الاستعداد للعملية:
قبل القيام بإجراء عملية استئصال ورم من الثدي، يقوم الطبيب بتوجيه المريضة لإجراء فحوص وفق الحاجة – اختبارات دم: تعداد خلايا الدم الشامل، كيمياء الدم، واختبارات التخثر. كما يتم فحص مستوى واصمات الورم في الدم.
يجب توجيه النساء الأكبر سناً لإجراء فحص تصوير الصدر بالأشعة، وكذلك تخطيط للقلب. يتم أخذ عينة من الثدي (لتشخيص نوعية الورم وما إذا كان ورماّ خبيثاً) من كل النساء قبل إجراء العملية الجراحية، وإذا لزم الأمر يتم إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET-CT) – بالعادة، يكون فحص الثدي بالأشعة السينية (Mammography) أو صورة الأمواج فوق الصوتية (الأولتراساوند –Aultra Sound) كافيا.
تخضع المريضة للعملية الجراحية تحت تأثير التخدير الكلي. لكن يجب استشارة الطبيب بكل ما يتعلق بالتوقف عن تناول أدوية معينة قبل إجراء العملية الجراحية. يجب الامتناع عن شرب الكحول لمدة 48 ساعة والصوم لمدة 8 ساعات قبل العملية الجراحية.
سير العملية:
يقوم جراح مختص بالثدي بعملية استئصال الورم من الثدي. يجري تعقيم منطقة الصدر بشكل كامل، ثم يقوم الجراح بإحداث شق في منطقة الحد السفلي للورم، وفق مكانه المتوقع اعتمادا على الصور التي تم إجراؤها سابقا. عند تحديد موقع الورم، يتم استئصاله بالكامل من بين أنسجة الثدي السليمة، كما يتم استئصال بعض أطراف أنسجة الثدي السليمة المحيطة بالورم، والتي قد تبدو خالية من الورم بالعين المجرّدة. يتم إرسال هذه الأنسجة "السليمة" للفحص المخبري (تحت المجهر)، خلال وقت العملية، من أجل التأكيد على خلوها من الخلايا السرطانية.
خلال عملية استئصال ورم الثدي، يتم صبغ العقدة الحارسة -وهي عقدة ليمفاوية مسؤولة عن نزح منطقة الثدي- بواسطة حقنها باللون الأزرق الذي تقوم هي بامتصاصه، مما يسهل عملية تحديد موقعها. يتم إرسال العقدة الليمفاوية بشكل فوري للفحص المخبري أيضاً. بعد أن يؤكد الفحص المخبري خلو المنطقة المحيطة بالورم وخلو العقدة الليمفاوية من الخلايا السرطانية الميكروسكوبية، يستطيع الجراح إنهاء العملية الجراحية وخياطة أنسجة الثدي السليمة من جديد.
إذا اتضح وجود خلايا سرطانية ميكروسكوبية في الأنسجة المحيطة بالورم، يقوم الجراح بتوسيع الشق الجراحي وكمية الأنسجة التي يستأصلها، ويتم إرسالها مجددا إلى الفحص المخبري.
تستغرق عملية استئصال الورم من الثدي مدة ساعة إلى ساعتين. يترك الجراح منزحا أو عدداً من المنازح عبر الشق الجراحي من أجل تصريف ما تبقى من الأوساخ والسوائل في الأنسجة.
مخاطر العملية الجراحية:
مخاطر العمليات الجراحية بشكل عام:
تلوث الشق الجراحي - غالباً ما يكون سطحياً وتتم معالجته بشكل موضعي. لكن في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي لحدوث تلوث أشد خطورة في المكان. وأحياناً قد يضطر الطبيب لفتح الشق مرة أخرى من أجل التخلص من مخلفات البكتيريا.
النزيف - بالغالب يحدث النزيف في منطقة العملية الجراحية نتيجة لحصول ضرر موضعي يصيب الأنسجة. في بعض الأحيان النادرة، قد تسبب العملية الجراحية حدوث نزيف عام يتطلب إيقافه إعطاء المريض وجبات من الدم.
من الممكن أن يحدث النزيف بعد العملية مباشرة، وخلال الـ 24 ساعة التي تليها. وفي بعض الحالات النادرة يحدث النزيف بعد عدة أسابيع أو أشهر من العملية الجراحية. في الحالات التي يكون النزيف فيها كبيراً، ينبغي تفريغ الدم. تتم هذه العملية تحت التخدير الكلي أو الموضعي (يستحسن إجراؤها تحت التخدير الكلي).
ندب – يتعلق تماثل الندبة الناتجة عن الشق الجراحي للشفاء بنوعية الـُقطـَب (الغـُرَز) وبالجينات. ليست هنالك طريقة للتنبؤ بكيفية وسرعة شفاء الندب بعد العملية.
مخاطر التخدير -غالباً ما تكون مثل هذه الظواهر ناجمة عن الحساسية لأدوية التخدير. في حالات نادرة جداً، من الممكن أن يحصل رد فعل خطير يؤدي إلى هبوط في ضغط الدم (صدمة تأقية –Anaphylactic shock).
المخاطر العينية المتعلقة بعملية استئصال ورم من الثدي:
تورم مصلي – يحدث بسبب تراكم السوائل والأوساخ تحت الجلد نتيجة لعدم كفاية عملية التصريف للأنسجة بعد العملية. غالباً ما يتم التغلب على التورم المصلي بواسطة إدخال نازح.
نخر الجلد في منطقة الثدي (Necrosis)– بسبب خلل بتزويد المنطقة بالدم - نادر الحدوث.
وذمة في الذراع – تحدث عادة في الحالات التي يتم فيها استئصال عقد ليمفاوية من منطقة تحت الإبط، والتسبب بضرر للنزح الليمفاوي في نفس الجهة.
العلاج بعد العملية:
يجب على المريضة أن تمكث في المستشفى تحت المراقبة لمدة 24 ساعة بعد عملية استئصال الورم من الثدي.
قد تشعر المريضة خلال الأيام الأولى بعد العملية، بالألم وتورم منطقة الصدر. وقد تظهر بعض الكدمات على الصدر. اذا تم استئصال عقد ليمفاوية من تحت الإبط خلال العملية، فإنها قد تشعر بالألم عند محاولة تحريك الكتف والذراع. غالباً ما يترك الجرّاح نازحاً أو عددا من النوازح في الشقوق الجراحية، وذلك من أجل تصريف كامل للسوائل والدم الذي بقي في الأنسجة. يتم إخراج النوازح بعد بضعة أيام، عندما يُلاحظ انخفاض في كمية الإفرازات.
بالإمكان تناول مسكنات الألم عند الحاجة.
تحتاج السيدة المريضة لفترة قد تصل إلى أسبوع من أجل التعافي من عملية استئصال ورم الثدي. يستحسن خلالها الامتناع عن النشاط البدني والخلود إلى الراحة.