حل المساء وجلست عائله الأسيوطي لتناول العشاء هناك من تفكر في مستقبلها وآخر يفكر في كيفية طرح ذلك الموضوع الذي يشغل باله على والده واخرتين تجلس كل منهما تفكر في كيفيه التخلص من تلك المسكينه التي تشاركهم في العشاء
قطع الصمت مراد وهو يتنحنح وقال :بابا آآآ كنت عاوز حضرتك في موضوع بعد العشا
محمد بحيره وتفكير فيما يحتاجه فيه ابنه من موضوع:خير يا مراد موضوع اي
مراد بعد أن أطلق تنهيده وهناك صراع داخل عقله خوفا من رد فعل والدته من ذلك الموضوع :معلش عاوزك على انفراد هم خمس دقايق بس
محمد بانصياع لطلب ابنه:حاضر
كانت تجلس حلا تتابع في صمت فليس لها دخل بما يحدث ولكنها لم تكن على علم بأن ذلك الموضوع يخصها هي
مالت سالي على امها وهي تهتف:يا ترى يا مامي مراد عاوز بابي في اي
سوزان بحيره وهي تدور برأسها يمينا ويسارا:مش عارفه بس مش مرتاحه وقلبي بيقول ان في حاجه
سالي وهي تمط شفتيها وتحاول استنتاج اي نقطه من ذلك الموضوع :هو اكيد هنعرف مهو مش هيستخبي يعني
نهضت حلا من مقعدها دون تعليق واتجهت لغرفتها أدت فريضتها ومن ثم نامت على فراشها وغطت في سبات عميق بعد يوم ملئ بزحمه من المحاضرات والمذاكره وغيرها من توبيخ من تلك العقربه التي تقطن معها في المنزل
دلف إلى منزله الذي يشبه القصور الفخمه و قطع اتجاهه إلى غرفته صوت التلفاز الآتي من غرفه أخته اطرق الباب ثم دلف للداخل
نظر إلى أخته ومن ثم إلى ساعته التي تجاوزت الثانيه عشر وقال:اي اللي مسهرك لغايه دلوقتي يا زينه
مطت شفتيها بملل وقالت:زهقانه انت اليوم كله في الشغل وقاعده لوحدي
يزن :مرنتيش عليا ليه وخرجتي مع اصحابك
زينه بإحباط :مهم كلهم سافروا الرحله اللي انت موافقتش اني اروحها ووعدتني انك هتخرحني
يزن و قد نسي ذلك الامر:معلش انا نسيت والشغل كتير اوي بعد ما ارجع من السفر هخرجك
زينه وهي فارغه فاهها بمفاجاه :سفر سفر اي هو انت مسافر
يزن :اه مسافر لندن بكره وراجع بعد بكره بليل ويلا نامي وانا كمان رايح انام ومن ثم اتجه إلى غرفته ابدل ملابسه ودلف إلى المرحاض ليستمتع بحمام بارد بعد يوم عمل ملئ بالتعب ومن ثم يغط في سبات عميقعوده لعيلة الأسيوطي دلف محمد إلى مكتب وتبعه مراد ثم أشار لمراد بأن يغلق الباب خلفه ليستطعا التحدث بهدوء تام
محمد وجلس على مقعده خلف مكتبه:ها يا مراد موضوع اي اللي عاوزني فيه
مراد وهو يشعر بأنه محيت الكلمات من فوق شفتيه ثم خرج صوته مترددا :هو الموضوع يخص حلا بنت عمي
محمد وأخرج صوته عاليا بقلق:حلا مالها في أي اللي حصل حد دايقها
مراد رد سريعا عليه ليطفئ نار القلق التي احتلت والده:لا محصلش حاجه انا آ آ آ كنت عاوز اطلب ايدها واتجوزها
محمد وقد أطلق تنهيده راحه وابتسامه شقت شفتيه:اه انا معنديش مانع بس اي حاجه تخص حلا نأجلها لبعد تخرجها من الجامعه لأن ده مستقبلها وهي اللي هتحدده
مراد وقد شعر بشئ ما بداخله لا يعلم ما هو:بابا ممكن طلب اخير يعني بلاش سالي وماما يعرفوا
محمد وقد فهم ما يلمح له ابنه فهو يعلم معامله زوجته وابنته لحلا:اه طبعا انا كنت لسه هقولك كده برضو بلاش ناخد الأمور بسرعه ورا بعضفي الخارج تجلس سوزان وابنتها يصيبهم الفضول بمعرفه الأمر الذي يدور بين مراد ومحمد فقد مر نصف ساعه ولم يخرج احد منهما سالي هتفت بنفاذ صبر:هم كل ده بيتكلموا في أي مصيبه لتكون حاجه تبع الجربوعه اللي نايمه فوق دي
سوزان وهي تخبط بيدها على صدرها:تخصها ازاي يعني هي لحست مخ ابوكي وكمان هتلف على مراد نامت عليها حيطه
سالي وابتسامه صفراء تعلو شفتيها :اصبري بس ومبقاش انا سالي الأسيوطي ان ما خلصتك وخلصتني منها
سوزان بفضول وحيره تتحدث بخبث :هتعملي اي يا سالي بس اهم حاجه انك تاخدي بالك
سالي زفرت وأطلقت تنهيده :كله في وقته الصبر بس وانا هعرفها مقامها اي الفلاحه دي..#يا ترى توقعاتكم اي
وسالي هتعمل اي وحلا هيكون مصيرها اي
#بقلمي :بسنت فتحي
أنت تقرأ
حلا اليزن
عاطفيةتركت بلدتها لإكمال دراستها ولم يكن بالحسبان بأن تتغير حياتها المرحة المليئة بالسعادة إلي توبيخ وجحيم حتى وقعت بحب ذاك الذي لم يعترف بصنف النساء ويقلب حياتها رأساً على عقباً، فهل ستخضع هي لقلبه أم إرضاءً لكبرياء أنوثتها ستجعل قلبه هو من يخضع لها؟؟!