لا احد...
انت لا تعرف شيئا عن احد ،،
ضع هذه الفكرة في رأسك ،،لا تعرف لماذا يغشاهم الهدوء ،، ولا تعرف لماذا يبتسمون او يبكون؟!!
لا تعرف سوى ما يقولونه لك...🌵🌵**************
Luna...لطالما دار في ذهني سؤال لطالما سبب لي الأرق!! ...
ولطالما فكرت به...
كان سبب تفكيري به هو حدث حصل معي قبل سنوات عديدة ربما كنت في السابعة من العمر آن ذاك..
لقد كان وقتها والداي قد تشاجرا شجارا كبيرا....حسنا هذا ليس شيء جديد فهذا الامر لطالما حدث واستمر فلم تكن تلك اول مرة يتشاجران فيها...
ولكن ذكرى ذلك اليوم لا تزال وكأنها حدثت امس...
فذلك اليوم عزمت امي على الانفصال عن والدي فارتدت ملابسها وعزمت الخروج من المنزل ولكن وقبل ان تفعل ذلك دخلت المطبخ وقامت بأخذ فنجان قهوة صغير ووضع به شيء غريب كان لونه قريب من الرمادي...
لم يكن احد في المطبخ آن ذاك سوى انا ووالدتي وشقيقي الاصغر...
كنت فقط مجرد طفلة...طفلة فضولية فاقتداني فضولي هذه المرة لمعرفة ذلك الشيء الغريب في الفنجان وما ان سألت والدتي ما هذا حتى وصلتني اجابتها مسرعة وهي تقول : انه دواء...
وما ان التفتت والدتي مديرة ظهرها لي حتى قمت بوضع سبابتي في الفنجان وما ان اقبلت على وضعها في فمي حتى انتفضت اقع على الارض اثر صراخ والدتي وهي تقول : لا لا تتناوليه،، هذا سم...!!
ثم دفعتني بسرعة ليقع الفنجان على الارض ويتناثر ذلك السم على الارض...
ووقتها لم اعي شيء سوى وانا ارى والدتي تزحف ارضا وهي تحاول لملمته لتشربه...
لأسرع بدوري وانا احاول امساك دموعي فهي ليست وقتها ووضعت يدي على فمها وانا ارجوها الا تفعل اما اخي كان يقف وهو يبكي فحسب اما انا فقد يأست من المحاولة وانا اجرها من ملابسها امنعها من تناوله...
لم اشهد قط في حياتي لحظة اسوء من هذا...
لا ازال اتذكر اصرارها الكبير على تناوله بحزم ولم تكترث لتوسلاتي وبكاء اخي حتى ولم تكن الا لحظات بعدها لم اعي بها شيء الا وقد شاهدت عمتي تدخل مسرعة وتمسكها في اللحظة الاخيرة...
لتجهش بعدها امي ببكاء مرير اما انا فقد بدأت ارتجف بوهن لازحف على الارض واحاول لملمة ذلك السم اللعين ووضعه بعيدا عن متناول يدي امي...
لقد نجحنا بمساعدة عمتي باخفاء اثره ورميه بعيدا ولم يعلم بتلك الحادثة غيرنا...في هذا الوقت اتسأل فقط...هل يعقل لو اني تناولت ذلك السم ؟!! هل كانت ستكتمل حكايتي،؟!! هل كنت سأكون هنا الان اكتب كل هذه الذكريات؟!! لو حدث وتناولته لن اكمل حياتي؟! وقتها لم اكن لأتعرف على احد في حياتي لم اكن لاتالم مرارا وتكرارا...كانت ستنتهي رحلتي مبكرة جدا...في هذه الاثناء اتمنى لو اني حقا تناولته...فلقد كنت صغيرة وقتها ولن احاسب على اي شيء فعلته...
ولكني واثقة اني سأكون ذكرى مؤقتة...ذكرى مؤقتة كل مرة تمر سأكون كطيف نحس ومشاكل...لأني اثق انه لو حدث هذا الامر لقامت امي بلوم نفسها على موتي...ولما كان ابي سامحها...ببساطة سأكون مجرد ذكرى ندم سيء
وببساطة اكثر عمقا...
اتمنى لو اعود بالزمن لتلك اللحظة لأشربه قبل فوات الاوان...وسحقا للجميع لا اهتم...********************
قرأت ذات مرة ان لا شيء يرسخ في الذاكرة ويثبتها،،كالرغبة في نسيانها...
ويبدو ان ما قرأته كان صحيحا مئة بالمئة...
فلن تصدقوا ان اخبرتكم ان لدي رغبة خفية وهي فقدان ذاكرتي لأنسى حتى من اكون...ولكن مع بقاء عقلي كفتاة بالغة في عمري...فأنا لا رغبة لي بالتصرف بسخف كالأطفال...
غير ان اكثر ما اكرهه هو شفقة الاخرين علي وان اكون عبء على احد...لا تزال هناك ذكرى مخلدة في ذاكرتي ان كنت ندمت على شيء في طفولتي فهي تلك اللحظة...
وقتها احتدم شجار بين والداي وكان الحكم بين يدي ويدي شقيقي الصغير ليسأل اولا شقيقي عن الشخص الذي يرغب بالبقاء معه...
والده ام والدته...
ولكن اجابته كانت بسيطة وسريعة عندما اجاب انه يريد الذهاب مع والدتي...
- لونا!!
- ما الامر يا جدتي؟!
- لقد اختار شقيقك الذهاب مع والدته فهل ترغبين بالذهاب معه؟!!
- كلا...
- اذا هل تريدين البقاء مع والدك؟!!
- كلا
- لم اعد افهم لا تريدين البقاء مع اي منهما ؟! اذا مع من ترغبين البقاء؟؟؟ ...
- مع كليهما...اريد العيش معهما الاثنان...حقا كنت سخيفة...ما هذه الاجابة المثيرة للسخرية؟!
هل هذه اجابة حتى؟!!
لو كنت اعلم ان السنوات القادمة ستحمل الاسوء لفضلت البقاء وحدي دونهما...
لكنت قلت لينفصلا لأرتاح انا...لا اهتم...
فلقد سئمت من محاولات الانتحار التي شهدتها امام عيناي سئمت من رؤية والدتي تبتلع شريطان من الدواء لتسمم نفسها في محاولة لقتل نفسها...
لقد سئمت حقا...
ولكني فقط بلهااااااء....
ارى بعيناي واحاول ان اتعامى واتغافل عما رأيته...
دائما ما كنت اقنع ذاتي بأن ما اراه وهم...
ولكنه فقط حقيقة...
حقيقة مؤلمة تعيسة ومثيرة للاشمئزاز حد السخرية...*****************
No body...🍁🍂
أنت تقرأ
ذكريات ساعة ونصف
Romansاغرق واغرق اكثر و اكثر الى قعر لا اجد له هاوية... كصفحات ممزقة من كتاب ليس له عنوان ... الحزن والسعادة واللقاءات العابرة والخذلان وحتى الغدر لم تكن هذه الا عواطف ملأت صفحات ذكرياتي...لتصبح سربا من الصفحات الشاردة بلا وجدان ... صفحات لا تحتوي على سطو...