الجُزء الثاني

136 34 16
                                    

بينما دللتها لمكان دافئ بالمنزل، هممت لتسخين المياة مِن القارورات المعدنية التي أستخدمها لأن مياة الصُنبور لا تصلح للإستخدام الآدمي
أخرجت فنجاني المُفضل ووضعت لها فنجاني الآخر، لا يزورني الكثير من الضيوف لذلك مطبخي مُهمل وفقير الأدوات، مُناسب لعازب بلا معارف مثلي.

صببت الماء حين أعلنت آلة الغلي عن إنتهاء عملها وَوضعت الكوبان على حامل بينما مررت بغرفتي لأخرج لها مُدثرًا عل دمائها تدفئ فحين ساعدتها للنهوض كان جسدها بارد بشكل لا يُصدق.

«آنستي، جلبت لكِ مدثرًا عله يدفئك قليلًا»
تحدثت بعينا في الأرض بينما أمد لها المُدثر ثُم ناولتها كوب الشاي لِتبتسم لي إبتسامة باهتة، كانت ذات شعر أسود طويل وعينا زرقاوتان وبشرة بيضاء كبياض الحليب ترتدي فستانًا زيتيًا بلا أكمام غير مُناسب أبدًا لهذا الفصل، وقد شعرت أن وراءها لغز نظرًا لبطيء خروج حروفها و هيأتها لا أظنها بريطانية أبدًا

«شُكرًا ليام»
همست حينما إستجمعت كلماتها وأستطيع رؤية أن الشاي بيدها وصل لنصف كميته، كيف عرفت إسمي؟

«هل تعرفينّي؟»
سألتها رافعًا حاجبي الايسر بينما أحتسي الشاي الخاص بي بهدوء ظاهري وريبة داخلية

«من يجهل نفسه؟»
نطقت وهرب لرأسي إحتمالين هذه الفتاة مُتتبعة أو تريد شيء مني..

«أستمحيكِ عذرًا؟»
سألتها بهدوئي الظاهري الثابت، ربما إستضافتها كانت فكرة سيئة من البِداية رُبما إعطائها شيء يحميها من البرد وإدارة الخد لها كان الحل الأمثل

«ستعرف لاحقًا أكثر»
قالت بهدوء بينما تحتسي الكمية الأخيرة من كوب شايها

«كيف يمكنني مساعدتك آنستي؟»
سألتها بإقتضاب لم يسبق لي أن عاملت أحد بهذه الطريقة الجافة

«أنا هاربة من بعض الناس، أنت الوحيد الذي تستطيع مساعدتي في هذا الأمر»
تحدثت بينما تتحدث بأريحية كأنما تخبرني أنها جددت لي إشتراك حساب نتفلكس الخاص بي مثلًا

«أولًا إن وجدوكِ سأقع أنا في المشاكل وصدقيني أنا في غنى عن أي نوع من المشاكل، ثانيًا كيف يمكنني مساعدتك بالضبط؟»
كُنت متأكدًا أن تخرج هذه الجملة بلا مشاعر، لا ينقصني مساعدة هاربة عن القانون

«إنظر بجانبك»
كان همسها بهذه الجملة أشبه بحفيف أوراق الأشجار..
لا إراديًا نظرت جانبي وجدت الكتاب الذي يقبع بجانبي والذي أنا مُتأكد مائة بالمائة أنّي رفضت إقتنائه لعلو سعره ..

لمعت جدًا جُملة «الفتاة الورقية» هذه المرة

«هل تؤمن بالعوالم المُوازية؟»
صوبت نظرها تجاهي بينما تضع قدمها اليُمنى فوق اليُسري وتتحدث بثقة جُنديٍ قد أكسب جيشة معركة.

فتاتي الورقية |L.P|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن