39~جُولْيَانَتِي...لَا تَبْكِي

1.4K 105 363
                                    

قراءة ممتعة💛

﴿سَكَتْنَا وَلَكِنَّ الْعُيُونَ نَوَاطِقْ، أَرَقُّ حَدِيثٍ مَا الْعُيُونُ بِهِ تَشْدُوا﴾

- إيليا أبوماضي.

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

في رواقٍ أنواره خافتة، تفوح منه رائحة المعقمات، ولا يشوب بياضه عدا كراسي الإنتظار.

تجلس عائلة، أصدقاء، وكل من هم مقربون.

ملامحهم يكسوها القلق، وقد بدى جلياً الأرق على محياهم من كثرة الإنتظار.

يعدّون الثواني في صمت، وينتظرون خروج الأطباء بلهفةٍ جامحة.

حدّقت ايرين في مَن حولها وأخيراً بعد أن كانت تغلق جفنيها مخفيةً عيناها الذابلتان والقلقتان على محبوبها.

رأت السيد جينهو يربت على كف زوجته الواهنة، أما إبنه الأكبر فهو لم يكف عن الذهاب والإياب أمام غرفة العمليات، وإبنته الصغرى قد غفت وسط دموع خوفها على مصير شقيقها الأوسط.

والبقية...حالهم لم يكن أفضل.

شعرت كما لو أنّ الهواء خاصم رئتيها لرؤيتهم بهذا الشكل، فإستقامت حتى تختلي بنفسها قليلاً.

جرّت خطواتها المثقلة وصولاً لحديقة المستشفى، جلست على أحد المقاعد متجاهلةً الصقيع القاتل وظلام الليل الحالك.

مخائلها إتشحت بالذبول، فتمسى كمن فقدت روحها وصارت جثةً هامدة.

وعلى حين غرة، طالعت السماء، فلمحت نجمةً لامعة جميلة.

إبتسمت بحزن وخاطبتها برجاء:
- إن كنتِ يا خالتي تراقبينني من السماء، فأتوسلكِ أن ترددي دعواتكِ من أجله...إنه بحاجتك.

وحالما أشاحت نظراتها عن السماء، رأت فتاةً شابة من خلف الجدار الزجاجي للمستشفى...لقد كانت كفيفة!

تهتدي بعصاها لمعرفة طريقها، بينما يعشوا الظلامُ على مرآها.

لوهلةٍ تخيلتها تايهيونغ! فإنسابت دمعةٌ يتيمة من محجريها.

وما هي سوى لحظاتٍ من الصمت، حتى آنس دموعها صوت البكاء...لقد بكت، ولم تستطع كبح نفسها.

ضعفها جعلها تمقت نفسها، لأنها لم تفي بوعدها له.

وعدته أن تثق به، وعدته أن تكون قوية، وعدته ووعدته ولكن ما من شيءٍ وفت به!

سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ || The Fall Of Masksحيث تعيش القصص. اكتشف الآن