جلستُ بجانبه فنظر إليّ و قال:
ـ ما أشوف داعي للتدريب اليوم، بس اذا تردين عادي.
هززتُ رأسي وقلت:
ـ لا.. أصلا ما راح أكدر أركز.
عقد جبينه باستغراب:
ـ ليش؟
تنهدت و أطرقتُ برأسي إلى الأرض:
ـ مشغول بالي بأمي.. ما أعرف شلون احجيلها عن روحتي للجبهة و شلون أقنعها..
ـ لسه ما كايلتلها؟
هززتُ رأسي بالنفي.. فقال:
ـ معناتها مهتمج هالثلاث أيام تقنعيها.
ـ أحسها مهمة مستحيلة..
ـ صعبة، بس مو مستحيلة، راح تفهم ان ماكو مجال للتراجع، بس حاولي تخففين عنها، مثلا تحجيلها عن علاقتج القوية بالجنود و اهتمامهم بيج، يمكن تطمن أكثر.
ـ يعني عادي تعرف بيكم تدرون؟
رفع حاجبيه مستغرباً:
ـ ما تعرف؟
ـ لا.. ما حجيت.. خفت هالشي يأثر عليكم..
لانت معالمه و قال:
ـ لو تهتمين بنفسج بكد ما تهتمين بغيرج جان ما انحطيتي بهالمواقف، عادي احجيلها اذا هالشي يريح بالها.
ـ ماشي.. و انته.. حجيت لأهلك؟
ـ من زمان.
ـ شنو رأيهم بالموضوع؟
ـ هو مو شي جديد عليهم حتى يعترضون، بس أمي شايله هم أكثر من اللازم، بلكت زيارتي الهم تهدأها.
قلتُ بفضول:
ـ أبد.. ما حاجيلي عن أهلك..
ابتسم وقال:
ـ تعذريني، نسيت ان البنات يحبن هالسوالف.
شعرتُ بالإحراج فقال بنبرة ليّنة و كأنه يحاول التخفيف من إحراجي:
ـ احنه ثلاث ولد و ثلاث بنات، بس اني الوحيد الباقي من اخواني، ثنين من اخواتي متزوجات و وحدة بعدها ملتهية بدراستها.
ـ أ.. اخوانك جانوا متزوجين؟
ـ الجبير اي، و عنده طفلين.
حزنتُ لأمرهما فقال:
ـ بس الحمد لله أبويه ما مقصر وياهم وما محسسهم بغياب أبوهم، و هم خوالهم كايمين بالواجب.
ـ الحمد لله.. زين و انته.. شعجب ما متزوج؟
نظر إليّ و قال بابتسامة:
ـ منو كال ما متزوج؟
سألته بصدمة:
ـ متزوج؟؟