the snake //الأفعى

8-

الأعين متسعة بدهشة ثاقبة في مكانها تنتظر تفسير يخمد نار الفضول بداخلها، كان الأمر مشابها عندما تحشر نفسك في حلم جميل وتنسجم تماما مع احداثه إلى أن يأتيك رشق من الماء من اللامكان لتتلاشى لك الرؤيا ويظهر الواقع المريب .

هذا كان تفكير رفائيل عندما رأى تلك الفاتنة الحمراء مستلقية بكل ثقة فوق فراشه كملكة عند يوم تتويجها، أو هي كذلك بالفعل.
لم يعلم مالذي يخفيه ذلك المنظر الملائكي، متغاضيا عن الهالة السوداء حولها وقد أغرق نفسه بعمق في التيهان بسمائها.

"كيف هو السرير؟" سأل بصوت خشن وهو يتجه نحو غرفة ملابسه بهدوء وهو يحارب نفسه في عدم إلقاء نظرة نحو تلك الحورية التي تتخذ من سريره ملجأ لها.

"مريح، يليق بك" أجابته بجرأتها المعتادة وهي تعيد شعرها للخلف وتمسك بأحد الوسائد تحشرها فوق صدرها متكئة علها بكل راحة.

"سعيد لسماع هذا" أجاب من داخل الغرفة بصوت يشوبه بحة خفيفة ليخرج بعد بضع ثوان مناشدا الأسود كرداء له إبتداءا من قميصه المنزلي إلى بنطاله الرياضي الأسود.

" إذا بماذا أدين لك بهذا اللقاء؟"سأل وهو يلقي بنفسه فوق سريره ليحذو بجانبها وهو ينظر لها بتركيز.

إلتفت تنظر له بنفس تركيزه وإبتسامتها الساخرة تعلو محياها
" توبيخ، ربما؟"

عقد حاجبيه بتعجب وثغره اتسع بضحكة طويلة وقد أمال برأسه لها متناغما مع خصلات شعره الترابية التي تتمايل بكل انسيابيه فوق جبينه البض.

"آمل أن فِعلتي ليست بهذا السوء لتخرجي من محيطك متقصدة إياي"
أردف بهدوء وشبح ابتسامة مترسم في محياه وهو ينظر للون شعرها الغجري عن عمد.

رفعت حاجبيها بإستمتاع وهي تقهقه ماسدة على شعرها الأملس "لعلمك ليست كل من تملك شعرا أحمر هي حورية بحر"

ارتفعت وجنتاه يسهب النظر بمن تقبع بجانبه"ربما، قد تكون كذلك"

علت شفتاها بسمة خفيفة لا تعلم سبب ظهورها وهي تردف ناهضة عن السرير بكل خفة ورشاقة" أو قد تكون شيطانة خرجت من جحيمها المستعر باحثة عن ضحية جديدة، من يعلم!"

أبعد بنظره فور أن شعر بنفسه أنه سيخفض رأسه لهالتها السوداء التي بدأت بالظهور وهو قد أقسم أنه شعر بخضوع اللايكن الذي بداخله لحضورها، لقد كانت شيئا مختلفا. ربما كانت حقا شيطانة كما أسبقت الذكر، هذا ما كان يدور في خلده، شيطانة مثيرة المحيا.

أعادت هي بنظرها نحو الشرفة وهي تلمح أن الشمس لا تزال منيرة في فضائها، لترجع بنظرها نحو الملك المستلقي فوق فراشه بحرية يحدق بها بنظراته المعجبة، هي حتما تعلم بإعجابه بها، عدى ان نظراته تفضحه فهي قد تسللت لأفكاره المبعثرة.