الفصل الأول .

308 29 11
                                    

رجاءا علقو علي الفقرات بٱرائكم

2 years ago.
18/1/2017.
7 PM.

إختلست النظرات لوالدها السكير كما عادته ، تتخذ درجات السلم نزولاً علي أطراف أصابعها كونه متواجد بالمنزل ، تأكدت من عدم ملاحظته أو إستيقاظه و أخذت حذائها بين يداها تفتح مزلاج الباب بحذر و تخرج حافيه الأقدام لتغلقه ، زفرت بنوعٍ من الراحه و لعنته تحت أنفاسها للمره المليون منذ طفولتها .

تقدمت برواق الشقق للمصعد و كانت شاكره حينما كانت وحيده داخله ، وضعت حقيبتها جانباً و تربعت بينما ترتدي حذائها و تحكم ربطه جيداً ، المصعد المهترئ جرسه صدع برنينه المعتاد ينبه بإنفتاح بابه الحديدي لتعتدل فوراً و تخذ حقيبتها متجهه لخارج المجمع السكني الردئ نحو شوارع لندن المزدحمه ، تقدمت تشد معطفها حول جسدها و رغم كونه ثقيل إلا أنه لم يقيها من البرد ، توجهت بخطوات سريعه نحو سُلم المترو و حلما أصبحت داخل المحطه المزدحمه شعرت ببعضٍ من الدفئ .

قطعت تذكرتها و إتجهت لمحطه إنتظار القطار ، وقفت مستنده علي الحائط جانب المقاعد و فضلت الوقوف كون هناك فتاه جالسه و لم تريد أن تكون مُتطفله ، بعثرت خُصلاتها بملل و نظرت للساعه المُعلقه لتري أنها السابعه و النصف مساءاً ، وصولها للعمل عبر محطه القطار يأخذ عشر دقائق أي أنها يُمكنها إنتظار القطار الذي سيلي القادم و هذا وقتً كافٍ لتحتسي بعضاً من القهوه فابلرغم من كونها تعمل نادله بمقهي إلا أن قهوتهم رديئه .

هي إختلست النظرات للفتاه الجالسه علي المقعد ، بُنيتاها تفحصت جانب وجهها و عيناها لاحظت الكاميرا الفوتوغرافيه المُعلقه حول رقبتها ، نظرت أمامها مجدداً بشرود ، لقد مرت ثلاثه عشر سنوات منذ توفي والدتها ، ثلاثه عشر سنوات منذ أصبح والدها سكيراً طوال الوقت ، منذ أن أصبحت وحيده تتحمل نفقات حالها و نفقات والدتها و الشقه .

قُطعت بسبب القطار الذي توقف و تنهدت تنفض أفكارها بعيداً ، بعضهم تقدم للحافله يستقلها و كادت تجلس موضع الفتاه التي قامت تتجه بخطواتها لداخل حافله القطار و لكنها لم تُلاحظ الصوره الفوتوغرافيه التي أوقعتها ، كاميلا إنحنت ترفع الصوره بأناملها لتلحق بالفتاه و لكنها توقفت تتمعن النظر ، فقد كانت الصوره المُلتقطه لها بينما تستند علي جدار المحطه و تنظر للأمام بشرود .

ترددت قليلاً بسبب ترتيبها لتحظي بالقهوه و لكن إنذار الحافله صدع لتهرول كاميلا سريعاً و تدخل الحافله بأخر لحظه لتُغلق فور دخولها ، دقات قلبها تسارعت بتوتر لأن الباب كان يوشك علي الإغلاق علي جسدها الهزيل حتي أن بعضهم وبخها ، زفرت قليلاً و بعيناها بحثت عن هيئة الفتاه صاحبه الكاميرا ، و فوراً شاهدتها تقف بمنتصف الحافله و يديها متمسكه بعمود حديدي يقيها من الوقوع إن توقفت الحافله .

Gravity (Short Story) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن