البارت الثامن

3 0 0
                                    

: افتحي الباب انا جنب البيت ....
كانت تتحدث معه بالهاتف ....فقالت بدهشة : شنوووو !! انت جادي!!؟
رد عليها بتأكيد : والله جادي ..وان شاءالله ماراجع مااالم اشوفك ...واضاف بهمس اجش : ياخي مشتااااااااااق ..ارحميني .
ابتسمت بخجل وكأنه يراها وقالت بقلق وتوتر : كيمو بلييييز امشي وبكرة ح اشوفك ان شاءالله...ناس امي لسة مانامو ..
فقال بيأس ظهر في صوته : . يعني انا لي ٣ ايام ماشفتك  وماح اقدر انوم وانا عارف انو فاصل بيني وبين شوفتك حيطة بس  ... اهون عليكى ياقلبي !!
همست له بعشق ومن دون شعور   : يهون عمري ولاتهون انت !!
تأوه بوله ثم قال بحزم : دودي افتحي الباب انا جاييكم والله لا يعوقني في بشر
ضحكت برقة اذابته ..ثم قالت وهي تعلم بأنه مجنون وسيفعلها :  طيب  خلاص ..بشوف طريقة واطلع ليك !! 
فقال بتأكيد : منتظرك !!..
بعد معاناة من جهة والدتها فقد اغرقتها بالاسئلة وبعد ترجي وتوسل استطاعت الخروج له ...
كان يقف بجانب سيارته وفي يده سبحة بلون ابيض كانت قد اهدته له في مرة من المرات ...ومنذ ذلك الوقت وهذه السبحة تلازمه كظله ..
ابتسمت بحب وهي ترى مدى الارهاق المرسوم على وجهه ومع ذلك أتى اليها ..
رفع رأسه عندما احس بوجودها  ..فأبتسم بشوق وهو يمد يده اليها لكي تقترب ....
تقدمت بإستحياء ..سالمها ولم يترك يدها وقال بهمس اجش.: لو ضميتك لصدري فيها حاجة !!.
جحظت عينيها بخوف وارادت الابتعاد ولكنه اجبرها على المكوث بجانبه وهو يضحك بخفوت ثم قال : ماتخافي  ما حاعملها لو مابقيتي حلالي .....ثم اضاف بترجي : بس لو رضيتي اني أجي ازوركم واتكلم مع امك كان ارتحت شوية ...
كان منذ ايام يحاول معها لكي يلاقي امها ويخبرها بأنه يريد خطبتها ..وفور موافقة والدتها سيحضر اهله ..ولكنها رفضت بحجة ان الوقت مازال مبكرا ...بيد ان في الحقيقة هناك احد تقدم لخطبتها وهي رفضت ولم تخبر كمال بذلك لعلمها بردة فعله ... ولكنها قررت واليحدث مايحدث ...
قالت له : تمام ..تعال ...
اتسعت عينيه ثم قال بإستغراب : شنووو !! اجي اجي ولا بتطمني فيني ساي ...
اجابته بتأكيد وخجل : لا والله ....تعال واهلا بيك في اي وقت ...
الفرحة لم تسعه بهذا الخبر وبدأ يدور حول نفسه وهو لايعرف كيف يعبر عن سعادته ...فوقف ونظر اليها وهو يقول بفرحة  : ممكن اضمك !!
انفجرت في الضحك وهزت برأسها رافضة ..وهي تدعو الله من كل قلبها ان تدوم هذه الفرحة الى الأبد ويكتب لهما النصيب الذي يتمنوه !!    
                             *************
:: انتي تعالي هنا سياف مالو الايام دي معاك !؟
كان سؤالا وجهته سارة اليها ..عندما رأت اهتمام اخيها الغريب بها ..فهذا الطبع غريب عليه ..ولكن مااكتشفته جنان خلال الايام السابقة عنه بأنه يغلّف حنيته بالقسوة ..ويهتم بكل احبائه ...حتى والدته والتى الى الان لم اعرف سبب  قسوته عليها ..يهتم بها ولكن في الخفاء ..كان دايما يسأل ريتا اذا اخذت حبوب الضغط ويذكرها دوما بأن لاتكثر لها الملح في اكلها ...
وانتهزت جنان تلك الواقعة التي اصابت يدها وجانبها الايمن في استغلاله .....
قبل اياااااام :
:يلااجهزي عشان نمشي المستشفى ...
فقالت بإعتراض وهي تجلس في منتصف السرير : بس انا مااكلت حاجة !!؟
نظر اليها بغيظ وسأل : ليه ماطلبتي من ريتا !؟
ردت عليه بحدة : طلبت بس ماقدرت آكل بسبب يدي ..
نظر الى الطاولة التي بجانب السرير ووجد فعلا الطعام هناك ...
فأقترح عليها قائلا : آكلي بإيدك التانية ...اعتقد مافيها حاجة ...
اتسعت عيناها بتعجب وقالت بإعتراض كالاطفال : بس الشيطان بياكل معاي !!
رمش بعينيه لثانية وهو يريد ان يستوعب ماتفوهت ..ثم سألها بحيرة وهو يقترب منها ويأخذ صينية الطعام ليبدأ بإطعامها : قلتي لي عمرك كم !؟
ابتسمت ببراءة وقالت : ٢٥ ...
هز رأسه بيأس ... وبدأ في اطعامها مما تختاره ...
كانت تتدلل عليه ..ولاول مرة في حياته يرضخ سياف لطلب احد ...ف حتى مع أروى وبالرغم من حبه لها قبل الزواج الا انه كان يمقت دلعها ولا يستسيغه لانه مصطنع ... اما مع جنان فالامر مختلف ف تصرفاتها كانت كالاطفال ، في طريقة حديثها واكلها حتى في غضبها كانت تشبههم وقد وجد سياف متعة كبيرة في مراقبتها !!
                               ************
طرقت باب مكتبه ودخلت عليه وهي في قمة غضبها ...
رفع راسه فرآها ..سألها قائلا ببرود : اهلا يادكتورة خديجة في حاجة ....
وكأن بسؤاله هذا اجج النيران بداخلها فقد هدرت فيه بغضب قائلة : وكمان بتسأل !!؟  لا انا بس عايزة افهم ..انت جبت الثقة دي كلها من وين عشان تجي تتقدم لي من غير ما تاخد رأي !!...
اتكأ على كرسيه وهو يحدق بها بتمعن ثم قال وبنفس بروده :  وانتي ح ترفضي ليه !! انا والحمدلله راجل ماناقصني حاجة  ..حبيت اتزوج وجيت على طول دقيت باب بيتكم !!
عقدت حاجبيها بتعجب ثم استشاطت فيه بحنق : انت جاي تتزوج  بهيمة ..مالمفروض صاحبة الشأن واللي هي انا تكون عارف هي موافقة بيك ولا لا ...
وضع ذراعيه على المنضدة وقال بكل جدية حيرتها : تمام نحنا فيها ....انتي موافقة مش ....
لم تعرف بما تجيبه فقد اختفت كل الكلمات من رأسها بسبب غضبها وانزعاجها من طريقة كلامه....ف بدأت تتلفت حولها لعلها تجد شيئا يساعدها ...
وكأنه قرأ افكارها فقال محذرا : اياكي ...نحنا في مشتشفى وانا مديرك ...ولو عملتي البتفكري فيهو دا ما ح ارحمك ....
جحظت عينيها وقالت وقد ظهرت عروق وجهها من شدة الغضب : وكمان بتهددني !! ..على العموم الحمدلله انو بابا ماوافق ..لانو صدقني لو كان وافق كان انا الما ح ارحمك ...
وخرجت وهي تغلق الباب خلفها بقوة .....اما ذاك فعاد واتكأ مرة اخرى على كرسيه وهو ينظر الى أثر خروجها وعلي شفتيه تعلو ابتسامة وعيد ومُكر .....
                          **************
: روعة الريس بيناديكي !!
سألتها روعة بقلق : ليه ..في شنو !!
ضحكت سهى وهي تقول لها : ومالك  مخلوعة كدا ...امشي ليهو وانتي ح تفهمي ....
كشرت روعة وجهها وهي تقول لصديقتها : غياظة .. اصلا لمن امشي ليهو ح افهم...بس انا كنت عايزة اعرف منك قبل ماادخل عشان ما اتفاجئ ...
فأكدت لها تلك بهدوء : والله ما عارفة هو بس طلب مني اناديكي وما قال السبب ....
هزت روعة براسها ايجابا وهي تحمل خطواتها نحو مكتب مديرها ....
دخلت عليه وهو يتحدث بالهاتف فأشار اليها بأن تجلس ...
: ايوا اللونو برتقالي دا ..كدى قولي لي مكتوب عليهو شنو !؟
: بس ياهو زاتو ..اديها منو جرعتين ..المقدار انا كاتبو ليكي في الورقة ...
: خلاص تمام ...يلا في أمان الله..
أغلق الهاتف ..ثم وضع يديه على رأسه بهم ووجع وهو يأخذ نفسا عميقا ...
انقبض قلبها فور رؤيتها له على هذا الشكل تمنت لو كانت تستطيع  التخفيف عنه بأي طريقة ولكن مابيدها حيلة سوى المراقبة ...
رفع راسه عندما تذكر وجودها معه ...
فقال معتذرا : معليش ياروعة بس اليومين ديل اموري كلها جايطة ....
اومأت براسها وهي تتقبل أعتذاره بصدر رحب وقالت بهدوء : مامشكلة خد وقتك !!
اخذ بعض من الاوراق التي بجانبه ومررها لها وهو يقول بعملية : ح تمشي ل شركة ايجل ح تخليهم يمضو على العقود دي وتجيبيها هنا ...ثم اعطاها مفتاح الخزنة  واضاف : تختيها في الخزنة ..تاني شئ انا ح اسافر لمدة اسبوع بنتي شوية عيانة وعايز امشي اشوف ليها علاج برا...
حزنت لأجله ولاجل ابنته وقالت بأسى : سلامتها وان شاءالله تمشو وتجو مبسوطين ومعافين ...
ابتسم بإمتنان لموآساتها وقال بهدوء : ان شاءالله ..تسلمي ..المهم اني ح اخلي الشركة في عهدتك ..انا مابثق في زول غيرك ..علاء ومحمد كويسين بس ما في مستواكي . هما ح يساعدوكي اكيد...وانا ح اكون معاكي بالتلفون..تمام ...
اخذت الملف وقالت وهي تستعد للخروج : ان شاءالله ...وان شاءالله أبقى عند حسن ظنك .. يلا مع سلامة ....
خرجت وفي قلبها وجع لايدري به ...وجع من يعشق بصمت ..تمنت من كل قلبها ان يزيل الله هذا الحب وان يعوضها بمن هو أهل له  .....
                             *************
: هشام ....ياهشام ..
اجابها وهو يخرج من الحمام (اكرمكم الله ):  ايوا يا داليا !
تعلقت بعنقه وهي تقول بهيام : حبيبي ليه طالع بالشكل دا ..حتاخد برد ...
ابتسم لها بحب وهو يوزع قبلاته على وجهها ثم يقول : اموت انا في اللي خايف علىّ... ماتخافي طول ماانتي دواي انا ببقى كويس ...
ضحكت بغنج وابتعدت عنه وهي تقول : يوووه كنت ح تنسيني اللي جيت عشانو ....واضافت بترجي : عايزة امشي ل مروة ..
نظر الى الهاتف الذي بيدها ثم اليها وسألها بحيرة : الخط دا مفتوح!؟
اجابت بتساهل : ايوا اصلو كنت بتكلم معاها ...وجيت الحقك قبل ماتمرق ...
اخذ الهاتف من يدها واغلق الخط ...ثم نظر اليها بقسوة وقال : داليا انا كم مرة قلت ليكي الحركات دي ماتعمليها . .ومروة برضو تبعدي منها ....
جلست داليا على السرير بنرفزة وهي تقول : تمام انا اسفة على اني نسيت التلفون مفتوح ...بس مروة صعب ابعد عنها دي صاحبتي من الابتدائية...
اقترب وجلس بجانبها وهو يضمها الى صدره فهو يكره نفسه عندما يقسو عليها ثم قال بحنو : دلو انا خايف عليكي .. خايف يجي يوم وتنصدمي فيها عشان كدا بطلب منك انك تبعدي عنها.....ومادام رافضة مامشكلة بس خلي بالك من نفسك واحذري منها !!
رفعت انظارها اليه وهي تسأله بحيرة وخوف : انت ليه بتقول الكلام دا ...شفت منها حاجة !!
اعادها الى احضانه وهو يقول : ماشفت حاجة ...بس حبيت اوعيكي ....وغير كدا انا بديت اغير ..دا مافي يوم بيعدي الا وانتو سوا لو مافي بيتها .هنا ولو ماهنا في اي مكان تاني ..
ضمته اليها بقوة وهي تضحك لغيرته الزائدة ...ولكن الحقيقة التي لاتعلمها زوجته ان صديقتها مروة في كذا مرة حاولت تجاوز الخطوط معه لو لا تصديه لها لكانت هي ايضا   تنام على احضانه متى ماطلبها دون اي تردد منها !!
                        ****************
جلس بمكتبه برااااحة بعد يوم شاق من التعب ....ممسكا بكوب قهوته ذات الرائحة الذكية ....ومشمرا كمي قميصه ...
دخل عليه منتصر  (سكرتيره) وهو يقول بأسف :  عارف إنك حذرتني اني ما ادخل عليك الا بعد ربع ساعة ...بس في واحد ليهو كم يوم بجي الشركة عشان يقابلك وفي كل مرة كنت برجعوا بسبب إنك مشغول او ماجيت ... لكن الليلة حالف مايمرق الا وهو مقابلك .....
وضع قهوته على المكتب واخذ نفسا عميقا ثم قال بتساؤل : وعرفت هو منو !؟
هز ذاك برأسه ايجابا ثم قال : ودا الخلاني ادخل عليك بالرغم من تحذيرك .......بقول انو ابو المدام وجاييك في موضوع مهم !!
تعجب سياف من وجود والد جنان هنا ..واصراره على ملاقاته ..فما السبب ياترى ....سمح سياف لمنتصر بإدخاله ...
وبعد ثواني قليلة دلف اليه والد جنان بابتسامة مصطنعة وهو يقول : سلام ...كيفك ياابني
وقف سياف احتراما له وسالمه وهو يدعوه الى الجلوس ...
قال بتكلف بعد ان جلس واخذ راحته : معليش ازعجناك ..وجينا من غير موعد  بس الموضوع مهم ومابقبل التأجيل
نظر اليه سياف وهو يقول بهدوء :  لا مافي مشكلة .....ممكن نخش في الموضوع طوالي لانو عندي اجتماع مهم بعد ربع ساعة ...
هز ذاك برأسه موافقا وهو يقول : انا عارف انو زواجك ماكان بإرادتك .. وشئ اتفرض عليك ..عشان كدا انا جاي اوريك سر ممكن ينقذك من الزواج دا من دون اي لوم عليك ..
كان سياف ينظر اليه بذهول  ويده اليمنى تقبض بقوة على طرف الكرسي دون ان يشعر . ...ثم قال ببرود واختصار  : اللي هو !!؟
ضحك ذاك ضحكة خباثة وزيف وقال وهو يشير بيده : كله بتمنو !!
نظر اليه سياف بإشمئزاز وهو يفكر ماهو الذنب الذي اقترفته جنان ليصبح هذا والدها !!
       

من أجلها😊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن