عليك فقط ان تتدرك ان كل ما يحدث معك سيصبح مجرد ذكرى...
****************
Luna...
لا تستهن بأي شخص مهما بان عليه الجمود والصلابة...
كنت دائما ما ارى ابي صلبا كالدرع دون ثغرات...حسنا في الحقيقة هو كذلك...ولكني لطالما شعرت بالدهشة من صموده القوي وعدم تأثره حتى في اقصى لحظات الحزن
لا ازال اتذكر عندما سألت والدي ذاك السؤال الذي لطالما اثار فضولي : ابي؟!!
- ما الامر يا لونا؟!!
- اخبرني يا ابي!! هل بكيت يوما؟!! اقصد وانت كبير!!
لأدهش حقا من اجابته الغير متوقعة عندما اجاب بأنه بكى مرة واحدة...وما ان سألته عن سبب بكائه زادت دهشتي من معرفتي لاجابته عندما قال لي : بكيت مرة وانت صغيرة عندما سقط على قدمك إبريق من الماء الساخن المغلي وقتها بدأ الجلد ينسلخ عن قدماك بطريقة لا توصف هذا عوضا عن كل تلك الدماء التي تناثرت منك وقتها بكيت تبكين وما ان وصلنا للمشفى امسكتني من يدي ورجوتني وانت تحاولين كتم دموعك لتقولي لي " ابي! ارجوك لا تتركني...انه مؤلم جدا...ارجوك ابقى معي انا لن ابكي...ارجوك يا ابي لا تتركني..."
هل تصدقون ان ذلك الرجل الصامد والجامد بكى في لحظة كهذه؟!! من مجرد رجاء ضعيف...من خوف طفلته من البقاء وحدها!!
لأصدقم القول بأني لا اتذكر هذا ابدا فأنا كنت وقتها في سنوات عمري الاولى ربما كنت في الرابعة او الخامسة من العمر ...لم اكن اتوقع ابدا اجابته حتى ان اجابته جعلت عيناي تدمع ولم اعلم حتى ما السبب؟!! ربما كنت سعيدة فقط الى حد ما...!! ...
***************
لقد كنت منذ صغري فضولية لحد كبير حتى ان فضولي هذا دائما ما كان يوقعني بالمصائب
فذات مرة قامت والدتي باحضار آله للخياطة...
ومن شدة فضولي لاستكشافها انتظرت اليوم الذي يخرج فيه والدي من المنزل لأبقى كالعادة انا وشقيقي الاصغر معا...
بقيت اعبث بها حتى ادخلت ابهامي تحت الابرة تماما وبقيت اعبث بها حتى دخلت الابرة داخل ابهامي
والعجيب في الامر اني لم اتألم
بل قلت لأخي بكل ثقة : هاي...اصبعي لا يخرج ماذا افعل؟!!
- وما ادراني!! حاولي اخراجه قبل ان يأتي والدي
- ان اتيا سيعلمان اني عبثت بها وسيوبخاني لا اريد هذا علي ان اخرجه ولكن كيف؟!! 😂
حقا كنت طفلة سخيفة تخاف العقاب اكثر من خوفها على نفسها
حتى قال اخي اخيرا : سأنادي عمتي...
كانت عمتي تقطن بجانبنا تماما فأسرع ليناديها وما ان رأتني حتى تجمدت مكانها...
والحمد لله كانت النتيجة فقد احدى اظفاري 😂
كان ظفر جيدا بحق ذهب ضحية لفضولي 😂
أنت تقرأ
ذكريات ساعة ونصف
Romanceاغرق واغرق اكثر و اكثر الى قعر لا اجد له هاوية... كصفحات ممزقة من كتاب ليس له عنوان ... الحزن والسعادة واللقاءات العابرة والخذلان وحتى الغدر لم تكن هذه الا عواطف ملأت صفحات ذكرياتي...لتصبح سربا من الصفحات الشاردة بلا وجدان ... صفحات لا تحتوي على سطو...
