الحلقة السابعة و العشرون
جالس على السرير الوحيد في تلك الغرفة الصغيرة، بعدما فرغت من استحمامي و صلاتي ، أمسك بيدي محفظتي و أعد نقودي..
ليس لدي سوى مبلغ ضئيل لا يكفي لتوفير مأوى آخر أو طعام لنا و لفترة لا يعلم بها إلا الله..
أشعر بخجل شديد من نفسي إذ جئت بعائلتي إلى هنا ، و رغم أن عائلة إلياس هي عائلة طيبة كريمة لأبعد الحدود إلا أن وجودنا لا يجب أن يطول..
علي التصرف بشكل من الأشكال...
دانة واقفة أمام المرآة ، ثم تلتفت إلي و تراقبني دون أن اهتم لها ، ثم تسألني بقلق :
" ماذا سنفعل ؟؟ "
أفكر بعمق، و بصمت .. و في عجز عن إيجاد حل مناسب.. فقد احترق بيتنا بما حوى.. و نحن الآن مشردون و حفاة معدمون..
تكرر دانة سؤالها :
" وليد ماذا سنفعل ؟؟ "
ارفع بصري إليها ، و أرفع حاجبي ّ و أقوّس فمي للأسفل.. ماذا سنفعل ؟؟
رغد كانت في دورة المياه..
اقتربت مني دانة و قالت :
" نوّار و عائلته سيغادرون البلدة "
و صمتت... و ظلت تراقبيني قليلا ثم قالت :
" و يريدون أخذي معهم "
تغيرت تعبيرات وجهي و قلت باضطراب :
" ماذا ؟؟ "
قالت بتردد :
" إنه نوّار... يريد أن .. يبعدني عن البلدة و الخطر .. "
قلت :
" و الزفاف ؟؟ "
تنهّدت دانة و قالت :
" الزفاف ؟؟ احترق مع فستانه ! "
ثم أخذت تبكي...
و يحق لها أن تبكي بمرارة.. و هي العروس التي كانت تعد لزفافها المرتقب بعد أيام فقط..
شعرت بقهر و غيظ في داخلي فوقفت و أحطتها بذراعي ّ محاولا مواساتها..