4...

71 11 28
                                    

كل شخص لديه ثلاث قصص في الحياة...
قصة يعيشها،،، وقصة يتمنى ان يعيشها ...
وقصة مؤلمة يتمنى ان ينساها...

**********

Luna...

اما انا فقصتي مختلفة نسبيا...
فأنا والداي قد تمنيا ان يحظيا بصبي كطفل اكبر وفوق هذا كان شعورهما بالاحباط واليأس الشديد يداهمهما في كل حين...
فلقد تأخرا بالانجاب لمدة سنة كاملة وقد داهم والدي الخوف الشديد ...
الخوف من انهما ربما لن يستطيعا ان يحظيا بأطفال وخوف آخر...
خوف من ان ينجبا طفلا ذو بشرة سمراء...
ولكن القدر شاء غير هذا تماما...
فبعد سنة اخيرا حملت والدتي بي اخيرا وكم كانت السعادة كبيرة على وجوه الجميع...
ولا ننسى املهم بأن يكون الطفل البكر صبي
فهم كباقي العائلات يردون صبي يحمل اسم العائلة
ولكن كما قلت القدر شاء غير هذا...
فلقد جئت انا...فتاة!! ...الكبرى! لم تكن صبي بل فتاة وفوق كل هذا ذو بشرة بيضاء...
كانت كما لو انها معجزة اني ولدت ذو بشرة بيضاء ولكن... "يا ليتها فقط كانت صبي..."
لقد كان حقا مرهقا سماع هذه الكلمات في كل حين
لست من اختارت حتى ان تأتي الى هذه الدنيا ...ولست حتى من اختارت ان تأتي في هذا اليوم من العام خاصة...
ولكن الامنية بالصبي لم تكن مدتها من الانتظار طويلة فبعد سنة واحدة جاء شقيقي الأصغر...
لتبدأ رحلتي كشقيقة كبرى متى ما يشاؤون...
اجل هذه الحقيقة...فهم دائما يقولون ان شقيقي اكبر مني وعلي طاعته...وعندما يأتي الامر لتحمل المسؤولية اصبح انا الكبرى بطريقة ما...
لا اخفي ان هذا الامر يزعجني ...
يزعجني بأنها كذبة صدقها الجميع حتى صاحبها...
الذي هو شقيقي الذي يستمر دائما بالتأمر علي قائلا لي : انا شقيقك الاكبر عليك طاعتي...

اما عندما يأتي الامر للمشاكل فكل اللوم يكون على عاتقي...سحقا لكم...كما لو اني انا من اردت ان اكون الكبرى...ان عاد الامر لي فلكنت فضلت ان ابقى مختبئة في رحم والدتي...

**************
- لونا!!!

- ما الامر يا ابي؟!!

- ما رأيك ان تأتي معي انا وجدتك لشراء الخضروات؟؟!

- وماذا عن امي وشقيقي؟!!

- سيبقون ينتظرونا في السيارة...

- حسنا لا بأس..سآتي...

كم كنت متحمسة آن ذاك...كنت حقا سعيدة وانا برفقة جدتي ووالدي...ولكن وبينما كنت برفقتهما لاحظت شيئا اثار فضولي...لأنظر لهما حتى ارى اين هما وما ان وقعت عيناي عليهما حتى اخبرتهما فورا بأن ينتظراني قليلا...

ولكني وما لبثت ان التفت لأرى ذاك الشيء الذي اثار فضولي كانا قد اختفيا...لقد شعرت بالذعر الشديد فأنا كنت طفلة صغيرة والجميع حولي غرباء...
حتى اني لا اعلم اين اذهب...
لأفعل اول شيء خطر في ذهني وهو الهروب لأي مكان...بقيت اجري واجري حتى ذعرت بمشهدا لن انساه ما حييت...
فلقد كان هناك رجلان يتصارعان بالخناجر ورغم محاولة الناس من حولهما فض ذلك الشباك بينهما الا ان ذلك لم يفي بالغرض...لقد كنت ارتجف وابكي بشدة...استمريت بالجري ولكني كنت كمن تجري في حلقة...فأنا في كل مرة كنت اعود الى ذات المكان اقصد ذلك الرجلان اللذان يتصارعان بالخناجر والدماء اثر جروحهما قد تناثرت...
ولم البث حتى تفاجئت بشخص يمسك بي من الخلف...كانت كمية الذعر التي رافقتني اثر ما حدث لا توصف...فما ان شعرت بأمساكه بي حتى بدأت اصرخ وأرجوه بأن يتركني...
وفي النهاية سمعته يقول وهو يحاول تهدأتي : اهدأي ،، اهدأي...أوليست هذه جدتك؟!!

لأدهش بعدها بجدتي التي كانت تسأل المارة عني وكم شعرت بالطمأنينة وقتها...

وما ان رآني ابي حتى هرع الي محاولا تهدأتي من ارتجافي وذعري...حتى انه سألني باهتمام اين اختفيت؟!!

- ابي!! لقد اخبرتك انت وجدتي ان لا تذهبا فأين ذهبتما...

- التفتنا فلم نجدك...لهذا ذهبنا للبحث عنك...
ثم ألا تذكرين مكان السيارة...

- كلا...

- حسنا اهدأي...لقد انتهى الامر هيا لنعود...

ولكن وما ان صعدنا السيارة وفور ان علمت والدتي بالامر حتى سرعان ما قالت بحنق : يا لك من فتاة مزعجة...كان الافضل ان تبقي هنا... استجعليني اصدق انك لا تعلمين اين السيارة...؟!!

في الحقيقة لا زالت كلماتها تؤثر علي بشكل سلبي...
لما تقولين هذا؟!! ربما من قلقها علي...اتفهم هذا نوعا ما؟!! ولكن...لما!! ...لما بهذه الطريقة التي تبدين فيها مرغمة؟!! ...ربما لأني فقط صغيرة لم افهم حقيقة الامر...وحتى هذا اليوم لم افهم...
ولكن ربما مستقبلا...استطيع فهم ذلك...

**********

لا ازال اتذكر اول يوما لي في بداية انطلاقتي ...
منذ بداية المرحلة الاولى من سنوات حياتي...
لقد كنت فتاة ضعيفة جدا جدا...وكنت سخرية للجميع كان جميع اطفال ( الروضة) يسخرون مني كل يوم...حتى بدأت اكره نفسي واخشى الذهاب الى ذلك المكان الذي دائما ما كنت اشعر انه مكان ليس لي...
لم اكن اجرؤ حتى على اخبار والداي خوفا من شعورهما بالاسى نحوي..لم اكن اريد ان احزنهما لذا لا زلت اخفي الامر لليوم...
لا ازال اذكر كيف كنت ارجو والدتي ان اتغيب عن الذهاب وكانت دائما تسألني عن السبب وانا فقط كنت اخبرها بأني لا ارغب وحسب...
كنت وحيدة...ضعيفة ...بلا اصدقاء...فقط سخرية للجميع...ومثيرة للشفقة حد الاشمئزاز...
ان كنت كرهت شيئا طيلة سنوات حياتي فلقد كرهت هذه المرحلة بحق...
كنت فتاة بائسة حقا...لم يكن احد يحبني حقا شعرت اني شخص غير محبب...حتى عاهدت نفسي ان اتغير حقا...ولكن يبدو اني لم استطع تغير طبيعتي الحقيقة مهما حاولت التغير...حقيقة ضعفي ...
والكثير الكثير...
اهمها نفسي البائسة...التي لم استطع الانسجام معها من الصغر...
اجل...فأنا لطالما كنت امقت هذه النفس الكريهة...
ولكن...لا ادري ما يمكن ان يحدث مستقبلا ربما اتصالح مع جزء منها...
ربمااا...

****************
💥Mix-Sister🌟

ذكريات ساعة ونصف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن