#لاتكسرها!
صرخت به بحدة، كما لم تفعل من قبل-فالبرغم من هدوءها و رزانتها، إلا أن ما أخبرها به ابنها لم تستطع اذناها تصديقه:
_ماذا ستفعل؟!أعاد على مسامعها - مرة أخرى - ما فعله، و بنبرة تحمل البرود، و كأنه لم يفعل شيئا يذكر:
_ساطلق زوجتي!صرخت- مجدداً - في وجهه:
_بل قل ستكسرها! لا ستطلقها!هتف باستنكار:
ساكسرها! اقول لك ساطلقها يا أمي، لن اكسر فيها ذراعاً و لا عظماً، فقط ساطلقها كما يفعل أي رجل يريد الزواج بامرأة أخرى؛ اكثر أنوثة و جمالاً!بهتت ملامحها من إجابته الخالية من المشاعر، لكنها اردفت بصوت جاهدت على إخراجه:
_ماذا؟! ستطلقها- فقط - لإنك تريد الزواج مرةً أخرى، و اكملت بنبرة ساخرة: بامرأة اكثر أنوثة و جمالاً!تأفف بضجر من كلمات والدته التي تدل على رفضها التام لفعلته:
_ليس هناك شيئا يستدعي كل هذا الغضب يا أمي، و لا تنسي ان والدي طلقك لنفس السبب، من أجل أن يتزوج بفتاة أصغر سنا و أجمل!صدمت من كلماته الجارحة، التي لا طالما ألقيت في وجهها من طرف الأقارب و الاغراب، و يا لسخرية...فها هو ابن بطنها يلقيها على مسامعها، كأنه يخبرها بنشرة الأحوال الجوية؛ مع هذا - و يا للعجب - تحكمت في انفعالاتها التي أوشكت على الظهور على معالم وجهها - جراء كلماته اللاذعة- مردفة بنبرة ساخرة:
_كما فعل والدك! صدق من قال" إن العرق دساس "، و استطردت قائلة بنبرة قوية تحمل في طياتها خيبة كبيرة من ابنها:
_كنت اعتقد انني عندما احسن تربيتك لن تكون مثل والدك - سامحه الله أينما كان؛ لكنني على ما يبدو فشلت، و انتصرت دماءه في عروقك!رأت انكماش وجهه إثر كلماتها التي القتها عليه، إلا انها لم تهتم و واصلت حديثها بنبرة متألمة، و شريط ذكريات تطليقها ظلماً تمر أمام عيناها:
_والدك يا ابن والدك - بطلاقه لي بلا سبب - كسرني دون أن يرأف له جفن! اجل لا تستغرب هذا، لقد حولني في لحظة من زوجة إلى مطلقة؛ وعذره السخيف- الذي جعل كل الحب في قلبي اتجاه يمح كأنه لم يكن يوما- هو أنني كبرت في السن و ظهرت على وجهي التجاعيد التي تثبت ذلك، و لم أعد تلك الفاتنة التي فعل المستحيل لزواج بها؛ والدك يا بني كسر ثقتي في نفسي، و في الناس، و حتى في انوثتي! ثم أشارت له باصبعها من اخمس قدميه إلى رأسه بإذدراء : و تأتي انت - بعد هذه السنين من زواجك- وتريد ان تفعل نفس ما فعله! ستكسر زوجتك - المرأة الصالحة - التي تحملت منك كل صفاتك السيئة، و التي لا يستطيع احد تحملها؛ تحملت معك كل مشاكلك المادية التي واجهتك، ربت أبناءك احسن تربية- يشهد جميع سكان الحي عليها، قامت بدورها كزوجة و ام على أكمل وجه؛ و بعد كل هذا ببساطة يكون جزاءها الطلاق!تابعت كلماتها بنبرة اكثر ليناً-بعد ان رأت معالم الندم ترتسم على وجهه:
_اسمع يا بني، لقد رزقك الله بزوجة صالحة ذات دين، و جمال، و نسب؛ فلماذا تبدل كل هذا بابخس الأثمان؟!و عندما رأت حيرته، و صمته الشديد، اردفت بمكر انثوي:
_ماذا أقول لك؟! بما انك اتخذت قرارك و قررت تطليقها، اتمنى ان تجد رجلا يسعدها كما لم تفعل انت، فهي حقا امرأة كاملة الأوصاف - و الكمال لله.صرخ بغضباً عارماً-ناسياً ان التي يحادثها والدته و ليست إحدى اصدقاءه- قائلا بغيرة لم يستطع إخفاءها:
_لن اسمح ان يرتبط اسمها باسما آخر غير اسمي و اكمل بنبرة متملكة: هي زوجتي انا! ستظل كذلك حتى افارق الحياةردت عليه بتهكم ساخر:
_الآن صارت زوجتك! و كأنك لست الذي جاء يزف لي خبر تطليقه لزوجته، اكنت اتوهم ذلك؟! على كل حال...تراجع عن فكرتك الحمقاء و اخزِ الشيطان؛ بني الطلاق بالنسبة للمرأة كمطرقة تحطم حياتها دون رحمة، مهما كانت المرأة مستقلة ذاتيا و قوية إلا أن طلاق يكسرها، لقد قال رسول الله ﷺ (إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها و فيها عَوجٌ و إن ذهبت تقيمها كسرتها و كسرها طلاقها)، فلا تكسرها يا بني! فزوجتك لا تستحق منك هذا بعد كل هذه العشرة، لا تعرضها للألم و الخيبة، و الكسرة التي تعرضت لها انا طول هذه السنين؛ و لا تنسى أن المجتمع يلقي اللوم كله عليها، حتى لو كانت الطرف المظلوم!#ميمونة_احمد
#خربشات_انثى_حالمة
أنت تقرأ
هرمونات (سكريبتات ميمو 😍🤩)
Romanceطعم الحب في الحلال ❤❤❤ مجموعة قصص قصيرة تعبر عن الحب في رحاب الحلال ❤ ❤ بتمنى تعجبكم 28/09/2019