5

50 2 0
                                    

صلوا هلي الحبيب




















#سلسلة_طريق_السالكين_إلى_الله

الدرس رقم 5⃣

🔺ذكرنا في الحلقة السابقة
لا سبيل للوصول والارتقاء
👈 إلا بالقلب الحي
ولابد قبل الانتقال للنقطة الثانية في الطريق إلى الله ان 👈نوضح ما المقصود بالقلب الحي
👈 وهل نحن نعتبر قلوبنا حية؟

⏪فما هي صفات القلب الحي؟ :
🌴 1_ انكسار القلب :
وهو من أعلى درجات الخشوع فيجد صاحبه 
كما يقول ابن رجب في قلبه كسرة خاصة لله عز وجل ، وعلى قدر الكسر يكون الجبر ...
ولا جبر لانكسار العبد أعظم من القرب والإجابة.
🌴روى البيهقي في الزهد عن عبد الكريم بن رشيد أن داوود عليه السلام قال :
( أي رب أين ألقاك ؟
قال : تلقاني عند المنكسرة قلوبهم )
🌴وروى الإمام أحمد في الزهد عن عمران القصير قال :قال موسى بن عمران عليه السلام :
أي رب أين أبغيك ؟
قال : ابغني عند المنكسرة قلوبهم ، إني أدنو منهم كل يوم باعاً ، ولولا ذلك لانهدموا .

🌴 2 _ وجل القلب عند ذكر الله :
قال تعالى :{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ }الأنفال2 ،
والوجل هو الخوف والاضطراب والفزع وزيادة خفقان القلب وسرعة ضرباته ، 👈ويشعر الرباني بذلك عند ذكره لله.
🌴قالت أم الدرداء:
إنما الوجل في القلب كاحتراق السعفة .

🌴3 _ خشوع القلب :
قال تعالى :{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون :1 ،2]
وقال تعالى :{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }[الأنبياء :90]

🔆ويعرف ابن رحب الخشوع فيقول :
وأصل الخشوع هو لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته ،
فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لا نها تابعة له كماقال صلى الله عليه وسلم :
" ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب "
⬅️فإذا خشع القلب خشع السمع والبصر والرأس والوجه وسائر الأعضاء وما ينشأ منها حتىالكلام ، 
🌴ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه : " خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي "
🌴ورأى بعض السلف رجلاً يعبث بيده في صلاته
فقال :
لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه.
🍃وقال ابن عباس في قوله تعالى : {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } [المؤمنون: 2]
قال : خائفون ساكنون .
🌴وقد وصف الله تعالى في كتابه الأرض بالخشوع فقال :{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } [فصلت :39]
فاهتزازها وربوها  وهو ارتفاعها  مزيل لخشوعها ، فدل ذلك على أن الخشوع الذي كانت عليه هو سكونها وانخفاضها .
🌴ومتى تكلف الإنسان تعاطي الخشوع في جوارحه وأطرافه مع فراغ قلبه من الخشوع وخلوه منه كان ذلك نفاق ،
⬅️وهو الذي كان السلف يستعيذون منه كما قال بعضهم : 
استعيذوا بالله من خشوع النفاق .
🌴قالوا: وما خشوع النفاق ؟ قال : أن يُرَى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع .
👈فمن أظهر للناس خشوعاً فوق ما في قلبه فإنما هو نفاق على نفاق ،
واصل الخشوع الحاصل في القلب ،
إنما هو من معرفة الله تعالى ، ومعرفة عظمته وجلاله وكماله ،
فمن كان بالله أعرف كان له أخشع .

🌴4_ سرعة التأثر بالموعظة :
🍃وهذا التأثر يبدأ في القلب فيزداد لينه وخشوعه ثم يفيض على الجوارح فتقشعر الجلود وتدمع العيون ،
كما قال تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ{22} اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } [ الزمر : 23،22] .
وهكذا يكون مع المواعظ بصفة عامة ،

👈 أما مع القرآن فالتأثر يكون أشد كما قال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً{107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً{108}وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [ الإسراء : 107-109]5

5_ تذوق حلاوة الإيمان :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ذاق حلاوة الإيمان : من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً "
👈فأخبر صلى الله عليه وسلم أن للإيمان طعماً ، وأن القلب يذوقه كما يذوق الفم طعم الطعام والشراب .
🍃وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلالله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار "

👈يقول ابن القيم :
فللإيمان طعم وحلاوة يتعلق بهما ذوق ووجد ( كما جاء في الحديثين السابقين ) ولا تزولالشبه والشكوك عن القلب إلا إذا وصل العبد إلى هذه الحال فباشر الإيمان قلبه حقيقة المباشرةفيذوق طعمه ويجد حلاوته .
👈وهذا الذوق هو الذي استدل به هرقل على صحة النبوة ، حيث قال لأبي سفيان :
فهل يرتدأحد منهم سخطا لدينه ؟
فقال : لا ،
👈قال : وكذلك الإيمان إذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب .
⬅️والمقصود : أن ذوق حلاوة الإيمان والإحسان ، أمر يجده القلب تكون نسبته إليه كنسبة  ذوق حلاوة الطعام إلى الفم .

وللحديث بقية عن صفات القلب الحي الموصول بالله بإذن الله

طريق السالكين الي اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن