ليست دائما النهايات هي النهايه! ، ربما تكون بدايات عظمى !!

25 4 4
                                    

سمعت صوت امرئةٍ في الخارج تصرخ للممرضات و تخبرهم انها يجب ان ترى ابنتها و تطمئن عليها ، خرجتُ فوراً و كما توقعت انها والدة آيه
=يا فندم ممنوع حضرتك تدخلي
- يعني ايه ممنوع دي بنتي
ذهبت إليها فوراً و ربما امدتني رسالة آيه تلك ببعض القوة المصتنعه لأُظهرها لوالدتها التي تحتاج ان ترى تلك القوة.
ذهبت لها و بدأت بالحديث معها و كان ذلك حقاً صعب
= ممكن حضرتك تهدي بس و تيجي نتكلم شويه
- انت مين اصلا و ايه إلي دخلك في الموضوع و تعرفني منين اصلا
= كل ده مش مهم ، مش حضرتك عايزه تشوفي آيه
هدئت نبرتها و تراخت تجاعيد وجهها قليلاً
- اه..
= طيب تعالي و انا هدخلك ليها
جائت معي و كنت اعلم ان المفتاح في يد الدكتوره ثناء اعلم انها ستوافق حتماً إن كان الزائر والدتها
=احنا دلوقتي رايحين لدكتورة ثناء و إن شاء الله هي هدخلنا بس انا عايزك تطمني هي حالتها مستقره و زي الفل اهدي انتِ بس و ادعي الدكتورة توافق
نظرت إليَّ و هزت لي رأسها اننا سنفعل و رأيت في عينيها شيءً لو رأته الدكتورة ثناء لأدخلتها على الفور ...
و حقاً كم غريبون نحن البشر كنت اطمئنها و داخلي لا يصدق ما اقوله كنت اهدءها و انا احتاج ان يهدئني احد كنت اظهر لها قوتاً ليست بداخلي ولكن لأنها امها ربما .. ربما امدني الله القوة التي وهبتها لي آيه برسالتها ربما فقط أُرسلت لي لأَكون قادراً على تصنع القوة تلك التي انا اعكسها لأُمها الأن..

******

اسمع صوت امي ولكن لست قادرتاً على التَّحدُث كلما حولت اخراج صوت لا يخرج و كأنه يأبى أن يسمعه احد ، لا اعلم ما الذي حصل اخر ما اتذكره انني نظرت من نافذة السياره و عُدتُ للتفكير فيه مجدداً و بعدها لا اعلم ماذا حدث لي اين اسماء هل هي بخير اين آدم اين ياسمين بل اين انا !!
شعرت و كانني سمعت صوت آدم ولكن لست متأكده من حقيقه إذا ما كان هو ام لا ، فموأخراً جميع الأصوات صوت آدم
حاولت فتح عيني ربما ارى اي شيء ولكن لا جدو حاولت و في اخر محاولاتي لم ارى سواى خطاٍ فقط لم اقدر على فتح عيني اكثر من ذلك ولم يُطل ذلك لأكثر من ثانيتان ، و اغلقت عيني تمام و استسلمت بعدها للنوم..
******

فوجئنا بأن دكتورة ثناء كانت بالفعل تنتظر والدة آيه لتدخلها و لتخبرها عن حالت آيه و كيف انها تتحسن يوماً بعد يوم
و حاولت ان انتهز الفرصه و احاول الدخول معهم لأرى آيه و الجدير بالذكر ان الدكتورة ثناء وافقت و حقاً لم اتوقع ان تفعل..
دحلنا لنطمئن عليها و لم افهم اي شيءٍ من الأجهزة المعلقة تلك ولكن رؤيتها هامدتاً هكذا ألمتني كثيراً..
تتحدث الدكتورة ولكن انا لا أُبالي بما تقوله حقا اقول فقط ما يجعلها تظن انني معها و انظر لها مراراً و تكراراً لحظات و اعود لِنَّظر لآيه ثانيتا و قبل ان نخرج بلحظات شعرت ان جفنها قد تحرك ولكن لم اتحدث انا متأكد ولكن ربما تحتاج للراحة الآن و نحن لا نريد ازعاجها لأن هذا يوأثِر على حالتها الصحيه ايضا بالبطبع هذا كلام دكتورة ثناء و لا يجب ان اتصرف عكس ذلك امامها و إلا فأنا أُضحي بفرصة رؤيتي لآيه مرتاً أخرى..
خرجنا و عزمت بداخلي انني يجب ان اتي هنا بمفردي قريبا ، قريبا جدا

