الفصل الثاني .

289 23 7
                                    


كومنس بليز

دخلت منزلها بحذر لتغلق الباب خلفها ، تدعو داخلها أن لا تتصادم بوالدها فهي حقاً ليست بمزاج لأي شجار قد يفتعله ، نظرت لأريكته المعتاده و لم تراه " أنا جائع " هي حرفيا فزعت لصوته الثقيل من خلفها لتراه يخرج مترنحاً خارج المطبخ ليتجه لأريكته و يلقي بجسده الخامل أعلاها ، تنهدت هي بثُقل و لعنته حينما دخلت المطبخ لتتفاجئ بجميع الأواني منثروه علي الأرضيه ، نظرت علي الموقد لتري بقايا بيض محترق لتعلم أنه حاول صُنع طعام لحاله " لقد كدت تحرق الشقه للعنه أبي لا تفعل أي شئ أثناء ثمالتك " هي صاحت و حين لم تتلقي رد علمت بأنه نائم لتتنهد بثقل و تعب .

خلعت معطفها لتُلقيه علي كرسي من كراسٍ طاوله المطبخ الصغيره و شمرت عن ساعديها و بدأت بالتنظيف حتي دون تغيير ملابسها ، صنعت طعاماً سريعاً تكون من معكرونه كوريه رغم إرهاقها لتجلس علي كرسي الطاوله و تلتهم صحنها بفتور ، تمنت لو كانت حياتها أفضل ، هي تخطت توفي والدتها و لكن أن تساير والدها السكير أمراً صعب حتي مع إعتيادها عليه ، فقط لو لم تكن وصيه والدتها أن لا تتركه لكانت هجرته منذ زمن .

تمنت حتي أن تحظي بحياه جامعيه طبيعيه بدلاً من المنزليه تلك ، كا كل مرحله دراسيه مرت بها حتي أنها لا تمتلك صديقه وحيده تستمع لها ، هي إبتسمت حينما مرت إبتسامة الغريبه لورين بمخيلتها ، لقد مر يومان منذ ذلك اللقاء و كاميلا منذ ذلك الحين تتمني لو تحظي بيوم لطيف اخر مع صديقه كا لورين ، قامت من موضعها تغسل صحتها و تأخذ أخر مملوء لتتجه لأريكه والدها في الغرفه المتسخه ، وضعت الحساء علي الطاوله و هزت كتفه بيدها ليستفيق .

لم تكلف حالها بإلقاء أي كلمه أخري ، الإرهاق ينهش من جسدها كوحشٍ جائع ، حملت معطفها من كرسي طاوله المطبخ و توجهت لدرجات السلم حيث غرفتها ، هي فوراً إتجهت للسرير بجوع و حلما ألقت بنفسها أعلاه غطت بنومٍ عميق .

فتحت عيناها تدريجياً ، نظرت ليداها لتري أنها بملابسها منذ جائت ، إعتدلت و بعثرت شعرها بكسل تنظر للساعه المُعلقه علي حائط غرفتها لتري أنها الرابعه صباحاً " ما اللعنه التي أوقظتني الٱن " هي تأتفت فهي تقريباً نامت ساعتين فقط ، قامت من موضعها و رتبت غرفتها تأخذ ملابسها المُتسخه بسله قبل أن تُخرج منشفتين و تتجه لباب الغرفه تفتحه و حين لاحظت الهدوء علمت أنه نائم ، زفرت براحه تتجه عبر الرواق لٱخره حيث دوره المياه لتدخل و تُغلق خلفها .

وضعت سله الغسيل جانباً و خلعت ملابسها لتضمهم لها قبل أن تفتح صنبور المياه ليملئ حوض الإستحمام ، فككت خصلات شعرها لينسدل أسفل ظهرها و نظرت بشرود لوجهها الشاحب بالمرٱه ، تشعر بالحزن قليلاً لأنها في بعض الأحيان تشعر أنها لا تتذكر ملامح وجه والدتها ، هي لا تشبهها و حتي الصور خاصتها تخلص منها والدها فور موتها ، أكان الأمر سيصبح أفضل لو ظلت حيه؟! ، أم أنه كان سيزداد سوءاً؟! .

Gravity (Short Story) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن