بارت 4

60 14 0
                                    

جاء في حديث عن الإمام أمير المؤمنين(‏عليه السلام)أنه خاف من غلبة السباطل ‏وتضيل الجهلة، إذ كيف يميز الناس بين المعجزة والسحر؟ فخشي الإمام أن ‏لا يظهر الحق ويدي الواقع وينجح في مهمته، وربما تؤيد الآية اللاحقة, ‏هذا المعنى: «قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى»، إن الأمر متعلق بالخوف من ‏أن لا تكون حجته هي الأعلى، إنه كان خائفا من هذا الأمر، نعم يوجد ‏احتمال في صحة هذا القول، إن الإمام لم يكن يخاف من القتل بل يخاف ‏على عدم تأدية المهمة.‏
‏- والآن يا أبنتي اذهبي إلى النوم لكي تستيقظي صباحاً وتذهبين إلى ‏المدرسة.‏
‏-إن شاء الله, تصبحُ على خير أبي ‏
جاء والقي علي الغطاء وأطفئ المصباح وخرج ظنه أنني سأنام ولكن لم ‏أستطع النوم,‏
‏-عيناي مشتاقة إليك جداً أريدُ أن أراك أبي
لم أشعر إلا وقد غفيت.‏
أسيقظت منزعجة لأني لم أراه, سمعت صوت الآذان قد أعتلى من المسجد ‏ذهبت توضئت وأديت الصلاة ‏
عند الانتهاء بدأت بدعاء العهد وصلت إلى وأرني الطلعة الرشيدة, وانهمرت ‏عيناي بالدموع ‏
‏(أبي أرجوك أريدُ أن أراك فقد تعلق قلبي بكَ أه كيف لي أن أعيش من دون ‏النظر إليك؟) ‏
ذهبتُ إلى المدرسة عند دخولي رأيت صديقتي أرجوان
السلام عليكم عزيزتي. ‏
وعليكم السلام حبيبتي كيف حالكِ؟
‏- الحمد لله, وأنتِ ؟
‏-الحمد لله, أأنتِ نرجس صديقتي؟ ‏
‏- تبسمت نعم, وهل لديك شكً في ذلك؟ ‏
‏- لم أعرفكم من متى وأنتِ ترتدين هكذا ثياب؟ ‏
‏- من الآن عزيزتي ‏
‏- أحسنتِ الحمد لله الذي هداكِ إلى النور, بعدما كُنتِ في الظلام,‏
‏ الحمد لله. ‏
‏_هل درستي  الأمتحان؟ ‏
‏_نعم بالطبع.‏
‏_صعب جداً ‏
لم يبقى سوى هذه السنة ثم نتخرج إلى الجامعة ‏
‏_إن شاء الله عزيزتي
‏_ذهبنا إلى قاعة الدراسة, جاءت المدرسة بدأنا في الأمتحان كتبتُ على ‏ورقة الأمتحان, يا بقية الله أدركني!‏
ثم بدأنا بحل الأسئلة والحمدُ لله كُلما واجهت سؤال صعب قلت يا بقية الله ‏أدركني!‏
انتهينا من الأمتحان وقد دق الجرس للخروج إلى الساحات,‏
ذهبنا أنا وأرجوان إلى حديقة المدرسة رأيتها شاردة الذهن وحزينة,‏
‏-ماذا بكِ عيناي؟ ‏
‏- ماذا أقول لكِ ‏
‏- عساه خير أختي ماذا هناك؟ ‏
‏- بنين ‏
‏- جميلتي ماذا بها؟ ‏
نرجس تعلمين أنتِ ماهيَ حالتنا المادية, البارحة ذهبنا إلى بيتُ عمي ‏وكانت بنتُ عمي الصغيرة قد غيرت أثاث غرفتها وأخذت تتكلم مع بنين ‏وتقول لها ‏
‏_أنتِ لا يوجد لديكِ مثلي, أنتم فقراء وأنا أحسنُ منكِ وكل ما أريده يأتي ‏به أبي إليه,‏
