الحلقة الثالثة و الاربعون الجزء 1
مـــــن حبيبتك؟؟
الساعه الثالثه إلا عشر دقائق عصراً أفقت من النوم مفزوعا على صوت رنين هاتفي.
تناولت الهاتف بسرعه وأنا استرجع وعيي فجأه واتذكر رغد وما ألم بها أجبت بقلق: نعم هذا أنا". وسمعت صوت رغد يحدثني من الطرف الآخر: مرحبا وليد. هل كنت نائما؟" قلت: نعم رغد هل انت بخير؟ قالت: "أجل. اتصلت مرتين ولم ترد! كنت أريد أن أطلب منك جلب بعض حاجياتي معك. متى ستأتي؟"" ألقيت نظرة على ساعة الحائط ثم قلت: "بعد ساعة من الآن. لقد استغرقت في النوم ولم أحس بشي. أنا أسف. ماذا أجلب معي؟" وذكرت لي عدة أشياء تلزمها... وإن كان (الحذاء) من بينها! لم ألتق بأروى خلال تلك الساعة ولم أسمع ردا حين طرقت باب غرفتها لأعلمها بانصرافي.. وذهبت إلى المستشفى وأنا أحمل باقة من الزهور الجميلة وعلبة شوكولا كبيرة بالإضافة إلى حاجيات رغد.. عندما وقعت أنظاري عليها للوهلة الأولى شعرت براحة.. إذ أنها بدت بحالة أفضل وعاد لون الحياة إلى وجهها بعد الشحوب. كما أنها سرت بباقة الزهزر وشكرتني عليها. أقللت خالتي إلى المنزل وعدت سريعا إلى رغد حيث قضيت معها ساعات الزياره..
تخلل تلك الساعات فترة العشاء وقد قمت بنفسي بتشجيع ومساعدة رغد على تناول الطعام. تجابها معي طمأنني إلى أنها تجاوزت مرحلة الانهيار النفسي وتقبلت لحد ما وضعها الحالي. هاذا إضافة إلى أن كلام الطبيب منحني المزيد من الطمأنينة على وضعها هذا اليوم. بعد أن أنهت عشائها بدا عليها بعض الشرود والتوتر ... وأنا أعرف صغيرتي حين يشغل بالها شيء.. سألتها: " أهناك شيء يا رغد؟" نظرت إلي وفي عينيها التردد ولمحت أصابع يدها السليمه تتحرك باضطراب. وكأنها تود قول شيء تخشاه. قلت مشجعا: "خير صغيرتي؟؟ ماذا يزعجك؟ قالت بعد تردد: "ماذا قالت لك؟" نظرت إليها مستنتجا ما تعنيه. كانت الإشارة إلى أروى طبعا. الاهتمام كان جليا على وجهها. رددت عليها: "لاشيء" فسألت: لاشي؟ فوضحت: "أعني أنني لم أتحدث معها بعد. حقيقة لم أجد الوقت لذلك. كنت نائما طوال الساعات. تلاشى جزء من توتر رغد وسكنت أصابعها ولكنها لم تزل مشغولة البال. قلت: "أهناك شيء تودين قوله لي يا رغد؟ اضطربت وأجابت: " لا. لكن..." "لكن ماذا؟" "لاتتصغ لما تدعيه هي علي... إنها تكرهني". وقد قالتها بانفعال فقلت: "لا أحد يكرهك يا رغد. فردت بانفعال أكثر: "بل تكرهني.., وتعتبرني عالة عليك وعلى ثروتها.. وحتى على منزلنا". قلت نافيا: "غير صحيح يارغد... أروى ليست من هذا النوع". قالت بعصبيه: "قلت لك لا أريد سماع أسمها... لماذا تدافع عنها؟ ألم ترَ مافعلت بي؟؟ أنت لم تسمع ماقالته لي". أحسست بأن أي شراره قد تشعل حريقا فظيعا... فأردت تدارك الأمر وقلت: "لاتلقي بالا لشيء الآن. سنناقش المشكلة بعد خروجك سالمة إن شاءالله". هدأت رغد وقرأت الرضا والامتنان على قسمات وجهها,ألحقتهما بابتسامة بسيطة بكلمة: "شكرا على تفهمك". ابتسامتها السطحية هذه أدت مفعولها وأشعرتني بتيار من الراحة... أما جملتها التالية فأطلقت قلبي محلقا في السماء... "أنت طيب جدا... أثق بك كثيرا يا وليد". غمرتني نشوى دخيلةٌ على الظروف والحال اللذين نمر بهما ... وأطلقت زفرة ارتياح وسرور من أعماق صدري... وانقضت ساعات الزيارة وذهبت إلى المنزل مرتاح البال زمتهلل الوجه لحد ملحوظ... ثماصطحبت الخالة ليندا إلى المستشفى لتبقى مع رغد طوال الليل...