الفصل الرّابع {مجرّدُ طِفلٍ}
_____________________
" أنت ستموت في التاسعة عشر من عمرك على كلّ حال! "
"....؟"
هل قلت لطفلٍ في الحادية عشر أنك ستموت للتّو؟
و فور إدراكي لما قلته هززت يداي نافيةً" لقد كنت أقصد لو كنت طفلاً سيئاً ستموت في التاسعة عشر! "
تباً من الواضح أنها كذبة!!
" يا لك من مجنونة يا ڨيرونيكا! " يا إلاهي لقد أخبرني طفلٌ للتو بأنني مجنونة!
" يا أنت! هل تريد الموت؟ " هددّته بأجمل نظرةٍ باردةٍ أملكها، لكنه لم يكلّف نفسه عناء النّظر لي حتى!
" أراهن أنك ستموتين قبلي يا آنسة.. " قالها بسخرية
إنه مخطئ! تماماً! لكن..من يعلم، لديّ سنةٌ لكي أفوز بالرّهان! فأنا في الثامنة عشر حالياً!" حسناً يا إيمل، فلنذهب لمكانٍ آخر"
" حسناً، لكن لن يكون جميلاً هذه المرّة.."
ركبنا العربة منطلقين لمكانٍ ما..و مهما رأيت من جمال الحضارة المصرية لا يمكنني ابعاد عيني! كيف من الممكن أن تكون مصر جميلةً لهذا الحدِّ؟
و أخيراً وصلنا لوجهتنا، و على عكس المتوقع، لم يكن هذا جميلاً البتة!" هؤلاء عبيدٌ صنعو من حديد! يستطيعون فعل أي شيء! بثلاث مئة تبنٍ فقط! هيا إقتربوا! "
" هته الأمة تستطيع أن تعمل جميع أعمال البيت بيومٍ واحد! بسعرٍ زهيدٍ جداً! "
يا إلاهي..لقد كان هؤلاء اللذين يصرخون هم اللذين يبيعون العبيد، و هذا المكان سوق العبيد!
عندما أتذكر أنني كنت لأباع في هذا المكان ! يا إلاهي أشعر بالقشعريرة، لولا مساعدة رع أي لكنت في عداد الهالكين!
" لماذا نحن هنا يا إيمل؟ " سألته غاضبةً
" نحن هنا لأريك أن مصر ليست فقط نساءً جميلات و نهر نيل! اُنظري إلى هؤلاء المساكين! أليسو بشراً أيضاً؟ لماذا يباعون بهذه الطريقة؟ أَ لأن لونهم أسود؟"
كانت نظرات الغضب واضحةً على وجه ذلك الطفل، و لوهلةٍ كان يبدو فرعوناً حقيقياً..
" لكن أنت فرعون! لماذا لا توقفهم؟" سألته بحزن
" رغم كوني فرعوناً، بسبب صغر سني، لا يعاملني الوزراء بجدّية، كما أنه لو تم منع بيع العبيد! سيتمرد الأشراف و العمال! عندها ستسقط الدّولة، لا يمكنني فعل هذا حالياً.."
يا له من كلامٍ بليغٍ ليقوله طفلٌ..يا لك من مسكينٍ يا توت عنخ آمون..
" لا بأس، أنا أعلم أنك ستستطيع أن تنقذ هؤلاء العبيد يوماً! "
نظر إلي بنظرةٍ تفوق عمره و ابتسم " آمل ذلك..!"
بدأنا بالتمشي معاً.. و بدأنا نناقش الكثير من أمور البلاد! رغم أنني فاشلةٌ بالكثير من الأشياء، فالتاريخ و السياسات أمورٌ أجيدها، كما أنني مهتمّةٌ بالطب لذا أنا متفوّقةٌ في هذا المجال، فقبل أن أختار كلية العلوم التاريخية كنت أريد اختيار كليّة الطب!
كما أنه هناك شيءٌ مهمٌ هنا.. لم ألاحظ في البداية أنني أجيد تحدّث هذه اللغة! لقد كنت أتحدّث بطلاقةٍ و أفهم كل ما يقولونه أيضاً! و هذا من الأشياء الغامضة التي حدثت لي مؤخراً!
بعد فترةٍ من الزّمن، عدت مع إيمل إلى القصر، و ذهبت فوراً للإستحمام، لطالما تساءلت لماذا وجدت نفسي في مسبح الفرعون الخاص! من الجيد أنه كان طفلاً! لو كان بالغاً لكان ذلك سيكون في قمّة الإحراج..
لم أتمكن من النوم ليلاً، لذا خرجت لاِستنشاق بعض الهواء.. تمشيت في الحديقة الجميلة و أغمضت عيني و استمعت لصوت البومة..
" هل هذه أنت يا ڨيرونيكا؟" إيه؟ نظرت حولي لأجد أن إيمل أمامي
" ألم تستطع النوم أيضاً يا إيمل؟ "
" إيمل؟ بما أننا في القصر فلتناديني بجلالة الفرعون!"
يا له من طفلٍ متعجرف!
" حسناً يا جلالتك، فلتنادني بجلالة الأميرة إذاً! "
تصلب وجه إيمل! مهلاً هل ظننت أنني سهلةٌ لهذه الدّرجة؟
" حسناً لقد فزتي! فلتنادني إيمل و سأناديك ڨيرونيكا! "
هيهيهي لطيف ~
" اتفقنا! "
" إنّ إسمك غريبٌ حقاً! ڨيرونيكا! "
"حقاً؟ هل أعلمك كيف تكتبه؟ "
" نعم.. " وافق الطفل بحماسة
أخذت عصاً خشبيةً و كتبت في الرمال اِسمي بالإنجليزية Verronicca
أنت تقرأ
𝗧𝗵𝗲 𝘀𝗮𝘃𝗶𝗼𝗿 𝗼𝗳 𝘁𝗵𝗲 𝗣𝗵𝗮𝗿𝗮𝗼𝗵 | مُنقذة الفِرعونْ
Ficción históricaإله مصر، أرجوك إستمعْ لصلواتي.. أيها الإله آتون، أرجوك أنعم عليّ، و إجعلني أعودُ مرّةً أخرى للحياة.. أرجوك أنعم عليّ بالشّجاعة و القوّةِ لأهزم أعدائي مجدداً.. أرجوك يا إلاهي أن تحميَ روحي أثناءَ إِنتقالها للحياةِ الأخرى.. أيّها الإله الأحد، الذي...