استأذنت صاحب العمل (الحاج عتمان) في ساعتين تأخير، و ابدى ترحبيًا مريبًا، خصوصًا بعدما عرف بأن الأمر يخص رانيا.
توجهت إلى مدرسة صغيرتها مقررة تلقين ذلك الوحش الملقب بمعلم درسًا لن ينساه، ذهبت إلى منزلها سريعًا، و ارتدت إحدى عبائتها الأنيقة و التي اشتراها لها زوجها المتوفي، دخلت المدرسة بكل شموخ و كبرياء، ثم توجهت سريعًا إلي مكتب المديرة، قصت عليها ما حدث لإبنتها مهدده بإبلاغ مديرية التربية والتعليم إن إستدعى الأمر، فأمرت المديرة بإحضار ذاك المعلم و رانيا، كانت رانيا مختبئة خلف والدتها في خجل و ذعر، لكن بدأ الذعر يختفي عنها شيئًا فشيئًا و هى ترى والدتها تهدد ذلك المعلم، إبتسمت رانيا عندما إعتذر لها المعلم و لوالدتها، مقسمًا بأن ذلك لن يحدث مرة أخرى.
أخرجت نجلاء من حقيبتها قطعة شوكولاتة بعدما خرجوا من مكتب المديرة و أعطتها لإبنتها قائلة :
_ دي مكافأة لإنك مخفتيش و جيتي قولتيلي، لما تحصل حاجة تانية متخافيش و تعالي احكيلي على طول و انا هجبلك حاجات حلوة كتير.
أحتضانتها رانيا بإمتنان، و ركضت فرحة في اتجاة فصلها.
تنهدت نجلاء و هي تبتسم، يبدو ان إبنتها ينقصها فقط بعض الأمان و هي ستحاول تعويضها لاشك.
في طريق عودتها إلي المشغل الذي تعمل به، وجدت إعلان كبير من إحدى الجمعيات الخيرية، لتوفر عدد من ماكينات الخياطة بأسعار مخفضة، و بالتقسيط للأرمل و المطلقات و بدون مقدم، قالت نجلاء في نفسها :
_ حلو و الله، أهل الخير لسة موجودين.
أكملت طريقها و هي تفكر في هذة الفرصة.
__________________________________
بإحدى المدارس الإعدادية الخاصة بالبنين...
جلس محمد مع اصدقائه الجدد يتحدثون معًا في أمورٍ شتى، يدرب نفسه على التأقلم معهم، و في منتصف حديثهم اخرج أحدهم فجاءة من جيب بنطاله سيجارة، قائلًا بإفتخار :
_ سرقتها إمبارح من جيب أبويا، و قلت نخمس فيها مع بعض.
هلل جميع الأولاد من حوله، بينما تراجع محمد في استنكار شديد قائلًا:
_ ايه القرف دا! أكيد باباك لو عرف هيقتلك.
ضحك عليه الولد بسخرية قائلًا:
_ يا روحي! و ابويا هيعرف منين مثلًا؟!
اجابه محمد بثقة:
_ من ريحتك مثلًا.
سخر منه جميع زملائه، فقال أحدهم :
_انت متعرفش إن فيه حاجة اسمها لبان، و بعدين ابوه هيقعد يشمشم فيه ليه يعني؟!.
لم يجيب عليهم محمد، فقال ولد أخر:
_ سيبك منه يا عصام، الواد دا مش وش نعمة، المهم إحنا ممكن نولعها بعد المدرسة، او تحت في الحمام.
تركهم محمد في نقاشهم الدائر حول المكان المناسب لتدخين السيجارة!.
___________________________________
أنت تقرأ
نوفيلا/ امرأة لا يُستهان بها
Literatura Femininaتحدت الصعاب لكي تنال مُرادها، و لكن تواجهها العديد من المشاكل، فنظرة المجتمع لها مُخزية، لكنها امرأة لا يستهان بها.