‏_بصدمة هذا الكلام يخرج من فم فتاة صغيرة؟ ‏
‏_آه نعم والمصيبة أنكِ تعلمين أن بنين حساسة جداً,‏
عندما أستيقظتْ الفجر رأيتها مستيقظة ولم تنم ليلتها تقول أن كلامها ما ‏زال في مخيلتي ولا أستطيع نسيانه,‏
‏- آه يا نور عيني قد أحزنتني جداً ‏
‏- انتهى الدوام عند الخروج قلت لها: أرجوان قولي لبنين أن تقرأ دعاء ‏الفرج وسوف تأتيها هدية من صاحب الزمان.‏
‏_وكيف ذلك عزيزتي؟ ‏
‏_لا عليكِ يا نور عيني قولي لها أمانة لا تنسي ذلك.‏
‏_إن شاء الله ‏
وصلتٌ إلى البيت ذهبتُ إلى غرفتي مباشرةً إلى الخزانة  إلقيت بثيابي على ‏الأرض إلى أن فرغت الخزانة ثم ذهبت إلى أبي.‏
‏-أبي أريد التكلم معك؟ ‏
‏- تفضلي أبنتي ‏
‏- تعرف العم أبو سجاد والد صديقتي؟ ‏
‏- نعم عزيزتي هو صديقي المقرب ماذا به؟ ‏
قصيت عليه قصة بنين, والآن أبي أنا أفرغت خزانتي وأريدُ أن أعطيها ‏لها, هل ستساعدني؟ ‏
تبسم وقال بالطبع أبنتي, أذن أبي دعنه نذهب إلى السوق أولاً لشراء لها ‏بعض الحلويات وبعض الألعاب ومن ثم نستأجر سيارة تأخذ الخزانة ‏والسرير. ‏
‏_أحسنتِ أبنتي سمعاً وطاعة.‏
‏_ذهبنا إلى السوق وعندما اردنا الوصول إليهم أتصلتُ على أرجوان.‏
‏_كيف حالكِ عزيزتي أين بنين؟ ‏
‏_نائمة ماذا هناك؟ ‏
أنا عند باب منزلكم ألم تفتحي لي؟ ‏
بفرح أكيد سآتي مباشرةً.‏
جاءت ودخلت بسرعة إلى الحديقة ‏
دعينا ندخل لكي ينزلوا الأغراض ‏
تبسمت بدموع لماذا نرجس أنتِ تُحبين غرفتك جداً.‏
فداكِ عزيزتي. ‏
خرج العم وقد نصبو الخزانة والسرير في غرفة البنات وكل هذا وبنين نائمة ‏أنتهى العمل وخرجوا.‏
ذهبتُ وأيقظتُ بنين.‏
‏ - نرجس قد فرحت برؤيتك جداً ‏
وأنا أيضاً كيف حالكِ عزيزتي؟ ‏
‏- أنا بخير.‏
وكيف هيَ علاقتكِ بالإمام المهدي؟ ‏
تبسمت وقالت: جميلة جداً تعلمين أنني أصبحتُ أحبه كثيراً وأراه دائماً.‏
آه حقاً أنا مشتاقة إليه هل تستطيعين أن تقولي له ذلك؟ ‏
نعم نرجس هوَ سيأتي إليك لأنه يُحبك تعلمين أن أسمكِ هو أسم أمه السيدة ‏نرجس؟ ‏
‏_عليها السلام_ نعم أعلم عيناي ‏
‏_ما هذا الصوت؟
تعالي معي لنرى ماذا هناك؟
أخذتُ بيدها إلى غرفتها عندما دخلت صرخت بفرح ‏
من أين هذا وإلى من؟
هذه هدية من صاحب الزمان إليكِ.‏
لمعت عيناها من الفرح وقالت حقاً ‏
نعم ماذا فعلتِ اليوم حتى جاءت إليك هذه الهدية؟ ‏
آه تذكرت قرأت دعاء الفرج وصليت ركعتين هدية إليه.‏
جميل روحي فداءً لطهر قلبك. ‏
آه يا سيدي حباً بكَ أرجو قد ضمدت جرحاً لكَ بهذا العمل البسيط.‏

يد من هيَ...؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن