الجريــــئة و الاستاذ الملتزم
وقفت أمام مكتبه قائلة بجرأة لم يرها أبدا فيها :
_انا أحبك! أجل احبك كثيراً،رغم الفروقات التي بيننا إلا أنني وقعت في غرامك، قلبي تعلق بك كغريق و تابعت بسخرية: وقعت الطالبة في حب استاذها الملتزم!تفاجأ يحي من اعترافها الجريء، إلا أنه رسم ملامح الثبات على وجهه بكل براعة، قائلاً بهدوء و رزانة:
_و ماذا بعد هذا الاعتراف؟!صدمها هدوئه و رده:
_ماذا تقصد؟!_اقصد ماذا بعد هذا الحب، أو بمعنى آخر ماذا تتوقعين مني أن أفعل يا آنسة صفاء في المقابل؟!
_لا شيء، لا انتظر منك شيئاً.. فقط أردت أن أكون أكثر جرأة منك و أعترف بمشاعري و لا احتكرها كما تفعل انت، رغم اني متأكدة أنك تبادلني نفس المشاعر
ردت عليه و عيناها تتحاش النظر إليهاطرق بذلك القلم الذي بين يديه على مكتبه قائلاً بهدوء :
_ما الذي أوحى إليك بأنني لدي مشاعر نحوك؟اجابته بلا خجل :
_إهتمامك الذي تخصني به_أثناء المحاضرة_دون الآخرين، و أيضا هذا ما تؤكده صديقاتي.. أوليس هذا بسبباً كافياً؟!_اسمعيني يا آنسة صفاء، ساعتبر نفسي لم اسمع اعترافك الذي يتناقض مع مبادئ أولاً، و ثانياً انا لم آتي لهذه الجامعة للبحث عن الحب، بلا جئت لاقوم بتدريسكم، و أنتم بالنسبة لي كأخوتي يا آنسة صفاء.. أرادت مقاطعته إلا أنه رفع يده لتنصت إليه،و تابع كلامه: اقدر مشاعرك يا آنسة، فنحن لا نملك سلطة على قلوبنا، لكن في نفس الوقت لا يعني هذا أني أوافقك عليها..ما لا ارضاه على أختي لا ارضاه على بنات الناس، لقد أخطأت عندما أخبرتني عن هذه المشاعر و التي اعتبرتها انت جرأة..و لكنني كرجل_و آسف على صراحةِ_اعتبرها قلة حياء من فتاة مسلمة
_ماذا؟! اتقصد اني بلا حياء؟!
اردفت بها صفاء بإنفعال_هذا ما سيفكر فيه أغلب الرجال في الفتاة التي تعترف بحبها لرجل، و قد يكون هناك رجال يفكرون باسوء من عبارة "قلة حياء"..و أيضاً هذا رأي المجتمع الذي نعيش فيه و..
قاطعته قبل أن يكمل :
_و ما رأي الدين في هذا؟ اقصد في الحب، هل هو حلال أم حرام ؟!_الحب ليس حراماً!
قاطعته مرة أخرى : ما دام ليس حراماً، لماذا تلقي علي هذه..
قطع كلامها قائلاً : انا أقصد الحب الذي تحت إطار شرعي، بين زوج و زوجة، أما هذا الذي يحدث بين الشباب هذه الأيام لا أعتبره حباً، بل هو مجرد سراب. إن من أهم شروط الحب هو رضى الله، لهذا لا تعتبر تلك العلاقة التي تنشأ بين فتى و فتاة بدون رابط شرعي حب بل هو مجرد شعور لحظي يزينه لهم الشيطان، لقد نسوا قوله تعالى " و لا تواعدوهن سراً"..قد يقتحم الحب أحيانا قلوبنا دون إذن منا ، فلا ندري ما نفعله حينئذاً، لهذا علينا التوجه إلى الله تعالى و نستودعه قلوبنا فهو ادرى بأنفسنا منا، فنحن لا نعرف إذا كان ذلك الشخص الذي وقعنا في حبه من نصيبنا أو لا!
اجابها بكل هدوء و رزانة و اكمل كلامه لينهي هذه المقابلة التي طالت :اسمعي يا آنسة صفاء أنك إنسانة محترمة و مجتهدة في دراستها، دعي عنك أمور الحب و انتبهي لدراستك، فالحب سيأتي في الوقت الذي يأذن الله به.. و سيكون في الحلال إن شاء الله.. أما الآن تستطيعين المغادرة.. فلقد انتهت المقابلةغادرت صفاء مكتب الدكتور يحي و هي تفكر في كلامه.. فلقد اقنعها كثيراً بوجهة نظره حتى و إذا لم تظهر له ذلك..
(سانتبه لدراستي و أحقق أحلامي و ساقرب أكثر من الله فهو لن يرفضني كما رفضني الدكتور يحي) حدثت بها نفسها و هي عازمة على نسيانه ، و لكنها استودعته الله فإذا كان من نصيبها سيأتي و إذا لم يكن سيرزقها الله بمن فيه خيرها.._آسفة يا صفاء، لا أستطيع البوح لك بمشاعري، لا أريد اغضاب الله مني، و أيضاً لا أريدك أن تتعلقي بأمل زائف.. لأن القلوب بيد الله وحده، يقلبها كما يشاء، و قد لا نكون من نصيب بعض، و أيضاً مسؤولياتي كثيرة و الزواج في هذا الوقت ليس بالفكرة الجيدة، استودعتك عند الله الذي لا تضيع ودائعه
همس يحي بتلك الكلمات بحزن و هو يتمنى من كل قلبه أن تلتقي سبلهم ذات يوممنذ ذلك اليوم، أصبحت صفاء أكثر انضباطاً في دراستها، و أيضاً أصبحت أكثر قربا من الله و لم يعد الدكتور يحي يشغل بالها. و كان هذا حال يحي ايضا فلقد قام بتغيير الجامعة التي يدرس فيها لكي لا يعطي لنفسه فرصة ليفكر فيها...
مرت سنتين لم يرى فيهما أحدهما الآخر، إلا أن جاء ذلك اليوم، الذي أراد الله أن يجمع فيه القلوب في حلاله
_انا قادمة، يا من تطرق على الباب!
اردفت بها صفاء و هي تهم بفتح الباب لطارق، لكنها تفاجأت بالشخص الذي يقف أمامها :
_دكتور يحي! ماذا تفعل هنا؟إبتسم الاستاذ يحي على ملامحها المصدومة :
_هل أستطيع الدخول ام سأظل واقفا أمام الباب، و ايضا لدي موعد مع والدك يا آنسة صفاء_ها آسفة تفضل أن أبي ينتظرك في تلك الغرفة
مر وقتا على مجيء الاستاذ يحي لرؤية والدها، استغربت صفاء كثيرا سبب حضوره لرؤية والدها فهما_على حد علمها_لم يلتقيا من قبل، ظلت في غرفتها تحاول معرفة سبب زيارته إلى أن غلبها النعاس
استيقظت من غفوتها على يد والدها (السيد محمد) :
_صفاء يا بنتي، استيقظي، فهذا ليس وقتا مناسب لنوم_أبي! هل تريد شيئا ما؟
نطقت بها صفاء بصوت مبحوح من أثر النوم
اجابها والدها بعتاب:
_ألم أخبرك أن لا تنامي وقت العصر فهذا ليس جيدااعتدلت صفاء قائلة:
آسفة أبي فلقد غلبني النعاس و أكملت بفضول انثوي : أمم أبي ماذا كان يريد منك الاستاذ يحي؟ هل تعرفان بعضكما؟! هل انت صديق والده أو..قاطعها والدها قائلاً بمرحه المعتاد : لا شيء من هذا، بل جاء لخطبة ابنتي الصغيرة التي أصبحت عروس
صدمت صفاء من رد والدها الذي لم تتخيله، تكلمت بخجل و ارتباك :
_أ..ابي ماذا تقول؟
_أمم انا اقول الحقيقة إذاً ما رأيك صغيرتي؟ و تابع بحزن : لو كانت والدتك_رحمها الله_حية لفرحت كثيرا، لطالما تمنت أن تراك عروس
_أبي! انا واثقة أنها سعيدة الآن، لهذا لا تحزنإبتسم بحنان لابنته :
_إذا ما قرارك صغيرتي؟!
اجابته صفاء بخجل قائلة : ساستخير الله أولا ثم سأخبرك بقراري_حسنا صغيرتي، اسأل الله ان يرشدك لما فيه خيرك
بعد أن غادر والدها غرفتها، حدثت صفاء نفسها قائلة ( لم اعتقد يوما ما أن الأستاذ يحي سوف يأتي يوما و يطرق باب بيتنا، سبحان الله الذي بيده مفاتيح القلوب ❤)
#ميمونة_احمد 🌷
أنت تقرأ
هرمونات (سكريبتات ميمو 😍🤩)
Romanceطعم الحب في الحلال ❤❤❤ مجموعة قصص قصيرة تعبر عن الحب في رحاب الحلال ❤ ❤ بتمنى تعجبكم 28/09/2019