الفصل الأول
في إحدى قُرى محافظة الدقهلية ...
التف حولها الصغار، يستمعون إلى ما تتلوه بخشوع و إيمان، كانت تقرأ عليهم أيات من الذكر الحكيم، و تشرح لهم تفسيره.
قائلة : بسم الله الرحمن الرحيم
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5).ربنا يا أولاد في الأيات اللي فاتت دي كان بيقسم بالنجوم، و بعض الشيوخ كانوا بيقولوا إن القسم بالنجم هنا فيه تشبيه بالقرآن الكريم و إن زي ما ربنا زين السماء بالنجوم، فربنا زين الأرض بالقرآن الكريم، و بعد كدا ربنا بيأكد إن سيدنا محمد مخرجش عن طريق الهداية بل إنه في غاية الأعتدال و الأستقامة.
قطع حديثها الشيق مع الأطفال الطرق الشديد على الباب، أمرت أحد الأطفال بفتح باب المنزل، لبى الطفل أمرها، ما إن فتح باب المنزل حتى دخلت صديقتها كالإعصار، بملابسها السوداء، وجهها الشاحب، و الدموع التي بللت وجنتيها، انقبض قلب المحفطة من مظهر صديقتها الصدوقة، فأعلنت للأطفال إنهاء القاء لظرٍف طارئ.
أخذت صديقتها في حضنها تحاول تهدئتها بشتى الطرق، حتى ألتقطت أنفاسها ، ضمتها المحفظة إلى صدرها قائلة بحنان:
_ مالك يا نجلاء، ايه حصل تاني؟!.
رفعت نجلاء رأسها من أحضان صديقتها قائلة بحزن:
_ قولي ايه اللي محصلش يا زينب، حماتي من بعد اللي حصل إمبارح، و هي مش طيقاني، و سلفتي شايفاني خطافة رجالة، اللي جاية تخطف سيد الرجولة و الشهامة جوزها.
ربتت زينب على كتفيها بحنوها المعتاد، قائلة بعد تفكير :
_ الوضع دا مش هينفع يا نجلاء، حماتك مش هترضى عنك بعد ما رفضتي إبنها إمبارح، و سلفتك مش هتأمنلك بعد ما جوزها كان عايز يتجوزك.أجهشت نجلاء ببكاء مرير، تلوم حظها الذي سلب منها أعز ما شخص عليها و سندها الوحيد في هذه الحياة ، ثم نظرت إلى زينب كالغريقة التي تستنجد بأي شيء، قائلة:
_ شوري عليا يا زينب أعمل أيه، من ساعة ما حسن مات و أنا كل يوم و التاني بسمع كلام يسم البدن من حماتي، قوليلي أعمل أيه؟!فكرت زينب قليلًا، ثم أخذت تمشي في الغرفة ذهابًا و إيابًا تحاول ان تجد أي شيء تساعد به صديقتها، ثم وقفت قليلًا لتقول :
_ سيبي البيت و أمشي، روحي عند أهلك.
نظرت لها نجلاء بدهشة من غبائها، ثم قالت لها و هي تتحسر على نفسها:
_ و أهلي هيأكلونا منين يا حسرة، أنا معايا أربع عيال يا زينب، و معاش أبوهم يدوب بيكفي أكلهم و شربهم بالعافية.
أنت تقرأ
نوفيلا/ امرأة لا يُستهان بها
Literatura Femininaتحدت الصعاب لكي تنال مُرادها، و لكن تواجهها العديد من المشاكل، فنظرة المجتمع لها مُخزية، لكنها امرأة لا يستهان بها.