[Αρχιτέκτονες της Αθήνας]
|
يتَصاعد زخمُ المدينة للسماء تصاحبا و العرق، الضحكات المتَداخلة للمارة، و رفاتِ الذكريات المُسكّرة.
يراقبهُم شريدا..
يغدون و يروحون عبر الطَريق الحجري، يملئهُم الشعور و رائحة الحَياة تتشعّب عبر تضاريس المدينة.
الماء الذي جادَ به الرّب لهذه الأرض يبدُو مختنقا بذَاته في الجَانب الآخر هناك،
حيثُ يطلُّ المسطح المائي.روح الصيفِ تمتصّه رويدا كمَا امتصت منه هذه المنحوتَة الفرح.
قد طلبَها منه السيد فينسنت، رجُل الأعمال ذائع الصيتِ، وفير المال.
أو بالمعنَى الحرفي: طلبَها من ميدوسا،
نحّات اليونان الأول، غامضَ المعالم و العِرف.أخفَى جسده عاري السقفِ و الملطّخ بالطين عندمَا انتبَهت نادلة المطعَم المقابل لحلُول كيانهِ في النافذة.
هذا الطقسُ المقدّس الذي يقوم به كلّما ضربت الأفكار رأسه بجدران الورشة طوبة طوبة، عبرَ رطوبة الطين، الأزَاميل و أعمدة الخَشب الداعمة.
أدخلَ سيجارته قبلَ باقي الجسد و عاد للورَاء.
كانت تماثيله الغير منتهية على الجوانب تنتَظر لمسة من عاشقها تصقُل روحَها للوجود.
صفّها بعشوائية تنَاسبُه، و الوسطُ تركه لها.
تمثَال السيد فينسنت الذي سيكُون أكبر تحدي له، ففي جلسَة سمرٍ بإحدى حفلات كبار الشخصيات ذويقِي الفن.
ظنَّ السيد فينسنت بعد عدّة كؤوس لاذعة من الشامبانيا، أنَّ اقتراحَ صناعة تمثَال للميدوسَا من النحات "ميدوسا" سيكُون مثيرا للإهتِمام.
حيثُ الأخيرة ستكُون مزيجا من الشخصية الأسطُورية المعروفَة في مدينة أثينا.
و المخلُوق البحري الرخويُّ الغامض،
كصاحب الإسم.كانَ النحات المعني-ميدوسا-
يعلم أن الأغنيَاء ينفقُون تملُّقَ السماتِ المتعالية حتى يُفلسَ حسّهم الفني الفطري.لكنه لَم يظنّ أن ذاكَ سيؤثر في مستواهُم الفكري أيضا فيغدُون مخلوقاتٍ متفسّخة عن البشر، تافهة.
ابتَسم للصخرة التي لم يُنجز منها سوى القليل، و أشعَل سيجارة أخرى يقتُلها بين شفتيه الغضّتين التي باتت تميل للقتامَة بسبب شراهة تدخينه مؤخرا.
أنت تقرأ
༽ ميدوسا: شريدٌ جوفَ تمثاله.
Romance• إلمسي الميدوسَا، و ستتحوّلُ لتمثَال. ثمّ حطّمي عظامِي بلمسَة يداكِ. قنديلُ بحر دونَ عينان. و أنا الميدُوسا. قنديل البحر الجَميل. وُلدت في [23/07/2020] نُشرَت في [04/08/2020] تمّت في [... ] _ الدورُ الرئيسي لنوڤالي آسپاين. إليثيان تارتاروس...