Chapter 72

1.3K 85 21
                                    

.
.
.

عندما إستيقظت، كنتُ أمام حشدٍ كبير من العيون،  جميعُهم يحدِقون بقلق، مات كان شاحِباً وينظر لي عن بعد؛ لم ينطُق أحدهم بحَرف، تحديداً هاري الممتعض مني منذ الأمس. زين لم يكُن موجوداً، لكنَّني إستطعتُ أن أسمع إحتدامه بالنقاش مع أحدهم خارج غرفتي

"لماذا يصرُخ؟" سألت
"إحدىٰ الصحُف تداولت خَبر طلاقِكِ من زين، ووَصلت الثرثرات لوالده." روكسي قالت بقلق. "لكن نحن..." الألم قطَع الهواء عني للحظات. "لا ترهقي نفسكِ إيڤا، زين يستطيع حل الأمور عن ظهرِ قلب" ستيف طمأن

هاري عندَ خروجه لمسَ يدي برفق مع إبتسامه مُبهَمه، ستيف إنصرَف خلفه مباشرة بعد تقبيل روكسي.

حدقت لدقائق بـ مات، وسألت نفسي كم يحملُ في نظراته الكثير من العَطف، يوجد به شيءٌ مختلف، ليس هذه المره فقط، وإنما بالمرات السابقة أيضاً

كان يمكن أن نكون عائلة متماسكة وهادئة، لكنَّ واحداً منهم لَم يحاول لنصبحَ كذلك، وما زال عليَّ دفع ثمنِ حماقاتِهم جميعاً دون أدنىٰ شَك.

"هل أنتِ بخير" مات سأل ثم وجَّه إشارة للبقية للخروج، وفعلوٰ. زين صوته لَم يختفي، يُتِم حديثة مع والدهِ عبر الهاتف.

"إيڤا" هَمس وجلَس أمامي على خشبة السَّرير
"جيده، أشعر ببعضِ الثِّقل" لعبت بشعري. الأمر لا يبدوٰ بكلِ هذه البساطة، البقاء وحدي مع مات، والفاصل بينه وبينَ زين، باب خشَبي.

"أريد تحمُل كل المسؤولية" إعترَف. قلبتُ عيناي بملل" كم أودُّ تصديقكَ، لكن تعلَم." تهَكَّمت

فكرتُ ملياً بما قد يعنيه مات
أردت تصديق أكاذيبه حقاً، وكأنَّها حقيقة

إنه حملٌ ثقيل، ألا تستطيع تصديق الأشخاص مهما كانوٰ صادقين
مثلَماً تُحارب نفسَك عندما تريد أخضاعها لليأس، بدلاً من أن تموتُ منتظراً الأمل.

"مَن وجدني؟" سألت. "أنا" مات قال، " للحظة إستدرت وأردت الذهاب، لكنني لم أستطِع التفريط بكِ، تأخرت بضعَ دقائق عنكِ، لكنني وصلت بالوقت المناسب. كنتِ نائمة على الأرض، وأنا فقط أخذتُكِ وعدتُ بكِ إلى هنا."

"حسنناً." تحمحمت، "لا أريدُ أن أكون ناكرتاً للمعروف، لكنني أرغب ببقاء مسافة بيننا، لَم أحب هذا القُرب، ولا أطمحُ بأن تكونَ بطلي." أعترفت، وإستطعت رؤية الشرار يتطاير من عينيه

غاضب جداً. وألومهُ على غضبه الساذج، لا يمكن أن يغضبَ مني، ولا أريدُ أن يبني أحلاماً ساذجة كَـ غضبه إتجاهي، أو لعودتي إليه. هذا ما لا يمكن أن يحصل.

إنّ الطُرق كلها أمامي مسدودة، مات القذِر يتحول إلى شخص عاطفي ونادِم. زين الكاذِب مشوش تماماً وبارِد، يحملُ على عاتِقه كل شيء في سبيل إرضاء ذاتِه، ع الأقل حتى تَتضرّر مصالحة الشخصية بالعمَل، فهو زين مالك.

وأنا هُنا أجلس كالرهينةِ، وفي داخلي طفلة.

لقد غلبني النوم بينما كنت اُفكر، كان من الصعب جداً التّقلُّب بالسرير مثلما أحب، فبطني المنتفخ أصبح عائقاً لهذا. تحركت إلى اليمين وما زلتُ مغمضة عيناي، فالحقيقة أشعر بالتّقاعُسُ ولا رغبة لدي بترك الفراش ومواجهة الوجوه المَلجومة بالخارج، لذلك مددت يدي في الفراش من أجلِ مساحة أكبر لكن الجزء الفارغ من الواضح أنه باتَ غيرَ ذلك، فيدي أصبحَت الآن على صدرِ أحد، ولا أطمحُ لفتحِ عيناي ورؤية الوجه البارد.

إنهُ زين، لا زلتُ أملكُ حدسي القوي إتجاهَهُ، إضافة أنّني لم أنسىٰ رائحته، كانت عالقة وما زالت كذلك.

أمسكَ يدي في هيئة ناعمة، شعرتُ بذلك، ثُمَّ مرَّرَ أصابعهُ بِحركة دائرية فَذّّة ومقشرة على طولِ معصمي، وزحفَ بجسدهِ إليَّ. أستطيع الآن سماع دقات قلبه المنتظمة وصوتَ أنفاسه التي بدأت تحرقُ جبيني بحرارة طفيفة. الحقيقة أنّي لم أمنع جسدي من الإسترخاء فوراً، لِتهدأ الإنقباضات بِـ بطني وأستكين.

دندَن بصوت حانِنٍ خلال تمرير أصابعهِ بين شّعري، بطني كان محصوراً بجانب صدرة.
إنها المرة التي تَكون سُكرتي قريبة من والِدها، هل تَشعر بذلك؟
هل تستطيع تميز وجوده الآن مثلما أفعَل؟
هل تُحب قربهُ ؟

هل ستحمِل طفلتي خطيئة والدها؟
لطالما أردتُ حياة هادئة من أجل أطفالي الّذين أردتهم من زين، في محيط عائلة صغيرة وآمنه. أردتُ إستقرار لأطفالي، لَم أرغب يوماً أن يواجهوٰ ما مرّت أمهم به. أردتُ منذُ سِتِّ أشهر حُضن كهذا، رغبتي بهذه السكينه كانت جامحه، أن تنام هرموناتي في إطار حُضنٍ دافئ وآمن ولمسه ناعمه. لَقد حَرمني زين من هذا، ولا وجود لأي قرار جازم من أجل الصفحِ عنهُ، وهو كذلك لَم يطلُب.

كَرهتُ تصديق أنّ ذلك القلب لَم يكُن قلبه، وأنّ كل تلك الّلمسات لَم تكُن بدافع رابطةِ الحب بيننا، وأنّ رابطة الحُب هذه لَم تَكُ موجدة أساساً. وكيفَ بُدلّت كل الحقائق التي أُحيتُ من أجلها، إلى سيناريو كاذب مليء بالخداع والغُش. ظَننتُ أنّ طفلتي أتَت بدافعِ الحُب، ولا أريد تصديق أن تكوينها الأساسي لَم يَكُن إلا بدافع الشهوات بلا أي مشاعِر. لطالما أحببتُ زين، وما زلتُ أفعل. وبلا أي أحتدام أو رضوخ، أعلم أن ما خرج من أعماقي كان حباً، حُب صادق لـزين، وأتساءل إن كان حباً واحداً في حضور قلبَين، يكفي ليكون ملحمة حقيقة خُضتها معهُ. هل أكفي لذلك ؟

🖤.
فاينلي آيام باك وبقوة إن شاء الله
برجع وبعتذر عن الغياب، بس الظروف كانت جداً صعبة. عشان هيك أنا بِغنىٰ عن أي تعليق مسيء لغيابي أو للرواية. مع خالص الإحترام🤝

بتمنى يرجع التفاعل زي اول وتكبروٰ بيتنا بهادي الرواية لتكبر زي الجزء الأول. أسلوبي بالكتابة أكيد تغير وصار أقوى وبتمنى يعجبكم

كمان يومين رح ينزل كمان تشابتر بإذن الله

ترا إشتقتلكم 🥺
دايماً ما أعتبرتكم عيلتي التانيه  🌚
كل الحُب.🖤

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 22, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

متملك 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن