كان بعض الكلمات التي قيلت عنها بساحة المدرسة ، يعلم بأنها شجاعة ودائماً ما تتدخل بأمور أصدقائها مساندةً إياهم ...
كان يراها يومياً في ساحة المدرسة حتى أعجب بها وأصبحت لديه رغبة كبيرة بالتقرب منها ...
إنتظر طيلة اليومان الماضيان أي رسالة تصل من رقم غريب ، لكن لم يحدث ، لم تراسله ...
قرر الإنتظار يوم آخر فقط ومن ثم سيكالمها إن لم تفعل ... صعبة المنال
***
متجهتان للفصل لكن ظهوره أمامهما أوقفهما
رفع حاجباه بإستغراب " لمَ لم تكالميني؟ "
ناظرته بحقد لتردف بغضب " لم يرق لي هذا ، إهتم بمن يحبك ولا تطالب بغيره "كانت على وشك الإبتعاد لكن ضحكته الساخرة أوقفتها
ناظرته لتجده يمعن النظر بتلك التي كانت تعمل مجاهدة لإلهاء نفسها وعدم إيضاح حزنها وإحباطها الظاهران على محياها ...ابعد ناظريه عن لونا معاوداً النظر لصعبة المنال خاصته ومن ثم أردف قائلاً بغرور
" لم أجبر أحدهم على حبي "إبتعدت عنه بكل غضب لتمشي لونا قربها محاولةً عدم الإهتمام لكل ما يحصل...