*******
ربما ما لم تُكمله امي ان جميع تلك الأبواب توأدي إلى النهايه ، نهايتك يا عزيزي ، و لكن لم تكن نهايتي قد جائت بعد بل لم تكن حتى قد اقتربت على عكس ما ظن البعض..

اشعر به.. جائني باكياً اسمع صوته و اشعر بدموعه و هي تهطل على قلبي لتلقي بهِ غارقاً بين اوردته..
من قال ان الرجال لا تبكي ؟!..
بكى اعظم الحلق صلى الله عليه و سلم حين فقد و قال فيما معناه ان العين لتدمع و القلب ليحزن و إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزُنون
حزن قلب اعظم الحلق صلى الله عليه وسلم فمن نحن لكي لا تحزن قلوبنا و لا تدمع أعيننا ، نحن بشر و سنحزن و سنبكي و سنفرح و ستتقلب قلوبنا فذلك هو عملها "التَّقَلُب" و لذلك سُميت قلوب..
ولكن ألَمَني انهُ يبكي و لا استطيع احتضانه ، و لا اقدر على ان اطمئنه ، ولكن اشعر به انهُ على بُعد خمس سانتي فقط من يدي

صوتي لا يخرج و عيني لا يتجرك جفنها ، قلبي ينبض له ولكنه ليس قريباً كفايه ليسمعه ، حاولت ان اتحدث و لا جدوى.. اهمدتُ جسدي ، استجمعت قِواي و بدئتُ في تحريك يدي انها ثقيلةٌ جداً..
احاول فتح عيني شيءً فشيءً ...

لو ينظر لي فقط بدلاً من انه يضع رئسه على السرير..

لم يتوقف عن محادثتي كان يبكي قلبي من كلامه و عيني كذلك ، ولكنه لا يراني
حركت يدي و أخيراً وصلت إليه..
رفع رأسه فزعاً و نظر لي في عيني التي قد سالت منها الدموع و فقد هو ايضا القدرة على الكلام و تحدثة اعيننا وقالت الكثير.
*******

بس كده خلصت الحكاية ، يلا بقى زي ما وعدتوني تحشو تنامو
يا ماما كمللنا بقى لو سمحتي
اكملكو ايه بس نامو دلوقتي و بكره نشوف موضع التكمله ده
يا ماما بقىىى.. طب و بعد بابا قالك ايه
مقالش حاجه فضل ساكت
طب و انتِ
انا نممتت زي ما انتوا هتعملو كده دلوقتي و إلااا
لا لا خلاص خلاص هنام اهو
تعالت اصوات ضحكاتهم و بعدها خلدوا لننوم..
في الحقيقه لم اخبرهم القصة كامله ولكن فعلت لكم.. اخبرتكم كل شيء كل ما شعرت به و مررت به اخبرتكم كل ما اراد قلبي قوله
ولكن..
لم تنتهي القصه ابدا ربما هي تبتدي ! فقط انتهى ما لدي لأحكيه فيها .. و بداء ما لديك .. كما لم تنتهي اي قصه قرئتها من قبل و اذا فكرت قليلا في بعض الأحداث ستجد نفسك تبداء من جديد . تبداء من تلك النهايه ! او التي نظنها كذلك !
لا اعتقد ابدا ان نهاية الحياه تكون بالموت .. اعتقد ان الموت هو البدايه الحقيقيه للحياه ! .. كذلك قصتي يا عزيزي و كل ما قرءت من قبل ، لم تنتهي عند اخر صفحه .. على العكس لقد كانت تبداء ! انت فقط اغلقت الكتاب و شعرت بالحزن ولكن تذكر دائما هناك المزيد.

تمت بحمد الله

دقَّ عقلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن