بارت3

84 14 1
                                    

آه أبنتي كُنت أراكِ لا تُحبين الدين لذلك لم أقل لكِ كُنت أرجو من الله أن ‏يهديك أنا غلطت جداً عندما تركتك دون أن أنصحكِ ولكن هذا كله من ‏أجل أن أرى الابتسامة على شفتيكِ.‏
‏_لكن أبي أنا الآن سعيدة أكثر من قبل.‏
‏_الحمد لله أبنتي أنا من اليوم لن أترككِ وسوف أعرفك أكثر عن إمام ‏الزمان.‏
‏_ إن شاء الله أبي ‏
ولكن الآن أريد الذهاب إلى السوق لأشتري ثياب ترضي صاحب الزمان ‌‏(عجل الله فرجه)‏
‏_سمعاً وطاعة لابنتي ‏
‏_ارتديت ثياب واسعة وذهبنه اشتريت ثياب سوداء ولكن واسعة وجميلة,‏
عندما رجعت وأرتديتهم ابتسمت وقلت يا صاحب الزمان هل ضمدت بذلك ‏جرحاً؟ ‏
قبل النوم جاء إلي أبي وقال: ‏
‏_أبنتي هل لديك سؤال ما؟ ‏
‏_نعم أبي لدي الكثير من الأسئلة ‏
‏_تفضلي نور عيني
‏_أبي أنا سمعتُ من التي قرأت المقتل تقول متى تظهر وتأخذ بثأر الحسين ‌‏_كيف يأخذ بثأر وقتلة الحسين قد ماتوا؟ ‏
‏_سؤال جميل ‏
‏_نعم أبنتي قد ماتوا ولكن يوجد أحفادهم فيأخذ بثأره؟ ‏
‏_ولكن ما ذنب أحفادهم؟
‏_ذنبهم انهم قد رضوا بفعل أجدادهم, لعنهم الله. ‏
والآن ما هو حال صاحب الزمان؟ ‏
‏_ ينتظر أمر الله لظهور ليأخذ بثأر الإمام الحسين _عليه السلام_‏
ولكن أبي هوَ لماذا غائب ما سر هذه الغيبة؟ ‏
‏_سؤالاً جميل ‏
بداية يا عزيزتي ينبغي أن نعرف أن الغيبة لم تختص فقط بالإمام المهدي ‏بل أنها اشتملت الأنبياء أيضاً.‏
‏_كيف ذلك؟ وهل يوجد من الأنبياء من غاب؟ ‏
‏_نعم عزيزتي وقد نص القرآن على ذلك.‏
‏_النبي موسى _عليه السلام _قد غاب عن قومه 40ليلة وكما نص القرآن ‏الكريم في سورة الأعراف آية 142‏
بسم الله الرحمن الرحيم ‏
‏(وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ ‏وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ ‏الْمُفْسِدِينَ) ‏
وإذ كانت غيبة النبي موسى عن قومه قصيرة فهنالك غيبة طويلة جداً ‏
وهي غيبة النبي عيسى _عليه السلام_ وهو الذي رفعه الله إليه والى الآن ‏هو على قد الحياة ولكنه غائبً عن قومه وسيظهره الله تعالى في آخر الزمان ‏مع صاحب الزمان _عجل الله فرجه _ ‏
ونص القرآن الكريم عن غيبة في سورة النساء آية 157،158‏
بسم الله الرحمن الرحيم ‏
‏( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ‏وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ ‏عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا  بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا ‏حَكِيمًا)‏
والآن يا عزيزتي بعد أن علمنه أن الغيبة لم تختص بالإمام فقط جاء دور هذه ‏السؤال وهو لماذا الغيبة؟
أن سبب غيبة الإمام هيَ الخوف.‏
ما هذا؟ وهل الإمام يخاف؟ ‏
نعم عزيزتي بل وحتى الأنبياء تخاف, كما جاء في القرآن الكريم عن حكاية ‏النبي موسى(ففرت منكم لما خفتكم) إذا لما خاف النبي موسى وفر على أثر ‏هذا الخوف، إن الفرار ليس عيباً، لأن نبي الله موسى فر لكي لا يقتل. ‏
‏_إننا حين نصف شخصا بأنه (خواف) فإن هذا يعد ذماً، لكن كيف يخاف ‏نبي الله وهو يجب أن يكون قمة في الكمال الإنسائي؟ ‏
‏_والجواب هنا عزيزتي أن الخوف نوعان ‏
الأول _الخوف المحمود, وهو الخوف مما ينبغي أن يخاف منه. والثاني ‌‏_الخوف المذموم وهو الخوف مما لا ينبغي أن يخاف منه. أذن فالخوف ‏ليس مذموماً مطلقاً، بل هو قضية فطرية أودعها الله "عز وجل" في فطرتنا ‏نحن البشر لندافع بها عن كياننا وذواتنا وأنفسنا من الخطر.‏
ولكن أبي هل الإمام معرضاً للخطر إلى هذا الحد؟ يعني إذا كان الإمام ظاهراً ‏هل كان يعيق به الخطر؟
نعم عزيزتي وهناك أدلة كثيرة على ذلك ‏
الدليل الأول _هو أبوه الإمام العسكري _عليه السلام_ الذي قتل بأيدي ‏الظالمين ‏
الثاني _جده الإمام الهادي _عليه السلام_ أيضاً قد قتل على أيدي ‏الظالمين ‏
والثالث _فإن جميع أجداده الطاهرين إلى رسول الله _ص_ قد قتلوا على ‏أيدي الظالمين.‏
‏-ولكن أبي لماذا قتلوهم؟
لأن السلطات والمجتمعات لا تحتمل وجودهم المبارك فكيف بالإمام المهدي ‏وهو الذي تواترت الأحاديث حوله بأنه سوف يسقط جميع الظالمين وينهي ‏الظلم من على الكرة الأرضية ‏
وفي نهاية البحث يا عزيزتي سأقول لماذا الإمام خائف
هناك احتمالين:‏
الأول _الخوف على نفسه
والثاني_ الخوف على المهمة
ومن المؤكد أن الإمام خائف على المهمة ‏
وهنا نأتي إلى قصة النبي موسى _عليه السلام _‏
في قوله تعالى ‏
فأوجس في نفسه خيفة موسى فمن أي شيء خاف؟ عندما ألقى السحرة ‏حبالهم وعصيهم وإذا بالصحراء تقتلن بالأفاعي ويقال كما أظن: ‏
إن الناس فروا، فقد وضع السحرة زئبقاً على هذه العصي والجبال وظهرت ‏كأنها تتحرك بفعل حرارة الشمس فهل خاف موسى هذه الأفاعي الوهمية؟
يتبع…

يد من هيَ...؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن