آه أبنتي كُنت أراكِ لا تُحبين الدين لذلك لم أقل لكِ كُنت أرجو من الله أن يهديك أنا غلطت جداً عندما تركتك دون أن أنصحكِ ولكن هذا كله من أجل أن أرى الابتسامة على شفتيكِ.
_لكن أبي أنا الآن سعيدة أكثر من قبل.
_الحمد لله أبنتي أنا من اليوم لن أترككِ وسوف أعرفك أكثر عن إمام الزمان.
_ إن شاء الله أبي
ولكن الآن أريد الذهاب إلى السوق لأشتري ثياب ترضي صاحب الزمان (عجل الله فرجه)
_سمعاً وطاعة لابنتي
_ارتديت ثياب واسعة وذهبنه اشتريت ثياب سوداء ولكن واسعة وجميلة,
عندما رجعت وأرتديتهم ابتسمت وقلت يا صاحب الزمان هل ضمدت بذلك جرحاً؟
قبل النوم جاء إلي أبي وقال:
_أبنتي هل لديك سؤال ما؟
_نعم أبي لدي الكثير من الأسئلة
_تفضلي نور عيني
_أبي أنا سمعتُ من التي قرأت المقتل تقول متى تظهر وتأخذ بثأر الحسين _كيف يأخذ بثأر وقتلة الحسين قد ماتوا؟
_سؤال جميل
_نعم أبنتي قد ماتوا ولكن يوجد أحفادهم فيأخذ بثأره؟
_ولكن ما ذنب أحفادهم؟
_ذنبهم انهم قد رضوا بفعل أجدادهم, لعنهم الله.
والآن ما هو حال صاحب الزمان؟
_ ينتظر أمر الله لظهور ليأخذ بثأر الإمام الحسين _عليه السلام_
ولكن أبي هوَ لماذا غائب ما سر هذه الغيبة؟
_سؤالاً جميل
بداية يا عزيزتي ينبغي أن نعرف أن الغيبة لم تختص فقط بالإمام المهدي بل أنها اشتملت الأنبياء أيضاً.
_كيف ذلك؟ وهل يوجد من الأنبياء من غاب؟
_نعم عزيزتي وقد نص القرآن على ذلك.
_النبي موسى _عليه السلام _قد غاب عن قومه 40ليلة وكما نص القرآن الكريم في سورة الأعراف آية 142
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)
وإذ كانت غيبة النبي موسى عن قومه قصيرة فهنالك غيبة طويلة جداً
وهي غيبة النبي عيسى _عليه السلام_ وهو الذي رفعه الله إليه والى الآن هو على قد الحياة ولكنه غائبً عن قومه وسيظهره الله تعالى في آخر الزمان مع صاحب الزمان _عجل الله فرجه _
ونص القرآن الكريم عن غيبة في سورة النساء آية 157،158
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)
والآن يا عزيزتي بعد أن علمنه أن الغيبة لم تختص بالإمام فقط جاء دور هذه السؤال وهو لماذا الغيبة؟
أن سبب غيبة الإمام هيَ الخوف.
ما هذا؟ وهل الإمام يخاف؟
نعم عزيزتي بل وحتى الأنبياء تخاف, كما جاء في القرآن الكريم عن حكاية النبي موسى(ففرت منكم لما خفتكم) إذا لما خاف النبي موسى وفر على أثر هذا الخوف، إن الفرار ليس عيباً، لأن نبي الله موسى فر لكي لا يقتل.
_إننا حين نصف شخصا بأنه (خواف) فإن هذا يعد ذماً، لكن كيف يخاف نبي الله وهو يجب أن يكون قمة في الكمال الإنسائي؟
_والجواب هنا عزيزتي أن الخوف نوعان
الأول _الخوف المحمود, وهو الخوف مما ينبغي أن يخاف منه. والثاني _الخوف المذموم وهو الخوف مما لا ينبغي أن يخاف منه. أذن فالخوف ليس مذموماً مطلقاً، بل هو قضية فطرية أودعها الله "عز وجل" في فطرتنا نحن البشر لندافع بها عن كياننا وذواتنا وأنفسنا من الخطر.
ولكن أبي هل الإمام معرضاً للخطر إلى هذا الحد؟ يعني إذا كان الإمام ظاهراً هل كان يعيق به الخطر؟
نعم عزيزتي وهناك أدلة كثيرة على ذلك
الدليل الأول _هو أبوه الإمام العسكري _عليه السلام_ الذي قتل بأيدي الظالمين
الثاني _جده الإمام الهادي _عليه السلام_ أيضاً قد قتل على أيدي الظالمين
والثالث _فإن جميع أجداده الطاهرين إلى رسول الله _ص_ قد قتلوا على أيدي الظالمين.
-ولكن أبي لماذا قتلوهم؟
لأن السلطات والمجتمعات لا تحتمل وجودهم المبارك فكيف بالإمام المهدي وهو الذي تواترت الأحاديث حوله بأنه سوف يسقط جميع الظالمين وينهي الظلم من على الكرة الأرضية
وفي نهاية البحث يا عزيزتي سأقول لماذا الإمام خائف
هناك احتمالين:
الأول _الخوف على نفسه
والثاني_ الخوف على المهمة
ومن المؤكد أن الإمام خائف على المهمة
وهنا نأتي إلى قصة النبي موسى _عليه السلام _
في قوله تعالى
فأوجس في نفسه خيفة موسى فمن أي شيء خاف؟ عندما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم وإذا بالصحراء تقتلن بالأفاعي ويقال كما أظن:
إن الناس فروا، فقد وضع السحرة زئبقاً على هذه العصي والجبال وظهرت كأنها تتحرك بفعل حرارة الشمس فهل خاف موسى هذه الأفاعي الوهمية؟
يتبع…
أنت تقرأ
يد من هيَ...؟
Espiritualلفتاة كانت غارقة في الذنوب ولم تعرف إمام زمانها ولكن حدث شيءً جعلها تعرف إمامها وتعشقه أيضاً...ياترى مالذي جرى لها؟ 🕊يد من هي...؟ ✍️فاطمة مهدي🕯