اسكريبتاتي

اسكريبت 🖤

في اسطنبول الساعة الواحدة ظهراً

_الو يا عمي.
_لازم تنزل مصر بسرعة يا آسر ، الموضوع ضروري.
اتنفضت من مكاني بسرعة
_ايه يا عمي اللي حصل ، انتو بخير؟.
_وهييجي منين الخير يابني ، عهد تعبانة اوي يا آسر ، حاولت تنتحر.
_طب انا هنزل مصر في اقرب وقت ، متقلقش يا عمي.
_ماشي يا بني ، مع السلامة.

                   _____________

_يلا يا عهد قومي بقا ، آسر ابن عمك جاي من السفر.
بصيت لبابا بعتاب
_بردو عملت اللي عايزه! هو انا مليش رأي في البيت ده ولا ايه!.
_انت يابت اتلمي ، هتتجوزي آسر بدل مانت مفيش حد عايز يبص في وشك.
_هتجوزه! على اساس إنه بمزاجي يعني! وايه المشكلة لو ماتجوزتش لحد دلوقتي ، لسه النصيب مجاش.
بصلي وقال بعصبية
_ماهو من القرف اللي انت لابساه ، قال ايه يا بابا عايزة البس الخمار ، اهو في الاخر عنستي ومحدش فكر يبصلك.
سابني ومشي وماما راحت وراه ، دخلت اوضتي وقفلت الباب وعيط بحسرة ، كل الحق عليا! ، في الآخر هيجبر آسر يتجوزني ، طب ليه يعني كل ده عشان ايه!.

انا عهد عندي ٢٨ سنة ، مخلصة كلية هندسة  جامعة القاهرة ، بشتغل في شركة من حوالي ٣ سنين ، طبعا عندنا في مجتمعنا البنت لو عدت ١٩ سنة من غير جواز، تبقى عانس وبايرة وعايزة الضرب بالنار ، بس من ساعة ما لبست الخمار والموضوع زاد اوي ، وبقيت انا اللي بطفش العرسان وبلا بلا بلا ، بابا يقطم فيا صبح وليل ،وماما تقولي لازم اسكت عشان معاه حق ، لما كنت عايزة البس الخمار اعترضوا ، بس من كتر اصراري عليهم لبسته ، لكن الموضوع منتهاش للاسف.

_اهلا اهلا ازيك يا آسر يابني اتفضل.
_ازيك يا  عمي ، عامله ايه؟.
_بخير والله يا حبيبي ، اتفضل اقعد ، هاتي مية وعصير يا سُعاد.
دخلت امي وحطت العصير والمية ، فقال بابا
_يلا يا حجة هاتي الغدا.
_لا يا عمي متشكر ، انا كلت في الطيارة ومش جعان ، بس ياريت تقولي اوضتي فين عشان احط الشنطة دي.
_اهي يا بني اخر الطرقة دي ، وادخل بقا نام وارتاح.
_ماشي يا عمي تسلم.
وهو معدي على المطبخ ، كنت واقفة بعيط وانا بحضر الاكل ، قرب من مدخل المطبخ وقال بصوت هادي
_عهد!.
لفيت بخضة مكنتش اعرف أنه واقف ، فقال بأسف
_آسف لو خضيتك ، بس مالك بتعيطي ليه؟.
مسحت وشي بسرعة وانا بقول
_لا ابدا مش بعيط ، اصل كنت بقطع البصل.
_اها طيب ، بس كبرتي اوي وشكلك اتغير ، عامله ايه؟.
_الحمد لله ، اخبار تركيا ايه؟.
ابتسم بهدوء وقال
_حلوة والله ، بس بقالي سنين مشوفتكيش ،اتغيرتي.
_مفيش حاجة بتفضل زي ماهي.
_معاكِ حق ، مبسوط إني شوفتك ، عن اذنك.
_اتفضل.

_ايه بقا يا عمي ، مالها عهد؟.
رد بابا بحزن
_اقولك ايه بس يا آسر ، عهد حاولت تنتحر.
_ليه يا عمي ، ايه السبب؟.
_اصل يعني بيني وبينك ، عهد بقا عندها ٢٨ سنة ولسه متجوزتش لحد دلوقتي ، كل اصحابها اتجوزوا واتخطبوا وهي لا ، طبعا الناس بردو مش ساكتين ، وانت عارف إني كبرت وخايف اموت قبل ما اتطمن عليها.
_بعد الشر عليك يا عمي متقولش كده.
وفجأة بابا قال
_متتجوزها انت يا آسر.
آسر بصله بصدمة وقام وقف كإن لدغته حية
_عن إذنكم.
ومستناش رد ونزل من البيت ، ساعة اتنين تلاتة لغاية ما الساعة بقت واحدة بالليل وهو لسه مرجعش ، كنت قاعدة في البلكونة بعد ما أنبت بابا على اللي قاله ، بس كالعادة مهتمش لكلامي ، ودخل نام وهو بيقول إن اكيد هيرجع.