(الجزء الأول)
قبل أن يضع المفتاح في الباب، وصل إليه صوت زوجته العالي، تهدد كعادتها بهجر البيت، و الذهاب للعيش في بيت والدها، معززة مكرمة، لا ينقصها شيء
أكمل وضع المفتاح في الباب، محركاً رأسه بيأس من تصرفات زوجته التي لم يعد أحد من سكان البيت يُطيقها؛ فتح البيت ببطء شديد كي لا تسمعه زوجته المنفعلة، و يصبح الدور عليه في تلقي عتابها و تهديداتها اللامتناهية، فيكفيه صراخ مديره، و طلباته التي لا تنتهي.
و في غمرة تفكيره في مديره، رآها تقف أمامه، واضعة يديها الصغيرتين على خصرها، ترمقه بغضب.
كان منظرها شبيه بلبوءة ستنقض على فريستها؛ ابتسم إبتسامة بلهاء، يخفي خلفها ملله من هذا الموقف الذي يتكرر في كل مرة يعود إلى البيت، حتى أصبح يخشى العودة إلى منزل.
و قبل أن يفتح فمه، انفجرت في وجهه صارخة بنبرة تحمل من التعب و اليأس ما لا يستطيع هو أو غيره من الرجال تحمله:
_لا اهلاً و لا مرحباً، و لا هم يحزنون! لقد اكتفيتُ منك و من أولادك الحمقى، بمن فيهم الذي يتربع براحة داخل بطني، كأنه في قهوة.نظر "عماد" إلى بطنها المنتفخ قليلاً، يكاد لا يظهر بسبب الثوب الصيفي الذي ترتديه. أعاد أنظاره إلى وجهها المحمر من الغضب، حاول السيطرة على عصبيتها، قائلاً بنبرة مرحة:
_من أغضب ملكة البيت؟ أخبريني بإسمه لأقتص لكِ منه.ضيقت ما بين عينيها، و مازال الغضب متمكن منها، بل زاد عندما استشفت لهجة السخرية التي تحملها كلماته المستفزة؛ أشارت إلى أولادها الذين يشاهدون التلفاز ببرود، كأنهم لم يتسببوا بإغضابها، ثم أشارت إلى زوجها.
أشار إلى نفسه، متسائلاً بعدم تصديق:
_أنا؟!
هزت له رأسها مؤكـــدة على كلامها._أطفالنا أعلم أنهم يشعلون الشيب في رأس طفل، بسبب مصائبهم التي ليس لها نهاية، لكن، ما دخلي أنا في الموضوع يا "حياة"؟
لم تجيبه على سؤاله، كأن السؤال لم يوجه لها، فقط ظلت تحدق به لثواني معدودة، حتى هتفت ببساطة، بما جعل أعينه تتسع:
_لأنك تزوجتني، لأنك اخترتني أنا من بين جميع فتيات الحي لتتزوجني!
قطعت كلامها، متذكرة عندما كانت في بيت أهلها، و سكبت عليه من النافذة الماء، فكرت في نفسها: (هل ينتقم مني جراء تلك الحادثة؟)
عند تلك النقطة اشتعلت اعينها بالغضب:
_انت تنتقم مني، أليس كذلك؟كان يتابع ملامح وجهها التي تتغير باستغراب شديد، حتى فاق من تحديقه فيها على جملتها البلهاء، رد عليها بهدوء نسبي، محاولاً الحفاظ على هدوء اعصابه:
_انتقم منك؟!هزت أكتافها ببرود اتعب اعصابها أكثر مما هي عليه من تعب.
هز رأسه بقلة حيلة من مزاجها المتقلب، تاركاً إياها وحدها تغلي من الغضب. دلف إلى غرفتهما يأخذ قسطٍ من الراحة، فلا ينقصه الآن هرمونات زوجته التي تشبه قوس قزح، كل يوم بمزاج مختلف عن اليوم الذي سبقه.
#يتبع
#ميمونة_احمد
______________________
أنت تقرأ
هرمونات (سكريبتات ميمو 😍🤩)
Romanceطعم الحب في الحلال ❤❤❤ مجموعة قصص قصيرة تعبر عن الحب في رحاب الحلال ❤ ❤ بتمنى تعجبكم 28/09/2019