فور خروج زينب استدعت نجلاء إبنها محمد إلى غرفتها لتسأله عن سبب شروده، ما ان أقترب منها حتى أشتمت رائحة تعلمها جيدًا، رائحة أشتمتها قبل ذلك في والدها و أخيها، لتقول في نفسها :
_ محمد بيدخن سجاير!.الجمتها الصدمة، كادت ان تنهال عليه بالضرب و السباب، لكنها تذكرت ان هذا كان تصرف والدتها في نفس الموقف و النتيجة ان أخاها اتم الخامسة و الثلاثون و مازال مدخن شره، و لم يتوقف! وقفت حوالي خمس دقائق تفكر ماذا ستفعل، كانت دائمًا قريبة من أطفالها، حتى ان من يراهم معًا يظنهم أصدقاء و ليس أم و أطفالها، لوح محمد امام وجهها أكثر من مرة علها تفيق من شرودها.
سألها محمد بقلق:
_ خير يا ماما، بقالي ساعة بنادي على حضرتك و مابتروديش.. ماما إنتي تعبانة او فيكي حاجة؟!
رأت في عينيه قلق عليها، لم ترتب أفكارها بعد لذا؛ مسحت على رأسه بحنان، لتقول بجدية :
_ تعالى يا محمد، عايزة اخد رأيك في حاجة، انت دلوقتي بقيت راجل البيت بعد أبوك الله يرحمه.
ترحم محمد على والده بحزن، ثم نظر إلى والدته بإهتمام يحثها على إستكمال حديثها، فأكملت نجلاء حديثها:
_ تفتكر لو عرفت إنك بتعمل حاجة غلط، ايه التصرف الصح اللي مفروض اتصرفه؟!فهم محمد ماذا ترمي إليه أمه بحديثها هذا، فدمعت عيناه ليقول بصوت غلب عليه البكاء:
_ و الله كنت هقول لحضرتك، بس كنت مكسوف جدًا، العيال اللي معايا في الفصل هما اللي جرجروني لكدا، انا كنت رافض في الأول لكنهم ضغطوا عليا، و انا مقدرتش أقاومهم للأسف.
أجهش محمد بالبكاء، ضمته أمه إلى صدرها و ظلت تمسح على رأسه حتى هدأ، حدثته بعقل و حكمة، قائلة:
_ أهدى يا محمد خلاص اللي حصل حصل، دلوقتي احنا لازم نفكر في اللي هيحصل، مش لازم حد من أخواتك يعرف، و بكرا إن شاءالله انا هاجي أنقلك من فصلك لفصل تاني، و أهم حاجة يا محمد الموضوع دا مايتكررش، مينفعش تكون كدا، انت أحسن من أنك تكون كدا بكتير .قبلت جبينه، ثم ربتت على كتفيه بحنان، قائلة:
_ أنا واثقة فيك يا محمد، و انت الوحيد اللي بيدك تساعد نفسك، من النهاردة مفيش سجايرتاني .. صح؟، طيب روح نام علشان المدرسة بكرا.اومأ لها محمد بالإيجاب، ذاهبًا إلى فراشه يستعد للغد، بينما لم تتذوق نجلاء طعم النوم بسبب مشاكل أطفالها.
___________________________________
_ بس يا سيدي دا كل اللي ماما عملته، و هو دا الصح، خلتني حسيت بمسئولية كبيرة جدًا تجاه نفسي، وتجاهكم، من ساعتها الحمدلله عمري ما دخنت، و انت كمان يا محمود مش هتدخن تاني.. صح؟!.نطق بها محمد_البالغ من العمر 21 عام_ لأخيه الأصغر محمود، و هذا بعد ان أكتشف ان أخيه يسير في طريق التدخين.
عانق محمود أخيه محمد بحرارة شاكرًا له على نصحه، فمحمد دائمًا يعوضه عن دور الأب في حياته.
أنت تقرأ
نوفيلا/ امرأة لا يُستهان بها
ChickLitتحدت الصعاب لكي تنال مُرادها، و لكن تواجهها العديد من المشاكل، فنظرة المجتمع لها مُخزية، لكنها امرأة لا يستهان بها.