الجزء 36 {2}

4.1K 171 6
                                    

الحلقة السادسة والثلاثون الجزء 2

" بالطبع رغد ! أي سؤال هذا ؟؟ "

لم أتمالك نفسي و هتفت بقوّة :

" كذّاب "

تفاجأ وليد من كلمتي القاسية ... و امتقع وجهه ... ثم إنه قال :

" رغد ! ... هل لا أخبرتني ... ما بك ؟؟ "

اندفعت قائلة :

" لو كان يهمك أمري ... ما خرجت و تركتني وحيدة في مكان موحش ! "

" وحيدة ؟ بالله عليك ! لقد كانت أروى و الخالة معك ! "

" لا شأن لي بأي منهما . كيف تجرؤ على الخروج دون إعلامي ! كيف تتركني وحيدة هنا ؟ "

" و أين يمكنني تركك يا رغد إذن ؟؟ "

اشتططت غضبا و قلت :

" إن كان عليك تركي في مكان ما ، فكان أجدر بك تركي في بيت خالتي . مع من أحبهم و يحبونني و يهتمون لأمري ... لماذا أحضرتني معك إلى هنا ؟؟ ما دمت غير قادر على رعايتي كما يجب ؟؟ " 

 

تنهّد وليد بنفاذ صبر ...

ثم قال :

" حسنا.. أنا آسف... لم أشأ أن أوقظك لأخبرك بأني سأخرج . لكن يا رغد ... هذا سيتكرر كثيرا ... ففي كل يوم سأذهب لمتابعة إجراءات استلام إرث أروى ... "

أروى ... أروى ... أروى ...

إنني بت أكره حتى حروف اسمها ... 

حينما رأيتها البارحة في غرفة وليد ... و جالسة بذلك الوضع الحر ... على سريره ... و نافشة شعرها بكل أحقية ... و ربما كان وليد يجلس قربها مباشرة قبل أن أفسد عليهما خلوتهما ... حينما أتذكر ذلك ... أتعرفون كيف أشعر ؟؟؟

نفس شعور الليمونة الصغيرة حينما تعصر قهرا بين الأصابع !

أشحت بوجهي عن وليد ... و أوليته ظهري ... أردته أن ينصرف ... فأنا حانقة عليه جدا و سأنفجر فيما لو بقي معي دقيقة أخرى بعد ...

وليد للأسف لم ينصرف ... بل اقترب أكثر و قال مغيرا الحديث :

" لقد أحضرت طعام الغداء من أحد المطاعم . هلمّي بنا لنتناوله "

قلت بعصبية : 

" لا أريد ! اذهب و استمتع بوجبتك مع خطيبتك الغالية و أمها "

" رغد ! "

التفت ّ إلى وليد الآن و صرخت :

" حل عنّي يا وليد الآن ... أرجوك " 

و هنا شاهدت أروى مقبلة نحونا... عندما لمح وليد نظراتي تبتعد إلى ما ورائه ، استدار فشاهد أروى مقبلة .... 

و أروى ، طبعا بكل بساطة تتجول في المنزل بحرية و بلا قيود ... أو حجاب مثلي !

قالت :

" رتبنا المائدة ! هيا للغداء "

التفت إلي وليد و قال :

" هيا صغيرتي ... أعدك بألا يتكرر ذلك ثانية "

صرخت بغضب :

" كذّاب "

حقيقة ... كنت منزعجة حد الجنون ... !

على غير توقّع ، فوجئنا بأروى تقول :

" كيف تجرؤين ! ألا تحترمين ولي أمرك ؟ كيف تصرخين بوجهه و تشتمينه هكذا ؟ أنت ِ فتاة سيئة الأخلاق "

صعقت للجملة التي تفوهت بها أروى ، بل إن وليد نفسه كان مصعوقا ...

قال بدهشة :

" أروى !! ما الذي تقولينه ؟؟ "

أروى نظرت إلى وليد بانزعاج و ضيق صدر و قالت :

" نعم يا وليد ألا ترى كيف تخاطبك ؟ إنها لا تحترمك رغم كل ما تفعل لأجلها ! و لا تحترم أحدا ... و لا أنا لا أسمح لأحد بأن يهين خطيبي العزيز مهما كان " 

قالت هذا ... ثم التفتت إلي ّ أنا و تابعت :

" يجب أن تقفي عند حدّك يا رغد ... و تتخلي عن أفعالك المراهقة السخيفة هذه ... و تعرفي كيف تعاملين رجلا مسؤولا يكرّس جهوده ليكون أبا حنونا لفتاة متدللة لا تقدّر جهود الآخرين ! "

" أروى ! "

هتف وليد بانفعال ... و هو يحدّق بها ... فرّدت :

" الحقيقة يا عزيزي ... كما ندركها جميعا ... "

التفت وليد نحوي ... ربما ليقرأ ملامح وجهي بعد هذه الصدمة ... أو ربّما ... ليظهر أمام عيني هاتفه المحمول في يده ... و أنقض عليه بدون شعور ... و أرفعه في يدي لأقصى حد ... و أرميه بكل قوّتي و عنفي ... نحو ذلك الوجه الجميل الأشقر .... ! 

رواية انت لي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن